وأنا خرجتُ ولم أعدْ
سَفري انحنائي للرياح ِ
ووجهتي أنشودةُ القلقِ
وأنا خَرجتُ ملثَّماً
ودفنت ُراحلتي هنا
ونثرتُ للمجهُولِ في أحشائِهِ طُرُقي
وأنا نظرتُ إلى السَّماءِ
فأفرغتْ وجهي منَ المعنى
وصكّتْ وجهَها
ورَمَتْ بثوبِ غيابِها حدقي.
وأنا سَجدتُ بكلِّ كهفٍ
غارقٍ في دمعِهِ
وشممتُ يأسي في البَعيدِ
وجَدتُ في بحرِالجَوى غرقِي
وطني عُرى الألمِ الذي نشِفَت
على أسماله لغتي
ورنَّق في تجاويفي هواءً يابساً
ونمت طُيُوفي
في ذُرى الغسَقِ.
وأنا ارتطمتُ بعشبةِ العدمِ المُسالِ من الرِّمالِ
ومن خيال الآلِ
من فوبيا جدارٍ في مُخَيِّلتي
ومن كُرهي ومن مِقَتِي
ففرِّي ياحُروفَ الشَّمسِ
من فخَّار ذاكرتي
إلى أقصَى الرؤى في الظَّن
وانعتقي.
وفرِّي ياضِفافُ
بكلِّ ما أوتِيتِ من جدلِ الضِّفافِ
من اتّساعِ الجُرح ِ
من أضغاثِ موجِكِ
من فتاكِ السَّامرِ النَّزقِ.
وأدورُ حولَكِ لا أُسمِّي وجهتي
وأنامُ لاتنحلُّ في الأحلام ِأخبيتي
ولافي الجُبّ..
يسرقُني قميصُ الظلِّ والوحشه.
ولقد مشيتُ على رَحيقِ الكون
يحملني قميصُ الوردة الهشَّه.
وعلى بعير الوقتِ أمضي
بينَ مطرقة الأسَى وتحرُّش القشَّه.
زمني دوارُ النَّخل في بَحر الرمال
فيا لسَان النَّخلة المنسُوع أرثيكَ
وأحمل عنك سَارية الحُروف
لأحملكْ.
وأقول للأرض التي ألقتك
خلفَ سَديمِها لا أمَّ لكْ.
أرثيك من غُرف الدُّخان
ومن حَريق الرُّوح
أكتب عنك في تاريخيَ الأعرجْ.
ولن أرضَى رحيلك عن حُقولٍ غِبتَ عنها
دبَّ في أنحائها العَوسَجْ .
ولم أغفر جَريرة طقسِها الـ .. أغراك بالصَّحراء
ثمَّ تلا إلى صَبّارها مَطراً
ومن باكورِهِ ثجْثَجْ .
وأراك يانخلَ الجِهاتِ التِّسعِ
أنتَ خرَجْتَ لاتحفلْ !
خرَجنا من جرارِ الشَّمس نحوَ لهيبها
ولعلَّ أقسمُ من تَبَسُّمِ لَفْحِها ننضجْ .
ولقد مشَيناها على التابُوت
سُقناها وزمزمناحياةً لم تعدْ
ولقد قرآنا في تلوِّيها الغَدَ الوثّابْ .
نشتمُّ وقع البَرد في جُرح الرؤى
وندقُّ إذ صدَّت قوادم َشمسِنا الأبوابْ .
ونمدُّ للقدر البَعيدِ غلالةَ الراعي
نربِّي خيله بحُقولنا
ونرتبُّ الأسبابْ .
ونطيرُ للدٌُّنيا بُرادةَ شاعرٍ
وكَزَ الزَّمان بشكِّهِ
فتَغَضَّنتْ حَزَناً بها الأحقابْ .
مُرَّي بنا يا دارُ لا تقفي
ودُليِّنا على الأصحَابْ .
الرَّاكضين بكلِّ دربٍ للحَقيقةِ
في حياةٍ لاتني عن غيِّها فيهم ولا تغفرْ .
والنَّابتين كَشَامةٍ بالقلب إذما
ضوّعتْ جدرانُهُ دمعاً بهم تظهرْ .
مُرّي بنا وهماً سريعاً
ثمَّ دقِّينا بفوضَاك
وجُزِّيها قوادِمَنا
وألقينا بَدادَ الريح
إن ضَاق فجرك
ضَاق في أحلامنا قبلكْ .
أو ضَاق وجهك
لم نَجد لسَمارنا مسلكْ .
