كان الملتقى القصصي الأول الذي أحضره في بغداد. كنت ما زلتُ طالبة جامعية تحاول اكمال دراستها في اللغات. اجتمعنا في قاعة المؤتمرات في الفندق لمتابعة بحوث وقراءات النقاد حول القصة القصيرة عندما باغتنا أحدهم بدخوله القاعة وهو يصيح بكلام غير مفهوم، رافعاً يدهُ اليمنى مشيراً إلى مجموعة الأساتذة في المنصة. التفتَ الجميعُ نحوهُ وبدأت ضجة خفيفة في القاعة بين مرحِّب بهِ وبين ثرثرة لم أفهم معناها حول شخصهِ. قام أحدهم ودعاه للجلوس في الصف الأمامي وجلس. استفسرتُ من زميلي الجالس بقربي عنهُ:
- هذا جان دمو، الأب الروحي للصعاليك، يمارس الاستمناء في العلن فلا تستغربي إن قام بحركة مفاجئة. قال ضاحكاً...
أخذتُ كلامه على محمل المزاح الثقيل الذي لم يضحكني، وتبين لي في ما بعد أن كثيراً من القصص والحكايات حيكت حول شخص جان دمو، لم استوعب واقعية بعضها نظراً لقصر وعيي آنذاك أو بُعدي عن الوسط لسبب جغرافي. كانت هذه المرة الوحيدة التي أراه فيها وكانت كافية لأتعرف على مجموعتهِ المحسوبة على صعاليك الشعر العراقي في ما بعد. منذ تلك اللحظة حاولتُ قراءة دمو عبر ديوانهِ "أسمال"، الديوان النحيف والرقيق مثل مشيتهِ في تلك القاعة، ولولا قيام أصدقائه بجمع نصوصهِ بين دفتي كتاب لما تمكنا من قراءته في المرحلة المجنونة من حياته. بتكرر تواجدي في المناسبات الثقافية في بغداد صرتُ اكتشف هذه المجموعة أكثر وأكثر. كان منهم بعض الشبان المتأثرين جداً بجان دمو وكزار حنتوش وصرتُ بالكاد التقي بأحد الشعراء الشباب دون أن تكون مجموعة الصعاليك معرض حديثنا.
كانوا يمثلون للشباب رمز التمرد على النظام الاجتماعي والسياسي بوضع نظام حياتي واجتماعي خاص بهم لا يعتمد أي نظام سوى الفوضى واللا مبالاة عدا ما يلمسونهُ من جوهر الحياة، أو ما يعتقدون أنه جوهر الحياة. ورغم كثرة مريدي هذه المجموعة إلا أن المرحلة لم تخلُ من تقليد أعمى دون الارتكاز إلى تجربة أصيلة ولدوا من أجلها وبها. كنتُ ألاحظ محاولة بعض الكتاب تقليدهم وحذوا حذوهم في إدمان الكحول والمشي قفزاً ومحاولة العيش على السرقات الصغيرة من جيوب ومحفظة الزملاء والتشرد في البارات والمقاهي والأرصفة، إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل نظراً لاختلاف النظام الإجتماعي من مدينة لأخرى. فلم يستطيعوا الصمود أمام صرامة تقاليد المجتمع والقوانين فاختاروا الاستقرار ومعه مات شعرهم على الأغلب. بعد سنوات الحصار والاحتلال انفرط عقد هذه المجموعة وأصبحوا موزعين في بقاع العالم. منهم من اختار الاستقرار في البلاد الباردة يخضع لنظام تلك الدول الصارمة اقتصادياً واجتماعياً. ومنهم من اختار الحياة الأسهل بالعيش على المعونات ومحاولة يائسة في مطاردة قصيدة، كما أرى من نتاجهم الشعري. ومنهم من مات في بلدان الجوار بسبب الإدمان على أنواع سيئة من الكحول ولم يخلف وراءه سوى الشيء اليسير من النصوص الشعرية بالكاد تحاول اخبارنا شيئاً عن تجربتهِ مثل آدم حاتم وآخرين. ومن بقي منهم في العراق مات بصمت دون أن نعلم هل ماتوا على صعلكتهم أم انحرفوا عنها.
هذا ما نعرفه عن صعاليك العراق وما نقولهُ هنا ليس بجديد، فقد كُتبَ عنهم الكثير وما زال البعض من تلك المجموعة يدون لذاكرتهِ بين الحين والآخر مثل الشاعر نصيف الناصري. ولكن ماذا عن الصعاليك الذين لا نعرفهم ضمن دائرة هذه المجموعة؟
مرّت عليّ أسماء شعرية عديدة أثناء بحث كنتُ أقوم بهِ منذ سنوات واصطدمت بسير ذاتية لهؤلاء الشعراء هي أقرب للخيال منه للواقع، مع ذلك لم تبق في ذاكرة العراقيين من تمردهم وصعلكتهم الحقيقية الشيء الكثير سوى بعض الحكايات المتفرقة هنا وهناك. ولا يُذكرون كثيراً مع مجموعة جان دمو، رغم أنه، في ظني، لهم الأسبقية في التمرد الحقيقي والواقعي على النظم الاجتماعية في عصر كان من الصعب جداً المجاهرة بذلك. الشاعر حسين مردان مثالاً ومن تبعهُ بعد ذلك أمثال بلند الحيدري.
