نقوس المهدي
كاتب
(1)
فَتَحْتُ ذِراَعَيَّ
جُرْحيِ الْكَبيِرَ الْمِلْحِيَّ
تَحْتَ عباَّرَةِ الشِّتاَءِ
فَتَحَرَّكَ الشَّيْءُ لِتَوِّهِ
خَوْفاَنَ فيِ قَفَصِهِ
أماَّ الْكَماَنُ الْجَهيِرُ الْمُلَمْلَمُ
فيِ أُذْنِ السُّلَّمِ الْحَزيِنَةِ
عَليَ شاَكِلَةِ سَهْمٍ مَكْسوُرٍ
فيِ قاَروُرَةِ حِبْرٍ صيِنِيٍّ
فَتَجَشَّأَ نوُطَةً مُلَوَّنَةً
آهٍ ياَ إِيْزيِسُ الْحاَذِقَةُ
فيِ الآلاَمِ الشَّرْقِيَّةِ
(2)
أَصْغِ إِلَيَّ
يَداَكَ تُصْغِياَنِ إليِ
لاَ تُطْبِقْ عَيْنَيْكَ
ساَقاَيَ تَبْقَياَنِ مُنْفَرِجَتَيْنِ
رَغْمَ ضَوْءِ الظَّهيِرَةِ الناَّبِحِ
رَغْمَ الذُّباَبِ
لاَ تَرْفُضْ كَلِماَتيِ
لاَ تَهُزَّ كَتِفَيْكَ
أَصْغِ إِلَيَّ، إِلَهيِ
أَدَّيْتُ الزَّكَواَتِ
وَصَلَواَتيِ تُساَويِ صَلَواَتِ جاَرَتيِ.
(3)
ثَمَّةَ رَجُلٌ يَتَراَفَعُ عَنْ نَفْسِهِ
أماَمَ هَيْأَةِ مَحْكَمَةٍ مِنَ الْقِرَدَة.
الرَّجُلُ الَّذيِ يَطْلُبُ الرَّجُلُ الَّذيِ يَتَوَسَّلُ.
رَأْسُهُ تَخْتَبِئُ بَيْنَ فَخِذَيْهِ الْمُزَغَّبَيْنِ.
وَالْقِرَدَةُ تَنْتَظِرُ
وَالْقِرَدَةُ تَتَّهِمُ تُداَفِعُ تَضْحَكُ
قَبْلَ الْتِهاَمِ الرَّجُلِ، تِلْكَ الْمَوْزَةِ الْمُتَعَفِّنَةِ"
_________________________
(فيِ طُقوُسِ هَذِهِ الْقَصيِدَةِ ثَمَّةَ حُضوُرٌ لِلإِلَهُ تْحوُتْ -المترجم -)
(4)
ثَمَّةَ فيِ الْمَديِنَةِ
جَيْشٌ رَهيِبٌ وَمُتَأَلِّقٌ مِنَ الراَّقِصيِنَ
يَعْبُرُ الْجُسوُرَ بِالْجِياَّدِ
باَسِطيِنَ للموتى فَوْقَ وُجوُهِ الأَحْياَءِ
كَالزُّبْدَةِ فَوْقَ كَسْرَةِ خُبْزٍ باَئِتٍ
(5)
لاَ تَبْحَثواُ عَنْ زَحْزَحَةِ الشَّجَرَةِ الْمُثْمِرَةِ خُبْزاً
فَحَتيَّ الْمَوْتيَ يَطْلوُنَ أَجْساَدَهُمْ بِمَساَحيِقِ الطَّحيِنِ
غَنواُّ مُتَّبِعيِنَ نوُطاَتِ الْموُسيِقيَ
عَليَ شِفاَهِ الشاَّطِئِ الْمُجاَوِرِ
فَجْأَةً تَسْتَحيِلُ عَلاَمَةٌ موُسيِقِيَّةٌ مِنْجَلاً
فَيَنْحَرِفُ الصَّوْتُ مَشْدوُداً لِلْحَبْلِ
بِالْخَوْفِ الْمَحْفوُظِ
(6)
مَكاَئِدُ يَدَيْكَ الْعَمْياَءُ
فَوْقَ نَهْدَيَّ الْمُرْتَعِشَيْنِ
الْحَرَكاَتُ الْبَطيِئَةُ لِلِساَنِكَ الْمَشْلوُل.
فيِ أُذْنَيَّ الْمُجَيِّشَتَيْنِ لِلْعَواَطِفِ
كُلُّ فِتْنَتيِ الْغاَرِقَةُ فيِ عَيْنَيْكَ دوُنَماَ بُؤْبُؤَيْهِما
الْمَوْتُ فيِ بَطْنِكَ وَهُوَ يَلْتَهِمُ دِماَغيِ
كُلُّ هَذاَ يَجْعَلُ مِنيِّ آنِسَةً غَريِبَةً.
