نقوس المهدي
كاتب
بُقعةُ القهوةِ هذه.. حَلْمَةٌ وَبَّخها شاعرٌ على انتظارهِا مُكتئبة...
المنطقُ هنا
في بساطته ...
بُقعةُ قهوةٍ هي حَلْمَةُ نهدٍ وبَّخها شاعر.. والهندسةُ لا تفرض الحساباتِ العصيَّةَ على الوجدان حين يشنقه النهد أو حين يُعلُّقه وشْماً فادحاً .
أكتبُ عن النهدِ كما لو كنتُ أكتبُ عن ذئبٍ ربَّيتَه في بيتي.. لكن دعوني أولاً أطلبُ من كلِّ امرأةٍ تقرأ هذا الكلام كشفَ نهدها ثم التضرع لي حتى أرفعه عنها بمخيِّلةٍ مُحتشدة .
المشروع التفكيكي لعاطفةِ النهد يبدأ من هنا.. حين أمسكُ نهدكِ يا امرأةً مَا بوصفهِ كتلةَ لحمٍ مخروطيةَ الشكل, وتُبدلُ من لحظةٍ إلى أخرى جلبابَ الأمومة بقميصِ العاشقة .
النهد في حقيقتهِ ، بقاءُ الحياةِ بدون رادعٍ عن دسِّ أنفِها في أحوالنا ولهذا تطرأ فكرةُ الانتحار كهاجسٍ للخلاص من النهد.. بطعنهِ مثلاً .
والنهد ليلاً يشبه مقبرةً أنيسةً لكنها تخيف زائريها فيتحولون إلى محضِ أفواهٍ طريدةٍ تبحثُ عن يدٍ تغلقها .
فمي ليسَ مُغلقاً بامتصاصِ نهدكِ.. بامتصاصهِ دماً عزيزاً إلى أنْ يصبح النهد بالوناً أخرقَ أعصبُ به جبيني كفلاحٍ يعصبُ جبينه بمنديلٍ في ذهابهِ إلى الحقل .
هل كنتُ في حقلِ جسدكِ كادحاً ويعنيني ترسيخُ النهد كفكرةٍ على الأقل لبقائي طفلاً وإنْ كنتُ أفضلُ امتصاصَ حليبَكِ من إصبعكِ الإبهام .
لأرسمَ النهد خطوطاً طولية، حتى يكون مرئياً في تقطيعهِ إلى شرائح.. أهديكِ شريحةً واحدة.. لكن الحَلْمَةَ واعذريني سوف تكون لي.. أديرها في فمي مثل قطعةِ سُكَّرٍ وأنامُ بها صلبةَ المذاق تحت لساني .
أنا قاتلٌ هاوٍ تُضلله العاطفةُ أحياناً فيغطي صدر امرأةٍ نائمةٍ قبل أنْ يَسرقَ حليَّها.. ومن سذاجتهِ يترك لها على الكومودينو سلسلةً ذهبيةً كانت هديةَ عاشقها.. أمَّا كيف عرف القاتل ذلك، فهذا سرُّ أنفاسه التي توقفتْ حينما رأى السلسلة.. حتى أنه أدار رأسه خجلاً قبل أنْ يستأذنَ النهد في طعنِ مهابته .
الآن .. وقبضةُ الدم صفارةُ إنذار.. أدركُ أنَّ النهد نسيجٌ لا يرواغ بالعاطفة وإنما يتظاهر أحياناً بالحياد حتى يُكملَ مهمته في شنقِ وجداني أو في تعليقهِ وشْماً فادحاً .
وإنْ تحدثتُ عن النهدِ كفكرةٍ فإنَّ أحدهم عرَّفها بالخوف وفي مخطوطٍ قديمِ لصوفيٍ أحمق لكنه يدركُ السرَّ.. جاءَ أنَّ النهد كلمةُ الله ...
حسناً ...
النهد على المائدة
مثل ثمرةِ فاكهةٍ مخروطيةِ الشكل، وكلانا يحدقُ في الخطوةِ الأولى لاقتلاع جذورهِ من يدي.. هل كان في يدي؟ أم أنَّ الفحمَ لا يجيز رسمَ نهدٍ مُحترقٍ بأنوثتهِ الخلابة، مثلما أحترقُ أنا بفكرةِ أنَّ النهد هو.. القضاءُ والقدر .