استوقفتني سيرة الشاعر العراقي الكردي بلند الحيدري أكثر من الشعراء الذين مروا علي كلهم. إنها السيرة المثلى لحياة شاعر نشأ في بيت ارستقراطي ومجتمع طبقي صارم يحكم بالعصا العسكرية، نظراً لتاريخ العائلة العسكري، وفجأة يفكر المراهق بلند بالتمرد على النظم الاجتماعية القاسية التي كانت تحيط به من سطوة الجد والعائلة، حتى أنه لم يسمح له في المشي في جنازة أبيه. اختار التنقل بين المدن مبكراً جداً وعاش حياة التشرد في بغداد بصحبة حسين مردان. باحثاً عن وجودهِ الحقيقي بعيداً من اسقاطات هالة عائلته البرجوازية. كان بحثهُ عن عمل متواضع هو بمثابة تحدي لتقاليد العائلة الذي ضم الوزراء والساسة بين أفرادها. بنظري يختلف بلند الحيدري عن أقرانهِ المتمردين في تلك الحقبة أنه تمرد بالفعل على ما كان يملك ولم يكن تمرداً على ما يملك غيره، مثل حال الشعراء من الطبقة "المسحوقة" في المجتمع، حيث كانوا لا يجدون شيئاً يأكلونهُ أحياناً. هؤلاء كانت تجربتهم طبيعية وناتجة من رحم البيئة المحيطة بهم. لكن بلند اختار الجوع والتشرد بنفسهِ إيماناً منهُ أنه مذ بدأ تشكل وعيه ككائن شعري، كما قال في أحد خطاباته، أن المنفى كان قائماً في داخلهِ، ونستشعر هذا أكثر في قصيدتهِ "أرض مُرة". ولعل هذا المنفى الذي اختاره مبكراً واختار مسار تثقيف نفسه بطريقة انتقائية لا مفروضة جعل منهُ متمرداً ومنتجاً في الوقت نفسه. بعض تفاصيل حياتهِ المبكرة تنم عن الانكسار الذي أحدث هذه الثورة في داخلهِ بحيث صار ينحاز إلى العالم الموحي حولهُ أكثر من العالم الذي وجد نفسهُ فيه. وتبدو من سيرتهِ أن هناك تأثراً واضحاً بحياة شقيقهِ الأكبر صفاء الحيدري الذي كانت لديه نزعة وجودية متمردة وصلت بهِ للتعبير عن ذلك بالإقامة في خيمة وسط بساتين بعقوبة، كما ورد في سيرتهما.
معظم من كانوا محسوبين على مجموعة الصعاليك توقفوا عن الانتاج الجاد في لحظة ما، لكن بلند واصل انتاجه ونشاطه السياسي في ارساء مفاهيم الديموقراطية بالرغم من تقلبات حياتهِ وتنقلاتهِ الكثيرة بين العواصم، بغداد، بيروت ثم لندن.
في قصائده والوظائف التي مارسها، ابتداء من كاتب عرائض أمام المحاكم إلى مناصب مسؤولة في مؤسسات ثقافية، نلمس انحيازه الشعري لتلك الحقبة المتمردة في داخلهِ حتى بعدما تجاوز مرحلة التشرد والحرمان.
عندما تعرفتُ للمرة الأولى على مجموعة الصعاليك في بغداد، ومعظمهم كانوا وافدين من مدن أخرى، تساءلت هل من "صعلوكة" بينهم تنام تحت الجسور ولا تستحم لأسابيع طويلة؟ لم أجد الإجابة لذلك، ربما لأنها لم تكن موجودة بقدر ما كانت أمنية مني أن التقي بتجربة مماثلة. كان صديق يقول وقتها أنني لو تأثرتُ بهم واخترتُ حياة التسكع فعلي أولاً أن استغني عن حذائى الإيطالي غال الثمن والشامبو الفاخر الوحيد الذي يعرف التعامل مع شعري الكثيف مع تقلبات الفصول في نينوى!
