ملفات خاصة

ينفرد مجلس مقهى الصداقة، في الناصرة، عن سواه من المجالس التي مرت في حياتي وهي ليست قليلة، بالعديد من الصفات لعل أهمها انه كان ارتجاليًا، يخضع للصدفة الأفضل من ألف ميعاد، وانه كثيرًا ما يجمعك بأصدقاء دائمي التجدد، فأنت هنا من المتوقع أن تلتقي بمن لم ترهم منذ مدة من الأصدقاء، وقد تلتقي صديقًا...
كما أن الآثار والأطلال والذكريات الباقية تستمد جلالها من الحوادث والمناسبات التاريخية التي ارتبطت بقيامها، فكذلك تستمد جلالها من الزمن؛ وقد يكون الزمن كل شيء فيما تتشح به الأطلال الدوارس أحياناً من روعة الخلود؛ وأقدم الهياكل والآثار هي بلا ريب أعرقها من هذه الناحية؛ فالقديم مهما كانت ضالته من...
فاعلا محركا لحياة فرنسا الثقافية والفكرية لعقود من الزمن، وأحد مراجع علم الاجتماع في فترته المعاصرة لِما تميز به من طرح فكري ونظر كان بأثر في إغناء حقل العلوم الإنسانية والاجتماعية منذ ستينيات القرن الماضي. فقد برز بعد إصداره كتاب »الورثة» الذي كان بصدى كبير، ثم كتاب»إعادة الإنتاج» مطلع سبعيناته...
"كلما ودعت مكانا أحبه ، أحس أني أترك فيه جزءا مني" شمس التبريزي دفتان خشبيتان كبيرتان لباب المقهى مصبوغتان بلون أزرق غامق. داخل المقهى يحتوي على صالة وغرفة صغيرة. الصالة قاعة متوسطة تضم عددا قليلا من الكراسي الحديثة، وطاولات خشبية مربعة مصفوفة أمام كراسي تقليدية طويلة وقديمة مصنوعة من الخشب،...
ارتبط المقهى الباريسي في الاذهان على أنه مكان للنقاشات الفكرية والفلسفية والأدبية . ولعل مقهى دي فلور أشهرها ارتبط اسمه مع جان بول سارتر الذي يعد ملهما للثورة الشبابية ٦٨ في فرنسا. الفيلم الذي شاهدته ينتمي للنوع الذي يطلق عليه cult اي ثقافي . طويل مدته أكثر من ثلاث ساعات ولكن لا تمل من...
(المقهى ـ بعد 30 دقيقة) كانت الفكرة التي سيطرت على عقلي هي تحويل مكتب نجيب محفوظ في الدور السادس بمؤسسة الأهرام إلى ما يشبه المتحف الصغير. هذا المكتب كان من قبل مخصصًا للكاتب الراحل توفيق الحكيم عندما كان الأستاذ محمد حسنين هيكل رئيس مجلس إدارة الأهرام، ونجح ـ عن قناعة، وذكاء، ووعى ـ في أن يجعل...
في وسط شارع الرشيد وفي منطقة ” المربعة ” ببغداد ظهرت في اواسط الاربعينات من القرن الماضي مقهيان ذات طراز غير مألوف عند اهل بغداد هما المقهى البرازيلية والمقهى السويسرية وكانت واجهتهما الباهرتان تخلبان الالباب حيث الزجاج السميك الفاخر والمناضد الراقية التي صنعت من اعواد الخيزران اضافة الى الكراسي...
صلتي برواد المقهى صلة طارئة ، ومع الأيام صارت أليفة. بعض رواد المقهى وجبني مرة أو مرتين وربما وجبت من وجبني مرة أو مرتين آخذا بالمثل " أكل الرجال على الرجال دين وعلى الأنذال صدقة " ، ولا أرغب في أن أكون نذلا أو أن يتصدق أحد علي ، وغالبا ما أردد المثل " من فقركم زيدوا غنانا " ، فأنا والحمد...
اليوم قررت أن اخبصها وآكل صحن فول كاملا ، وتمردت على نصيحة طبيب السكري الذي اوصاني بملعقة فول واحدة في الأسبوع . اشتريت كيلو خبز شعير وذهبت إلى مطعم حازم . في المطعم كان الرجل يحدث صديقه عن مشاكل زوجية : - قلت له احترمها على الأقل من أجل أولادها . لم أرغب في أن أكون فضوليا ، ولكني قلت لنفسي...
اليوم غادرت الجامعة في 11 صباحا .في 12 جلست في مقهى البرلمان ﻷشرب قهوة . المقهى فارغ إلا من " أبو بشارة " فقد كان يؤرجل ومن " أبو الروح " صاحب المقهى .وهناك رجل ثالث وكنت رابعهم . المقهى هاديء يأتي زبونان آخران وتمر جنازة ميت عرفت أنه من آل بلبل . أنا لا أعرف عائلات المدينة مثل كبار السن . أحد...
في مقهى الميناوي تجاذبت ، أنا وأبو زيد وأبو سلطان صاحب المقهى ، الحديث . أبو سلطان رجل ودود هاديء في السبعين من عمره وأبو زيد في الخامسة والستين وأنا في بداية الثامنة والستين . ثلاثتنا أتينا على مطعم التاج وصاحبه جدوع الذي كتبت عنه قصة " بائع الفلافل " في العام ١٩٧٩ ، ثم عرجنا على حرب حزيران...
أمس وأنا جالس في مقهى الهموز ، لفت نظري طالبان يدرسان . أكثر رواد المقهى يلعبون أوراق الشدة ، وأقلهم يتحدثون معا ، وثمة نفر قليل يصلي . المقهى يصلح أيضا مكانا للقراءة والكتابة على الرغم من الضجيج ، ويمكن ان تكتب فيه مقالك الأسبوعي في الصيف يكون هناك فتيات عربيات او اوروبيات ، أما في الشتاء...
وأنا أتمشى، مساء الجمعة، توقفت أمام منزل قديم مهجور. إنه منزل المحامي لطفي الزعبي. في الفترة الماضية عرفت أن ورثة المحامي قرروا منح البيت إلى جامعة النجاح الوطنية ليكون جزءاً من التراث الوطني أو لشيء مشابه لهذا. توقفت أمام البيت أتأمله. ربما يعود بناؤه إلى سبعين أو ثمانين عاماً. ربما أكثر بقليل...
يبدو أنني آخر الجبناء في مدينة نابلس ، أو الأصح أنني من آخرهم ، فالكورونا التي أرعبت الجميع منذ آذار ٢٠٢٠ ، فاحتاط منها ، خوفا ورعبا ، أكثر المواطنين - إن لم يكونوا كلهم - صارت في المدينة في خبر كان أو مفعولا به ، والدليل أن مهنة بيع الكمامات شبه انتهت ، فلا أحد يعرضها في الأسواق ولا...
قبل عام تعرفت إلى طالبة أصولها مغربية وجنسيتها إيطالية وتقيم في لندن . طلبت مني إكرام ، بتوجيه من زميل لي في الجامعة ، أن أساعدها في قراءة رواية خليل بيدس " الوارث " ، حتى تقدم مراجعة لها في إحدى مواد تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها . اقترحت إكرام إن لم يكن لدي مانع أن تزورني مرة كل...
أعلى