(7)
رَجُلٌ مَريِضٌ بِأَلْفِ فُواَقٍ
رَجُلٌ مُرْتَجٌّ بِأَفْكاَرٍ مُمْلاَةٍ
مُمْلاَةٍ مِنْ طَرَفِ ظِلِّهِ الَّذيِ يَتْبَعُهُ دوُنَ تَوَقُّفٍ
الْمُسْتَعِدِّ لالْتِهاَمِهِ فيِ لَحْظَةٍ دوُنَ شَمْسٍ
الْمُسْتَعِدِّ لِيَصيِرَ سَيِّدَ شَهْوَتِهِ
الْمُسْتَعِدِّ لِجَرْجَرَتِهِ عَبْرَ الْفَضاَءِ.
رَجُلٌ بِلاَ جُذوُرٍ صاَرَ نَجْماً.
(8)
هَبيِ حَلْقَكِ لِلَّيْلِ
أَيْ إِفْريِقْياَ الْمُلاَزِمَةُ لِلْباَلِ
أبْصُقيِ أَسْناَنَكِ أَزْباَلَكِ
دَوْخاَتِكِ
فيِ الْقِشْدَةِ الْمَخْفوُقَةِ
لِلْكَنيِسَةِ
(9)
تُحِبُّ النَّوْمَ فيِ فِراَشِناَ الْمُخَرْمَشِ.
عَرَقُناَ الْعَتيِقُ لاَ يُنَفِّرُكَ.
أزاَراَتُناَ الْمُوَسَّخَةُ بِأَحْلاَمٍ مَنْسِيَّةٍ
صَرَخاَتُناَ الَّتيِ تَضُجُّ بِهاَ الْغُرْفَةُ الْمُعْتِمَةُ
كُلُّ هَذاَ يُهَيِّجُ جَسَدَكَ الْجاَئِعَ.
وَجْهُكَ الْقَبيِحُ يُشْرِقُ أَخيِراً
لأَنَّ رَغَباَتِناَ أَمْسِ أَحْلاَمُكَ غَداً.
(10)
ثَمَّةَ امْرَأَةٌ جاَلِسَةٌ أَماَمَ ماَئِدَةٍ مَكْسوُرَةٍ
وَالْمَوْتُ يَأْكُلُ أَحْشاَءَهاَ.
لاَ شَيْءَ فيِ الدوُّلاَبِ.
مُتْعَبَةٌ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ حَتيَّ مِنْ ذِكْرَياَتِهاَ
تَنْتَظِرُ وَالناَّفِذَةُ مَفْتوُحَةٌ
الضَّوْءَ ذاَ الأَلْفِ وَجْهٍ:
الْجُنوُنَ.
(11)
وَحيِداً عَليَ تَلٍّ مُعَرَّضٍ لِلرِّياَحِ
يَبْزُغُ رَأْسٌ مُدَبَّبٌ مِنْ جُلْجُلٍ
صَرْخَةٌ
الريِّحُ ذاَتُ الْعَيْنَيْنِ الْبَبَّغاَئِيَّتَيْنِ
ذاَتُ الْمَواَكِبِ الْجَناَئِزِيَّةِ
وَدَوَراَناَتِ الْمَجاَعَةِ
الريِّحُ تَسوُطُ خاَصِرَتَيْكِ النَّهِمَتَيْنِ
أَجِنَّتَكِ الْمِنْ قَشٍّ
كَفْلَكِ الأَدْرَدِ
(12)
فَتَحْتُ رَأْسَكَ
لِقِراَءَةِ أَفْكاَرِكَ.
قَضَمْتُ عَيْنَيْكَ
لِتَذَوُّقِ رُؤْيَتِكَ.
شَرِبْتُ دَمَكَ
لِمَعْرِفَةِ رَغْبَتِكَ
وَمِنْ جَسَدِكَ الْمُرْتَعِشِ
صَنَعْتُ قَوتيِ.
جُنيِ؟
اِنْطِلاَقاً مِنْ فِراَشيِ أَتَخَيَّلُ طُمَأْنيِنَةَ الْمَقْبَرَةِ الْغَريِبَةَ. أَتَهَزْهَزُ لِفِكْرَةِ الدَّمِ الْمُراَقِ؛ وِجْنَتاَيَ تَلْتَهِباَنِ، أَسْناَنيِ الْخِسيِّسَةُ تَقْضِمُ خُطاَّفَ الْعَتَهِ الْمُنْزَلِقَ وَأَناَ أُدمْدِمُ فيِ الْحُلْكَةِ كَسَرَطاَنٍ بَحْرِيٍّ مُسَطَّحٍ.