تجربة بلند تضعنا أمام جدلية مفهوم الصعلكة الشعرية وهل من معايير حقيقية لها كما نظن؟ وهل التمرد يتجلى في الإدمان والتسكع والتشرد وعدم العمل والعيش على ما يسد الرمق فحسب. وهل التجارب الجديدة في الصعلكة التي نلاحظها في محاولات البعض، وراء الشاشة، هي تجارب أصيلة فعلاً كما كان في السابق. كل هذا ربما تجيب عليه قصيدة شعرية تمس أرواحنا أولاً قبل كل شئ بعيداً من التصنيفات والتفكيكات النقدية.
منال الشيخ
الجمعة 03/04/2015
صعاليك العراق
- هذا جان دمو، الأب الروحي للصعاليك، يمارس الاستمناء في العلن فلا تستغربي إن قام بحركة مفاجئة. قال ضاحكاً...
أخذتُ كلامه على محمل المزاح الثقيل الذي لم يضحكني، وتبين لي في ما بعد أن كثيراً من القصص والحكايات حيكت حول شخص جان دمو، لم استوعب واقعية بعضها نظراً لقصر وعيي آنذاك أو بُعدي عن الوسط لسبب جغرافي. كانت هذه المرة الوحيدة التي أراه فيها وكانت كافية لأتعرف على مجموعتهِ المحسوبة على صعاليك الشعر العراقي في ما بعد. منذ تلك اللحظة حاولتُ قراءة دمو عبر ديوانهِ "أسمال"، الديوان النحيف والرقيق مثل مشيتهِ في تلك القاعة، ولولا قيام أصدقائه بجمع نصوصهِ بين دفتي كتاب لما تمكنا من قراءته في المرحلة المجنونة من حياته. بتكرر تواجدي في المناسبات الثقافية في بغداد صرتُ اكتشف هذه المجموعة أكثر وأكثر. كان منهم بعض الشبان المتأثرين جداً بجان دمو وكزار حنتوش وصرتُ بالكاد التقي بأحد الشعراء الشباب دون أن تكون مجموعة الصعاليك معرض حديثنا.
كانوا يمثلون للشباب رمز التمرد على النظام الاجتماعي والسياسي بوضع نظام حياتي واجتماعي خاص بهم لا يعتمد أي نظام سوى الفوضى واللا مبالاة عدا ما يلمسونهُ من جوهر الحياة، أو ما يعتقدون أنه جوهر الحياة. ورغم كثرة مريدي هذه المجموعة إلا أن المرحلة لم تخلُ من تقليد أعمى دون الارتكاز إلى تجربة أصيلة ولدوا من أجلها وبها. كنتُ ألاحظ محاولة بعض الكتاب تقليدهم وحذوا حذوهم في إدمان الكحول والمشي قفزاً ومحاولة العيش على السرقات الصغيرة من جيوب ومحفظة الزملاء والتشرد في البارات والمقاهي والأرصفة، إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل نظراً لاختلاف النظام الإجتماعي من مدينة لأخرى. فلم يستطيعوا الصمود أمام صرامة تقاليد المجتمع والقوانين فاختاروا الاستقرار ومعه مات شعرهم على الأغلب. بعد سنوات الحصار والاحتلال انفرط عقد هذه المجموعة وأصبحوا موزعين في بقاع العالم. منهم من اختار الاستقرار في البلاد الباردة يخضع لنظام تلك الدول الصارمة اقتصادياً واجتماعياً. ومنهم من اختار الحياة الأسهل بالعيش على المعونات ومحاولة يائسة في مطاردة قصيدة، كما أرى من نتاجهم الشعري. ومنهم من مات في بلدان الجوار بسبب الإدمان على أنواع سيئة من الكحول ولم يخلف وراءه سوى الشيء اليسير من النصوص الشعرية بالكاد تحاول اخبارنا شيئاً عن تجربتهِ مثل آدم حاتم وآخرين. ومن بقي منهم في العراق مات بصمت دون أن نعلم هل ماتوا على صعلكتهم أم انحرفوا عنها.
هذا ما نعرفه عن صعاليك العراق وما نقولهُ هنا ليس بجديد، فقد كُتبَ عنهم الكثير وما زال البعض من تلك المجموعة يدون لذاكرتهِ بين الحين والآخر مثل الشاعر نصيف الناصري. ولكن ماذا عن الصعاليك الذين لا نعرفهم ضمن دائرة هذه المجموعة؟
مرّت عليّ أسماء شعرية عديدة أثناء بحث كنتُ أقوم بهِ منذ سنوات واصطدمت بسير ذاتية لهؤلاء الشعراء هي أقرب للخيال منه للواقع، مع ذلك لم تبق في ذاكرة العراقيين من تمردهم وصعلكتهم الحقيقية الشيء الكثير سوى بعض الحكايات المتفرقة هنا وهناك. ولا يُذكرون كثيراً مع مجموعة جان دمو، رغم أنه، في ظني، لهم الأسبقية في التمرد الحقيقي والواقعي على النظم الاجتماعية في عصر كان من الصعب جداً المجاهرة بذلك. الشاعر حسين مردان مثالاً ومن تبعهُ بعد ذلك أمثال بلند الحيدري.