نبني قلاع الظنِّ
نشدُو في سَعير الغُصن
نلمحُ في غصُون الرّوح
أفراخًا بها تهلكْ .
هل في بعيدِك يافتى ضوءٌ
يغالط وَجهَه ُ يَسْوَدْ .
هل ثمَّ لحنٌ غاضَ في مسراك
ياليلَ الرؤى الأجعدْ .
جئناك نحلفُ أنّهُ ما طاف شعرٌ
في هواء اللهِ إلَّا خانه عشبٌ
على أفوافه ينْسدْ .
فمتى تبلُّ صَداك ياربَّ السُّرى دِيَمٌ
تُمرِّغُ عُشْبَها الأزمانُ
في طينِ الهَوى الأمردْ.
ومتى يُجنُّ البانُ في أشيائِهِ
ينمُو فراشٌ في ضَميرِ الغابِ
يعطِنُ وعيَهُ في وعْيِهِ
يفنى بكلِّ حقيقةٍ توقدْ .
ردّي بضَاعتنا لأعرفَ من نديمي
في مَرايا الخَمر
لأعرفَ من توزع في سَديمِ الغدْ .
لأعرفَ من يربّي الحُبَّ في أجفانِهِ
تلقاهُ يرسمُ برزخًا
يمتدُّ بينَ الدّمعِ والإثمدْ .
يسري كأنَّ دماءنا
لخشُوعها من كحله تَنْهَدْ
عَرِّ الغيابَ عن اسمِهِ
وارسم طريقاً
هاكَ نقشَ الرّوحِ
في الصَّلصالْ .
لو سالَ يومًا شاعرٌ في حزنِهِ
لطَعنْتَ في بيدائِهِ
وركِبْتَ نافلةَ الهواجِسِ
في قرارةِ يمِّه تَنْثَالْ .
ولأنبتَتْ غيمًا بها روحي
وكحّلتِ الحُقولْ .
ردّي بضَاعتنا
رَأوْكِ بقيّةً من آلِ ميةَ
لا أراك ..
لي حاضري ولهم طُلولْ .
دخلوا إلى الماء الذي في خاطري
فرمَوْه أخضرَ ثم طارُوا
في ذُبولْ .
وأنا غيابٌ
لم يَزلْ في حاضِر الشُّعراءِ
يعرفُ ما يقولْ.
يناير 2018م
سَفري انحنائي للرياح ِ
ووجهتي أنشودةُ القلقِ
وأنا خَرجتُ ملثَّماً
ودفنت ُراحلتي هنا
ونثرتُ للمجهُولِ في أحشائِهِ طُرُقي
وأنا نظرتُ إلى السَّماءِ
فأفرغتْ وجهي منَ المعنى
وصكّتْ وجهَها
ورَمَتْ بثوبِ غيابِها حدقي.
وأنا سَجدتُ بكلِّ كهفٍ
غارقٍ في دمعِهِ
وشممتُ يأسي في البَعيدِ
وجَدتُ في بحرِالجَوى غرقِي
وطني عُرى الألمِ الذي نشِفَت
على أسماله لغتي
ورنَّق في تجاويفي هواءً يابساً
ونمت طُيُوفي
في ذُرى الغسَقِ.
وأنا ارتطمتُ بعشبةِ العدمِ المُسالِ من الرِّمالِ
ومن خيال الآلِ
من فوبيا جدارٍ في مُخَيِّلتي
ومن كُرهي ومن مِقَتِي
ففرِّي ياحُروفَ الشَّمسِ
من فخَّار ذاكرتي
إلى أقصَى الرؤى في الظَّن
وانعتقي.
وفرِّي ياضِفافُ
بكلِّ ما أوتِيتِ من جدلِ الضِّفافِ
من اتّساعِ الجُرح ِ
من أضغاثِ موجِكِ
من فتاكِ السَّامرِ النَّزقِ.
وأدورُ حولَكِ لا أُسمِّي وجهتي
وأنامُ لاتنحلُّ في الأحلام ِأخبيتي
ولافي الجُبّ..
يسرقُني قميصُ الظلِّ والوحشه.
ولقد مشيتُ على رَحيقِ الكون
يحملني قميصُ الوردة الهشَّه.
وعلى بعير الوقتِ أمضي
بينَ مطرقة الأسَى وتحرُّش القشَّه.
زمني دوارُ النَّخل في بَحر الرمال
فيا لسَان النَّخلة المنسُوع أرثيكَ
وأحمل عنك سَارية الحُروف
لأحملكْ.
وأقول للأرض التي ألقتك
خلفَ سَديمِها لا أمَّ لكْ.
