ديوان الغائبين محمد عبـده بوزوبع - المغرب - 1952 - 1990

ولد محمد عبده بوزوبع في مدينة فاس (المغرب) - وتوفي فيها.
درس علوم اللغة العربية في المدرسة الابتدائية، ونال شهادتها، غير أنه لم يواصل تعليمه
اتجه إلى التثقيف الذاتي لنفسه، وكان مانعه عن مواصلة تعليمه بالمدارس ما به من إعاقة.
كان عضو اتحاد كتاب المغرب
عضو مكتب فرع فاس لحزب التقدم والاشتراكية
الكاتب العام لفرع فاس للجمعية المغربية لمكافحة داء الميوباتيا.
أشرف على تنشيط لقاءات الأدباء الشبان بمدينته فاس
شارك في الملتقى الشعري الثالث (1989)، والرابع (1990) - المجلس البلدي لمدينة فاس.

الإنتاج الشعري:
- له دواوين: «أوراق من الحرب السابعة» - مطبعة المعارف - الدار البيضاء 1985، و«حفريات في الصمت والحجر» - مؤسسة بنشرة للطباعة والنشر - الدار البيضاء 1989، و«جنون الغروب» - مطبعة لينا النخلة - الدار البيضاء، وله قصائد نشرتها مجلات وصحف عصره، منها: مجلة أقلام (ع 3) - 1978، ومجلة آفاق (ع 2) - 1989، وصحف العلم، والاتحاد الاشتراكي، والبيان الثقافي، وغيرها.

الأعمال الأخرى:
- له مقالات نقدية، منها: «ما جاء في باب أخلاقية النقد» - جريدة البيان - 21 من أغسطس 1978، و«المطلوب ليس المجاملة» - جريدة البيان - 19 من سبتمبر 1978، و«الفرح المختلس أو الشاعر وظله» - جريدة البيان - 26 من مايو 1986.
شاعر تجديد، ينتمي شعره إلى المرحلة التالية للشعر التفعيلي، فيما يمكن تسميته بقصيدة النثر، المعتمدة على السطر الشعري، والإيقاع الداخلي. تحتفي قصائده بتجربته الخاصة في الحياة، والتغني بآلامه، والتعبير عن أغوار ذاته، وقضايا الإنسان المعاصر، والأزمات النفسية والمادية التي يعانيها. يغرق شعره في استخدام الرمز والرمزية، وغموض الدلالة، والتغريب إلى الدرجة التي قد ينتفي معها إمتاع القصيدة. كتب القصيدة القناع مستوحيًا ليلى الأخيلية، وقيس العامري، بما يشير - بدرجة ما - إلى تواصله مع التراث، أما قصيدته: «لفاس أن تستنبت أنبياءها»، وقصيدته: «فضحت نفسها المرآه» فإن بناءها السريالي أقرب إلى الأداء النفسي.

مصادر الدراسة:
1 - محمد السرغيني: مقدمة ديوان: «حفريات في الصمت والحجر».
: مقدمة ديوان: «جنون الغروب».
2 - الدوريات: - سعاد مزوار: مرثية للغياب الحزين - صحيفة البيان الثقافي - 22 من يونيو 1990.
- مصطفى إجماع: نصف همس واحمل نعشك - صحيفة البيان الثقافي - 14 من يونيو 1993.
- مصطفى معروفي: محمد عبده بوزوبع ورقة سقطت من شجرة الشعر - صحيفة البيان الثقافي - 6 أغسطس 1992.
- ملاك أبوالمجد: حين يحفر عبده بوزوبع شعره في التراث - صحيفة البيان الثقافي - 3 يونيو 1990.
مراجع للاستزادة:
- حسن الوزاني: الأدب المغربي الحديث، 1928/ 1999 - منشورات اتحاد كتاب المغرب - دار الثقافة - الدار البيضاء - 2002.