لطالما عذبتني صورةُ امرأةٍ تنام على نهدها، حتى أنني حاولتُ رسمَ الصورةِ بألوانٍ مائية ربما سال النهد على أصابعي .
ولا يُؤخذ بالأسبابِ هنا لأنَّ نظريةَ الطاقةِ الكامنةِ لا تعمل فقط بوصفها جنوح الكونِ إلى الهلاكِ وإنما تنوح على كلِّ نهدٍ لا يسمح لي بترتيقِ عذوبتهِ.. وإلا ما الذي جعل رجلاً مثل فرويد يغلقُ الدائرةَ على طفلٍ ورجلٍ يتناوبان النهد رضاعةً وتلذذاً .
يا للشهيةِ المضروبةِ في ضعفين
حتى أنها تفور
حتى أننا يمكنُ في متاهةٍ مَا أنْ نرى النهد جبلاً مصقولاً يعوي على قمَّتهِ ذئبٌ بفكَّينِ من دهاء .
أمَّا حاملُ الصدر النبيذي هذا.. المحدقُ في العابراتِ من وراءِ الزجاج في محلٍ لتطويرِ الشبق، فإنه إحساسٌ باهر بالضغينة على زملاءَ له كانوا أكثر حظاً في احتضان النهد حتى لمجردِ ذهابِ امرأةٍ إلى العمل .
أعرفُ أنَّ الله.. وحينما فكَّر في خلقِ النهد.. أحضر ورقةً وقلماً مثلما فعلتُ أنا لكتابةِ المشروع التفكيكي لعاطفةِ النهد.. ثم رسمَ الله عدةَ مثلثاتٍ كي يختارَ بمشيئتهِ أقربَها إلى الغيظ وهذا ما يعنيه أنْ يرى رجلٌ فتحةَ صدرِ امرأةٍ ثم يكتم الصراخ ...
إنه يُسرع مثلَ لصِ مواصلاتٍ عامة إلى دسِّ النهد في جيبه وإنْ كان شاعراً فسوف يسهر الليلَ مُحدقاً في النهد كمن يَحلبُ الفراغَ بعينيه ...
في هذه المرحلةِ من المشروعِ التفكيكي لعاطفةِ النهد، أحوِّله إلى كومةِ أحجارٍ ثم أغطيها مثل نشيدٍ وطني بالورودِ والأعلام، ولايدس رجلٌ يده هنا.. أخشى أنْ تقضمها العاطفةُ المختبئةُ خلفَ شفافيةٍ لا ترحم، حتى وإن كانتْ مُفتتةً الآن بتقويضِ هرمِها المُنْهِك ...
يمكنُ للنساء فقط لمسُ الكومةِ وتركُ قبلاتهن صدقاتٍ للعابرين على وليٍ من أولياءِ الله الباذخين وهذا ما يعنيه أيضاً ضربُ قبةٍ على مقامٍ وليٍ، فكل من يعرف الله يتمنى الدفنَ في نهدٍ مغطىً بصفائح الذهب .
مَا كان يجبُ أنْ أذكره في البداية.. هو الدانتيل.. ولأنَّ المحنةَ بيتُ النهد ، فقد يليق به أنْ يحدقَّ من ثقوبها.. لكن لماذا لا تحدقُ الحَلْمة رغم أنها سُرَّةُ النبيذ في توهجه كما لو كان مصاباً بالصداع ويحتاج إلى.. فنجانِ قهوة ...
ثم ما هو الفرق بين لمسِ الحَلْمةِ لابتزازِ النهد وبين لمسِ النهد لإخراج الحَلْمةِ عن وقارها ؟
يمكن معرفةُ الجواب بعد الانتهاءِ من اختبار عصير الليمون بوصفه شراباً يُساعد المرضى لكنه لا يطفئ ظمأ النهد ولا يشفيه تحديداً من العاطفة .
وحينما نفكِّكُ النهد إلى عناصرهِ الأولى فلن نجد شيئاً غيرَ سرابٍ هائلٍ قرر الله أنْ يحوَّله مَضغوطاً إلى.. مُعجزة .