أرثيك من غُرف الدُّخان
ومن حَريق الرُّوح
أكتب عنك في تاريخيَ الأعرجْ.
ولن أرضَى رحيلك عن حُقولٍ غِبتَ عنها
دبَّ في أنحائها العَوسَجْ .
ولم أغفر جَريرة طقسِها الـ .. أغراك بالصَّحراء
ثمَّ تلا إلى صَبّارها مَطراً
ومن باكورِهِ ثجْثَجْ .
وأراك يانخلَ الجِهاتِ التِّسعِ
أنتَ خرَجْتَ لاتحفلْ !
خرَجنا من جرارِ الشَّمس نحوَ لهيبها
ولعلَّ أقسمُ من تَبَسُّمِ لَفْحِها ننضجْ .
ولقد مشَيناها على التابُوت
سُقناها وزمزمناحياةً لم تعدْ
ولقد قرآنا في تلوِّيها الغَدَ الوثّابْ .
نشتمُّ وقع البَرد في جُرح الرؤى
وندقُّ إذ صدَّت قوادم َشمسِنا الأبوابْ .
ونمدُّ للقدر البَعيدِ غلالةَ الراعي
نربِّي خيله بحُقولنا
ونرتبُّ الأسبابْ .
ونطيرُ للدٌُّنيا بُرادةَ شاعرٍ
وكَزَ الزَّمان بشكِّهِ
فتَغَضَّنتْ حَزَناً بها الأحقابْ .
مُرَّي بنا يا دارُ لا تقفي
ودُليِّنا على الأصحَابْ .
الرَّاكضين بكلِّ دربٍ للحَقيقةِ
في حياةٍ لاتني عن غيِّها فيهم ولا تغفرْ .
والنَّابتين كَشَامةٍ بالقلب إذما
ضوّعتْ جدرانُهُ دمعاً بهم تظهرْ .
مُرّي بنا وهماً سريعاً
ثمَّ دقِّينا بفوضَاك
وجُزِّيها قوادِمَنا
وألقينا بَدادَ الريح
إن ضَاق فجرك
ضَاق في أحلامنا قبلكْ .
أو ضَاق وجهك
لم نَجد لسَمارنا مسلكْ .
نبني قلاع الظنِّ
نشدُو في سَعير الغُصن
نلمحُ في غصُون الرّوح
أفراخًا بها تهلكْ .
هل في بعيدِك يافتى ضوءٌ
يغالط وَجهَه ُ يَسْوَدْ .
هل ثمَّ لحنٌ غاضَ في مسراك
ياليلَ الرؤى الأجعدْ .
جئناك نحلفُ أنّهُ ما طاف شعرٌ
في هواء اللهِ إلَّا خانه عشبٌ
على أفوافه ينْسدْ .
فمتى تبلُّ صَداك ياربَّ السُّرى دِيَمٌ
تُمرِّغُ عُشْبَها الأزمانُ
في طينِ الهَوى الأمردْ.
ومتى يُجنُّ البانُ في أشيائِهِ
ينمُو فراشٌ في ضَميرِ الغابِ
يعطِنُ وعيَهُ في وعْيِهِ
يفنى بكلِّ حقيقةٍ توقدْ .
ردّي بضَاعتنا لأعرفَ من نديمي
في مَرايا الخَمر
لأعرفَ من توزع في سَديمِ الغدْ .
لأعرفَ من يربّي الحُبَّ في أجفانِهِ
تلقاهُ يرسمُ برزخًا
يمتدُّ بينَ الدّمعِ والإثمدْ .
يسري كأنَّ دماءنا
لخشُوعها من كحله تَنْهَدْ
عَرِّ الغيابَ عن اسمِهِ
وارسم طريقاً
هاكَ نقشَ الرّوحِ
في الصَّلصالْ .
لو سالَ يومًا شاعرٌ في حزنِهِ
لطَعنْتَ في بيدائِهِ
وركِبْتَ نافلةَ الهواجِسِ
في قرارةِ يمِّه تَنْثَالْ .
ولأنبتَتْ غيمًا بها روحي
وكحّلتِ الحُقولْ .
ردّي بضَاعتنا
رَأوْكِ بقيّةً من آلِ ميةَ
لا أراك ..
لي حاضري ولهم طُلولْ .
دخلوا إلى الماء الذي في خاطري
فرمَوْه أخضرَ ثم طارُوا
في ذُبولْ .
وأنا غيابٌ
لم يَزلْ في حاضِر الشُّعراءِ
يعرفُ ما يقولْ.
يناير 2018م