آن للمتعب أن يستريح

شاهد
وتعبت
نزلت الكتاب
ما أفصحت عن النهاية
اعتراف أول
أرخيت على كتفي رأسي
عين ترنو
أفق أزرق
لا يهم امتدادي على صهوة الفجر
إن كانت ليلى فجرا
أو فاجرة
أو - فقط - قدري
للشفاه مساء الرحيل
وعلى نفسها تسرف الشمس الموشومة باللازوردي
وأجناس الكلمات
ارتواء
عشب أخضر كالشرق الجميل
أغلق عينيك
رماد أثيل
صوت يبرأ طينة
يزرع صمتًا
يرتل آيتين كورطتي
تركت صديقًا
آويت نفسي
صبئت عيناي
قيثارتي شمسي
اعتراف ثان
ترسفني بدلالها
أستفجر صحوة غيمتها
تهم بي
لساني شيطاني
عندها عين لي
هل يفضحني هذا القرن العشرين
حبرها لغرناطة
ومن عينيها أسرق التعب
اعتراف ثالث
أغلق عيني
لي الشرق موتي هزيعي الأخير

***

فضحت نفسها المرآة

حملت وردة الى قبري
نثرت وردة على قبري
تصدعت وردة في قبري
الوردة أثكلها بعد النهارات السائبات
تصعد الباقية بأنيني
أنقر الأقرب منهما مني
ما لابن هانيء لا يصفو له كأس!
تمالك نفسه فملكته حافة يتمه
هوجاء في شتاء رملي، شعثاء لدى اندلاق صوتها
هذا وتحمل مفازاتي الى برودة موتك،
حتى لكأن هوج الرياح فاضت بك
وتقاطرت على واديك
أنا الصب الأخير
مسَّني الضر من تراتب الأحرف في اسمي
فباشر نهارك بما يلزم من جدولة الجنون، وادخل به عليه!
لا مندوحة للقادم عن جزئي ولولا أن وشما زنى بالذاكرة،
لشهدت قسوتي ضدي، ولكنت أرجوانا منطفئًا وريحًا أوشح به خجلي
أن قضيتي السفلى حمقاء كانهياري،
أفر إلى قدومك، فتؤول الذمة إلى بارئ الذمة
أختفي كما لو أنني صيحة في بطن الغواية
عبر أبجدية أخرى!
صرف رتابة الفاتحين وضلالة اسمك وعريك العنابي!
فإن أقل رأس تختل به النوافذ من حيث تركن الجثة به الى القبر
أقدم حزنًا على آخر، وأغرق ذاتي في سندس سنة قادمة،
وأتفقد فتنتها بالنظر الفاحص حيث لا يختلط نهار ببياضه
كل قطيعة وحل، وكل وحل شبيه بمنتهاه

***


لك يا سيدتي غني وأطرب

تحكي أمي
عندما حلوا
لم نكن نعرفهم
كانوا غرباء
مفتولي العضلات
عيون زرقاء
شعر أشقر
بدلات كاكية
والكلام أعقد - أرخص من نظرتهم من عملتهم من علكتهم
لم نجهلهم
وطأوا أعيننا ليلا
واستكانوا كالأطفال على حجرنا
يلهتون ينامون وينهضون
لا شيء يفيد استقام الدلالة
بين الحالة والحالة
قالوا،
نعرف الليل وحانات الليل
وبنات الليل
فارحل يا بن أحمد
كلنا نسوة
تشرب
نسكر
نقحب
ونسمي الدولار في البدء ثم تكون النهاية في ليل آخر
هل نصدق؟!
عيني أدغال الصفصاف أتلف فيها
وأحضر جغرافية الحريق مع الطلقة الأولى


محمد عبـده بوزوبع.jpg

تعليقات

«ما جاء في باب أخلاقية النقد» - جريدة البيان - 21 من أغسطس 1978
«المطلوب ليس المجاملة» - جريدة البيان - 19 من سبتمبر 1978
هذان المقالان هما ردان على مقالين لي في جريدة البيان.
أما ديوانه"أوراق من الحرب السابعة"فقد أرسله إلي عبر البريد بتاريخ 22ـ 05 ـ 1985 ممهورا بإهداء جميل.
و أما ديوانه:"حفريات في الصمت والحجر"فقد كتبت عنه مقالا عبارة عن محاولة نقدية حينها و نشرته بجريدة البيان.
لقد كانت فترة جميلة رغم أننا فيها تملكنا الهم الوجودي كما قال لي صديقي المرحوم القاص محمد جبران ذات يوم بمقهى إكسيليسيور بالدار البيضاء.
حفتك السعادة وغمرك الخير مولانا.
 

هذا النص

ملف
ديوان الغائبين.. (مبدعون توفوا في ريعان الشباب)
المشاهدات
1,196
التعليقات
1
آخر تحديث
أعلى