نُتْفَةٌ مِنْ شَعْرِكَ تَتَرَنَّحُ فَوْقَ الْقَبْرِ. صَدْريِ يَنْفَلِقُ بِفِعْلِ أَلْفِ مُوَيْجَةٍ هاَئِجَةٍ؛ أَظُنُّنيِ أَسْمَعُ صَرَخاَتِ آباَئِناَ، هاَتِهِ الدوُّداَتِ الشَّريِطِيَّةَ الْفاَقِدَةَ لِكُلِّ ضَوْءٍ كَثيِفٍ حَتيَّ فيِ الآلاَمِ - الَّتيِ تَشُقُّ الْمَمَراَّتِ ذاَتَ الْحيِطاَنِ الْمُتَجَهِّمَةِ بِالرِّغْوَةِ. إِنَّهاَ تَصرُخُ وَتَنوُحُ، ناَثِرَةً لِلَذَّتيِ ذاَتِ الْاخْتِلاَجاَتِ الْمُنْزَلِقَةِ حَتيَّ الْعُمْقِ الْأَعْمَقِ لِلْحَديِقَةِ. حَديِقَةٌ جَميِلَةٌ بِصُموُتاَتِ تُفاَّحاَتِ الصَّنَوْبَرِ، بِأَحْلاَمِ الْمَرْمَرِ وَالْأُخْطُبوُطاَتِ، بِتَعاَويِذِ الصَّرْصاَرِ وَرَواَئِحِ النِّساَءِ الْعَطِرَةِ. سَأَسْحَقُ سيِاَريِ فيِ عَيْنِكَ الْمَرْسوُمَةِ بِسُرْعَةٍ بِأَلْواَنِ الْيَقَظاَتِ، سَأَسْحَقُ قَضيِبَكَ بِكَعْبِ حِذاَئيِ الْباَليِ، سَأَسْحَقُكَ بِكاَمِلِكَ فيِ نَتاَنَةِ رَفْضيِ.
صَوْتُكَ يَخْتَرِقُ الْفاَصِلَ بَيْنَ الْغُرَفِ. تَشْتَكيِ. فَرْجيِ يَضيِقُ ثاَنِيَةً. حُنُوٌّ، فَانْتِظاَرٌ..
(يوُلْيوُ 1959).
.
فَتَحْتُ ذِراَعَيَّ
جُرْحيِ الْكَبيِرَ الْمِلْحِيَّ
تَحْتَ عباَّرَةِ الشِّتاَءِ
فَتَحَرَّكَ الشَّيْءُ لِتَوِّهِ
خَوْفاَنَ فيِ قَفَصِهِ
أماَّ الْكَماَنُ الْجَهيِرُ الْمُلَمْلَمُ
فيِ أُذْنِ السُّلَّمِ الْحَزيِنَةِ
عَليَ شاَكِلَةِ سَهْمٍ مَكْسوُرٍ
فيِ قاَروُرَةِ حِبْرٍ صيِنِيٍّ
فَتَجَشَّأَ نوُطَةً مُلَوَّنَةً
آهٍ ياَ إِيْزيِسُ الْحاَذِقَةُ
فيِ الآلاَمِ الشَّرْقِيَّةِ
(2)
أَصْغِ إِلَيَّ
يَداَكَ تُصْغِياَنِ إليِ
لاَ تُطْبِقْ عَيْنَيْكَ
ساَقاَيَ تَبْقَياَنِ مُنْفَرِجَتَيْنِ
رَغْمَ ضَوْءِ الظَّهيِرَةِ الناَّبِحِ
رَغْمَ الذُّباَبِ
لاَ تَرْفُضْ كَلِماَتيِ
لاَ تَهُزَّ كَتِفَيْكَ
أَصْغِ إِلَيَّ، إِلَهيِ
أَدَّيْتُ الزَّكَواَتِ
وَصَلَواَتيِ تُساَويِ صَلَواَتِ جاَرَتيِ.
(3)
ثَمَّةَ رَجُلٌ يَتَراَفَعُ عَنْ نَفْسِهِ
أماَمَ هَيْأَةِ مَحْكَمَةٍ مِنَ الْقِرَدَة.
الرَّجُلُ الَّذيِ يَطْلُبُ الرَّجُلُ الَّذيِ يَتَوَسَّلُ.
رَأْسُهُ تَخْتَبِئُ بَيْنَ فَخِذَيْهِ الْمُزَغَّبَيْنِ.