.
المنطقُ هنا
في بساطته ...
بُقعةُ قهوةٍ هي حَلْمَةُ نهدٍ وبَّخها شاعر.. والهندسةُ لا تفرض الحساباتِ العصيَّةَ على الوجدان حين يشنقه النهد أو حين يُعلُّقه وشْماً فادحاً .
أكتبُ عن النهدِ كما لو كنتُ أكتبُ عن ذئبٍ ربَّيتَه في بيتي.. لكن دعوني أولاً أطلبُ من كلِّ امرأةٍ تقرأ هذا الكلام كشفَ نهدها ثم التضرع لي حتى أرفعه عنها بمخيِّلةٍ مُحتشدة .
المشروع التفكيكي لعاطفةِ النهد يبدأ من هنا.. حين أمسكُ نهدكِ يا امرأةً مَا بوصفهِ كتلةَ لحمٍ مخروطيةَ الشكل, وتُبدلُ من لحظةٍ إلى أخرى جلبابَ الأمومة بقميصِ العاشقة .
النهد في حقيقتهِ ، بقاءُ الحياةِ بدون رادعٍ عن دسِّ أنفِها في أحوالنا ولهذا تطرأ فكرةُ الانتحار كهاجسٍ للخلاص من النهد.. بطعنهِ مثلاً .
والنهد ليلاً يشبه مقبرةً أنيسةً لكنها تخيف زائريها فيتحولون إلى محضِ أفواهٍ طريدةٍ تبحثُ عن يدٍ تغلقها .
فمي ليسَ مُغلقاً بامتصاصِ نهدكِ.. بامتصاصهِ دماً عزيزاً إلى أنْ يصبح النهد بالوناً أخرقَ أعصبُ به جبيني كفلاحٍ يعصبُ جبينه بمنديلٍ في ذهابهِ إلى الحقل .
هل كنتُ في حقلِ جسدكِ كادحاً ويعنيني ترسيخُ النهد كفكرةٍ على الأقل لبقائي طفلاً وإنْ كنتُ أفضلُ امتصاصَ حليبَكِ من إصبعكِ الإبهام .
لأرسمَ النهد خطوطاً طولية، حتى يكون مرئياً في تقطيعهِ إلى شرائح.. أهديكِ شريحةً واحدة.. لكن الحَلْمَةَ واعذريني سوف تكون لي.. أديرها في فمي مثل قطعةِ سُكَّرٍ وأنامُ بها صلبةَ المذاق تحت لساني .
أنا قاتلٌ هاوٍ تُضلله العاطفةُ أحياناً فيغطي صدر امرأةٍ نائمةٍ قبل أنْ يَسرقَ حليَّها.. ومن سذاجتهِ يترك لها على الكومودينو سلسلةً ذهبيةً كانت هديةَ عاشقها.. أمَّا كيف عرف القاتل ذلك، فهذا سرُّ أنفاسه التي توقفتْ حينما رأى السلسلة.. حتى أنه أدار رأسه خجلاً قبل أنْ يستأذنَ النهد في طعنِ مهابته .
الآن .. وقبضةُ الدم صفارةُ إنذار.. أدركُ أنَّ النهد نسيجٌ لا يرواغ بالعاطفة وإنما يتظاهر أحياناً بالحياد حتى يُكملَ مهمته في شنقِ وجداني أو في تعليقهِ وشْماً فادحاً .
وإنْ تحدثتُ عن النهدِ كفكرةٍ فإنَّ أحدهم عرَّفها بالخوف وفي مخطوطٍ قديمِ لصوفيٍ أحمق لكنه يدركُ السرَّ.. جاءَ أنَّ النهد كلمةُ الله ...
حسناً ...
النهد على المائدة
مثل ثمرةِ فاكهةٍ مخروطيةِ الشكل، وكلانا يحدقُ في الخطوةِ الأولى لاقتلاع جذورهِ من يدي.. هل كان في يدي؟ أم أنَّ الفحمَ لا يجيز رسمَ نهدٍ مُحترقٍ بأنوثتهِ الخلابة، مثلما أحترقُ أنا بفكرةِ أنَّ النهد هو.. القضاءُ والقدر .