استوقفتني سيرة الشاعر العراقي الكردي بلند الحيدري أكثر من الشعراء الذين مروا علي كلهم. إنها السيرة المثلى لحياة شاعر نشأ في بيت ارستقراطي ومجتمع طبقي صارم يحكم بالعصا العسكرية، نظراً لتاريخ العائلة العسكري، وفجأة يفكر المراهق بلند بالتمرد على النظم الاجتماعية القاسية التي كانت تحيط به من سطوة الجد والعائلة، حتى أنه لم يسمح له في المشي في جنازة أبيه. اختار التنقل بين المدن مبكراً جداً وعاش حياة التشرد في بغداد بصحبة حسين مردان. باحثاً عن وجودهِ الحقيقي بعيداً من اسقاطات هالة عائلته البرجوازية. كان بحثهُ عن عمل متواضع هو بمثابة تحدي لتقاليد العائلة الذي ضم الوزراء والساسة بين أفرادها. بنظري يختلف بلند الحيدري عن أقرانهِ المتمردين في تلك الحقبة أنه تمرد بالفعل على ما كان يملك ولم يكن تمرداً على ما يملك غيره، مثل حال الشعراء من الطبقة "المسحوقة" في المجتمع، حيث كانوا لا يجدون شيئاً يأكلونهُ أحياناً. هؤلاء كانت تجربتهم طبيعية وناتجة من رحم البيئة المحيطة بهم. لكن بلند اختار الجوع والتشرد بنفسهِ إيماناً منهُ أنه مذ بدأ تشكل وعيه ككائن شعري، كما قال في أحد خطاباته، أن المنفى كان قائماً في داخلهِ، ونستشعر هذا أكثر في قصيدتهِ "أرض مُرة". ولعل هذا المنفى الذي اختاره مبكراً واختار مسار تثقيف نفسه بطريقة انتقائية لا مفروضة جعل منهُ متمرداً ومنتجاً في الوقت نفسه. بعض تفاصيل حياتهِ المبكرة تنم عن الانكسار الذي أحدث هذه الثورة في داخلهِ بحيث صار ينحاز إلى العالم الموحي حولهُ أكثر من العالم الذي وجد نفسهُ فيه. وتبدو من سيرتهِ أن هناك تأثراً واضحاً بحياة شقيقهِ الأكبر صفاء الحيدري الذي كانت لديه نزعة وجودية متمردة وصلت بهِ للتعبير عن ذلك بالإقامة في خيمة وسط بساتين بعقوبة، كما ورد في سيرتهما.
معظم من كانوا محسوبين على مجموعة الصعاليك توقفوا عن الانتاج الجاد في لحظة ما، لكن بلند واصل انتاجه ونشاطه السياسي في ارساء مفاهيم الديموقراطية بالرغم من تقلبات حياتهِ وتنقلاتهِ الكثيرة بين العواصم، بغداد، بيروت ثم لندن.
في قصائده والوظائف التي مارسها، ابتداء من كاتب عرائض أمام المحاكم إلى مناصب مسؤولة في مؤسسات ثقافية، نلمس انحيازه الشعري لتلك الحقبة المتمردة في داخلهِ حتى بعدما تجاوز مرحلة التشرد والحرمان.
عندما تعرفتُ للمرة الأولى على مجموعة الصعاليك في بغداد، ومعظمهم كانوا وافدين من مدن أخرى، تساءلت هل من "صعلوكة" بينهم تنام تحت الجسور ولا تستحم لأسابيع طويلة؟ لم أجد الإجابة لذلك، ربما لأنها لم تكن موجودة بقدر ما كانت أمنية مني أن التقي بتجربة مماثلة. كان صديق يقول وقتها أنني لو تأثرتُ بهم واخترتُ حياة التسكع فعلي أولاً أن استغني عن حذائى الإيطالي غال الثمن والشامبو الفاخر الوحيد الذي يعرف التعامل مع شعري الكثيف مع تقلبات الفصول في نينوى!
تجربة بلند تضعنا أمام جدلية مفهوم الصعلكة الشعرية وهل من معايير حقيقية لها كما نظن؟ وهل التمرد يتجلى في الإدمان والتسكع والتشرد وعدم العمل والعيش على ما يسد الرمق فحسب. وهل التجارب الجديدة في الصعلكة التي نلاحظها في محاولات البعض، وراء الشاشة، هي تجارب أصيلة فعلاً كما كان في السابق. كل هذا ربما تجيب عليه قصيدة شعرية تمس أرواحنا أولاً قبل كل شئ بعيداً من التصنيفات والتفكيكات النقدية.
منال الشيخ
الجمعة 03/04/2015
صعاليك العراق