ملفات خاصة

لا أعلمُ ما الذي يحملني يومياً على المسير في ذلك الدرب الترابي المقفر. يلتوى عنقي بحركة انعكاسية لاارادية، يسترق طرفُ عيني نظرة خائفة نحو ذلك السور المتَوّج بالأسلاك الشائكة، القابعُ هناك غير بعيدٍ، معلنًا عن معتقل يعرف بسجن "أبو غريب!" ودلالة إسمه جُسِّدتْ حرفيًا في زنزانات تحت الأرض، لا يعلم...
إلى الرفاق الذين قاسمتهم الجوع ورغيف الخبز الأسود في رحلة الألف ميل. 7يونيو1987 بسجن اغبيلة بالدارالبيضاء أيها الليل الأنثوي المندس في الطين سلاما... ها يدهشني عمقك السري الفارغ المحمل بأغنيات العشق المبارك والمبتل بقطيرات الندى هي أشياؤنا باهتة وباردة وشاهدة للدمعة الخفية هي أشياؤنا تفتحت...
متنفَّس عبرَ القضبان (72) بدأت مشواري التواصليّ مع أسرى أحرار يكتبون رغم عتمة السجون في شهر حزيران 2019؛ تبيّن لي أنّ الكتابة خلف القضبان متنفّس للأسير، ودوّنت على صفحتي انطباعاتي الأوليّة بعد كلّ زيارة؛ عقّب عبد الكريم زيادة: "يسعد صباحك الاستاذ المحامي حسن عبادي. إطلالة على روان نحتاجها كما...
ملخص تهدف هذه الدراسة إلى: الكشف عن مراحل التعذيب التي يمرُّ بها السجين، مع التطرُّق إلى الخصائص التي تميِّز كلَّ مرحلة عن غيرها، وتسليط الضوء على الجوانب النفسيَّة التي يمرُّ بها السجين في تلك المراحل، إضافةً إلى المقارنة بين مراحل التعذيب في الرواية بما هو موجود في السجون على أرض الواقع، وقد...
عندما كان في سن الطفولة، بقيً يراقب والدته حتى ترتدي العباءة، ثم يتابعها سرا ويخرج معها، هذه عادتهُ منذ الصغر، وفي لحظة تسابق مع القدر خرجت امهِ خلسة، حتى لا يعترضها في عتبة الدار... يمسك بعباءتها ويصرخ بأعلى صوته، مصحوب بعويل يريد الذهاب معها ... - يمه لا تعرض بعتِبة الدار ،العرضة فال سيئ ...
نلتقي اليوم في حضرة "ترانيم اليمامة" الذي يضم شهادات عشر أسيرات فلسطينيات عن مكوثهن مددًا متفاوتة في السجون الإسرائيلية؛ شريفة أبو نجم، تغريد سعدي، عطاف عليان، أريج عروق، لينا جربوني، جيهان دحادحة، نهاد وهدان، منى حسين قعدان، عهود شوبكي ومي الغصين، ولكلّ منهن اسمها، فالأسير ليس مجرّد رقم (مذكرات...
- إنه أمر لا يطاق. قال لنفسه وهو يجتاح النفق المظلم الذي أحسّه طويلاً لا ينتهي. تحسس سكينه، ربما أصبحت قديمةً ولا تؤثر في الحجر الذي يحيط به من كل جانب فيجعله يشعر بالاختناق، وبين لحظة وأخرى يصاب بالغثيان فلا يعرف الخلاص من كل هذا الرعب والتشتت. ألم الوحدة والهواجس التي تلاحقه فتجعله ضعيفاً،...
في 12 فبراير 1992 فتحت المخابرات الجزائرية المراكز الأمنية بالصحراء الجزائرية رغم مشروع المصالحة الوطنية الذي كان الانطلاقة القوية لإطلاق سراح المعتقلين السياسيين و عودتهم إلى أهاليهم ، فما تزال صورة المعتقلين السياسيين و نعتهم بالإرهابيين تلاحقهم إلى يومنا هذا، و رغم المراسلات التي وجهوها...
2/1 هم أصحاب مواقف معارضة، قادتهم إلى غياهب المعتقلات السرية، المعروفة منها والمجهولة العنوان.. سياسيون أمضوا سنوات طوال خلف الأسوار والأبواب الموصدة في زمن الجمر والرصاص.. قاوموا العزلة وبرودة السجن، وحاولوا النجاة بإرادتهم من أجواء المعتقل بعدما خلقوا أجواء من الفرح من عمق الألموالتوتر...
ما إن تنتهي من قراءة رواية الحبيب السايح «نزلاء الحراش» (٢٠٢١) حتى تجد نفسك تكرر أسطر مظفر النواب: «فهذا الوطن الممتد من البحر إلى البحر/ سجون متلاصقة سجان يمسك سجان». وقوله: «خشيت أقول له: قاومت الاستعمار فشردني وطني»، وستتذكر أيضاً قراءاتك أدب السجون في العالم العربي، وإن كنت قرأت التركي عزيز...
كان ذلك في بورما[1]، صباحٌ مشبعٌ برائحة المطر، ضوء شحيح يشبه لون صفيحة المعدن الصفراء يتأرجح فوق الجدران العالية لساحة السجن. كنا ننتظر خارج زنزانات المحكومين، وهي صف من الحجرات بواجهة من القضبان الحديدية المُدبلة تشبه أقفاص الحيوانات الصغيرة، قياس كل واحدة عشرة اقدام في عشرة، فارغة تماماً من...
شهدت «دار بريشة» بداية الاعتقال السري في مغرب عهد الاستقلال. الإخوة الأعداء في الحركة الوطنية راحوا يتصارعون على اقتسام الغنائم، فسالت الدماء غزيرة. هذه حكاية أعرق معتقل سري كما وردت في رسالة محمد بن عبد الكريم الخطابي إلى محمد بن الحسن الوزاني، وكما رواها ناجون من جحيم الموت. والمتهم ليس سوى...
لنا يا رفاق لقاء غدا سنأتي و لن نخلف الموعد فهذي الجماهير في صفنا و درب النضال يمد اليد و درب النضال يمد اليد سنشعلها ثورة في الجبال سنشعلها ثورة في التلال و في كل شبر سنبعثها نشيدا يجدد روح النضال نشيدا يجدد روح النضال فلا السجن يخيفنا و الخطب و ليس يهدم عزم الشعوب طغاة النظام مضى عهدهم و...
لستُ أدري من هو ذلك الشيطان الرجيم الذي اخترع السجن؟ لا أحد يعرف اسمه، ولا كيف طرأت هذه الفكرة الجهنمية على رأسه. سيقول قائلٌ بحقّ، لا مناص من هذه المؤسّسة المقيتة لإبطال أفعال المجرمين وحماية المجتمع من أذاهم. نعم، هذا عين الصواب. ولكن ما ذنب المظلومين الذين يُدفنون فيه أحياء لمجرّد أنهم يجهرون...
هل تنسحب مقولة "أدب السجن" على ما يكتب داخل السجون أياً يكن نوعه أو طبيعته، أم أنها تشمل أيضاً ما يكتب عن تجربة السجن من أدب، حتى إن لم يدخل أصحابه السجون؟ ولئن تمكن بعض الأدباء العالميين الذين عاشوا تجربة الأسر من كتابة "أدب السجن" ببراعة وعمق، فإن بعض الأدباء تمكنوا بدورهم من الكتابة عن السجون...
أعلى