لطالما عذبتني صورةُ امرأةٍ تنام على نهدها، حتى أنني حاولتُ رسمَ الصورةِ بألوانٍ مائية ربما سال النهد على أصابعي .
ولا يُؤخذ بالأسبابِ هنا لأنَّ نظريةَ الطاقةِ الكامنةِ لا تعمل فقط بوصفها جنوح الكونِ إلى الهلاكِ وإنما تنوح على كلِّ نهدٍ لا يسمح لي بترتيقِ عذوبتهِ.. وإلا ما الذي جعل رجلاً مثل فرويد يغلقُ الدائرةَ على طفلٍ ورجلٍ يتناوبان النهد رضاعةً وتلذذاً .
يا للشهيةِ المضروبةِ في ضعفين
حتى أنها تفور
حتى أننا يمكنُ في متاهةٍ مَا أنْ نرى النهد جبلاً مصقولاً يعوي على قمَّتهِ ذئبٌ بفكَّينِ من دهاء .
أمَّا حاملُ الصدر النبيذي هذا.. المحدقُ في العابراتِ من وراءِ الزجاج في محلٍ لتطويرِ الشبق، فإنه إحساسٌ باهر بالضغينة على زملاءَ له كانوا أكثر حظاً في احتضان النهد حتى لمجردِ ذهابِ امرأةٍ إلى العمل .
أعرفُ أنَّ الله.. وحينما فكَّر في خلقِ النهد.. أحضر ورقةً وقلماً مثلما فعلتُ أنا لكتابةِ المشروع التفكيكي لعاطفةِ النهد.. ثم رسمَ الله عدةَ مثلثاتٍ كي يختارَ بمشيئتهِ أقربَها إلى الغيظ وهذا ما يعنيه أنْ يرى رجلٌ فتحةَ صدرِ امرأةٍ ثم يكتم الصراخ ...
إنه يُسرع مثلَ لصِ مواصلاتٍ عامة إلى دسِّ النهد في جيبه وإنْ كان شاعراً فسوف يسهر الليلَ مُحدقاً في النهد كمن يَحلبُ الفراغَ بعينيه ...
في هذه المرحلةِ من المشروعِ التفكيكي لعاطفةِ النهد، أحوِّله إلى كومةِ أحجارٍ ثم أغطيها مثل نشيدٍ وطني بالورودِ والأعلام، ولايدس رجلٌ يده هنا.. أخشى أنْ تقضمها العاطفةُ المختبئةُ خلفَ شفافيةٍ لا ترحم، حتى وإن كانتْ مُفتتةً الآن بتقويضِ هرمِها المُنْهِك ...
يمكنُ للنساء فقط لمسُ الكومةِ وتركُ قبلاتهن صدقاتٍ للعابرين على وليٍ من أولياءِ الله الباذخين وهذا ما يعنيه أيضاً ضربُ قبةٍ على مقامٍ وليٍ، فكل من يعرف الله يتمنى الدفنَ في نهدٍ مغطىً بصفائح الذهب .
مَا كان يجبُ أنْ أذكره في البداية.. هو الدانتيل.. ولأنَّ المحنةَ بيتُ النهد ، فقد يليق به أنْ يحدقَّ من ثقوبها.. لكن لماذا لا تحدقُ الحَلْمة رغم أنها سُرَّةُ النبيذ في توهجه كما لو كان مصاباً بالصداع ويحتاج إلى.. فنجانِ قهوة ...
ثم ما هو الفرق بين لمسِ الحَلْمةِ لابتزازِ النهد وبين لمسِ النهد لإخراج الحَلْمةِ عن وقارها ؟
يمكن معرفةُ الجواب بعد الانتهاءِ من اختبار عصير الليمون بوصفه شراباً يُساعد المرضى لكنه لا يطفئ ظمأ النهد ولا يشفيه تحديداً من العاطفة .
وحينما نفكِّكُ النهد إلى عناصرهِ الأولى فلن نجد شيئاً غيرَ سرابٍ هائلٍ قرر الله أنْ يحوَّله مَضغوطاً إلى.. مُعجزة .
.