وَالْقِرَدَةُ تَنْتَظِرُ
وَالْقِرَدَةُ تَتَّهِمُ تُداَفِعُ تَضْحَكُ
قَبْلَ الْتِهاَمِ الرَّجُلِ، تِلْكَ الْمَوْزَةِ الْمُتَعَفِّنَةِ"
_________________________
(فيِ طُقوُسِ هَذِهِ الْقَصيِدَةِ ثَمَّةَ حُضوُرٌ لِلإِلَهُ تْحوُتْ -المترجم -)
(4)
ثَمَّةَ فيِ الْمَديِنَةِ
جَيْشٌ رَهيِبٌ وَمُتَأَلِّقٌ مِنَ الراَّقِصيِنَ
يَعْبُرُ الْجُسوُرَ بِالْجِياَّدِ
باَسِطيِنَ للموتى فَوْقَ وُجوُهِ الأَحْياَءِ
كَالزُّبْدَةِ فَوْقَ كَسْرَةِ خُبْزٍ باَئِتٍ
(5)
لاَ تَبْحَثواُ عَنْ زَحْزَحَةِ الشَّجَرَةِ الْمُثْمِرَةِ خُبْزاً
فَحَتيَّ الْمَوْتيَ يَطْلوُنَ أَجْساَدَهُمْ بِمَساَحيِقِ الطَّحيِنِ
غَنواُّ مُتَّبِعيِنَ نوُطاَتِ الْموُسيِقيَ
عَليَ شِفاَهِ الشاَّطِئِ الْمُجاَوِرِ
فَجْأَةً تَسْتَحيِلُ عَلاَمَةٌ موُسيِقِيَّةٌ مِنْجَلاً
فَيَنْحَرِفُ الصَّوْتُ مَشْدوُداً لِلْحَبْلِ
بِالْخَوْفِ الْمَحْفوُظِ
(6)
مَكاَئِدُ يَدَيْكَ الْعَمْياَءُ
فَوْقَ نَهْدَيَّ الْمُرْتَعِشَيْنِ
الْحَرَكاَتُ الْبَطيِئَةُ لِلِساَنِكَ الْمَشْلوُل.
فيِ أُذْنَيَّ الْمُجَيِّشَتَيْنِ لِلْعَواَطِفِ
كُلُّ فِتْنَتيِ الْغاَرِقَةُ فيِ عَيْنَيْكَ دوُنَماَ بُؤْبُؤَيْهِما
الْمَوْتُ فيِ بَطْنِكَ وَهُوَ يَلْتَهِمُ دِماَغيِ
كُلُّ هَذاَ يَجْعَلُ مِنيِّ آنِسَةً غَريِبَةً.
(7)
رَجُلٌ مَريِضٌ بِأَلْفِ فُواَقٍ
رَجُلٌ مُرْتَجٌّ بِأَفْكاَرٍ مُمْلاَةٍ
مُمْلاَةٍ مِنْ طَرَفِ ظِلِّهِ الَّذيِ يَتْبَعُهُ دوُنَ تَوَقُّفٍ
الْمُسْتَعِدِّ لالْتِهاَمِهِ فيِ لَحْظَةٍ دوُنَ شَمْسٍ
الْمُسْتَعِدِّ لِيَصيِرَ سَيِّدَ شَهْوَتِهِ
الْمُسْتَعِدِّ لِجَرْجَرَتِهِ عَبْرَ الْفَضاَءِ.
رَجُلٌ بِلاَ جُذوُرٍ صاَرَ نَجْماً.
(8)
هَبيِ حَلْقَكِ لِلَّيْلِ
أَيْ إِفْريِقْياَ الْمُلاَزِمَةُ لِلْباَلِ
أبْصُقيِ أَسْناَنَكِ أَزْباَلَكِ
دَوْخاَتِكِ
فيِ الْقِشْدَةِ الْمَخْفوُقَةِ
لِلْكَنيِسَةِ
(9)
تُحِبُّ النَّوْمَ فيِ فِراَشِناَ الْمُخَرْمَشِ.
عَرَقُناَ الْعَتيِقُ لاَ يُنَفِّرُكَ.
أزاَراَتُناَ الْمُوَسَّخَةُ بِأَحْلاَمٍ مَنْسِيَّةٍ
صَرَخاَتُناَ الَّتيِ تَضُجُّ بِهاَ الْغُرْفَةُ الْمُعْتِمَةُ
كُلُّ هَذاَ يُهَيِّجُ جَسَدَكَ الْجاَئِعَ.
وَجْهُكَ الْقَبيِحُ يُشْرِقُ أَخيِراً
لأَنَّ رَغَباَتِناَ أَمْسِ أَحْلاَمُكَ غَداً.
(10)
ثَمَّةَ امْرَأَةٌ جاَلِسَةٌ أَماَمَ ماَئِدَةٍ مَكْسوُرَةٍ
وَالْمَوْتُ يَأْكُلُ أَحْشاَءَهاَ.
لاَ شَيْءَ فيِ الدوُّلاَبِ.
مُتْعَبَةٌ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ حَتيَّ مِنْ ذِكْرَياَتِهاَ
تَنْتَظِرُ وَالناَّفِذَةُ مَفْتوُحَةٌ
الضَّوْءَ ذاَ الأَلْفِ وَجْهٍ:
الْجُنوُنَ.
(11)
وَحيِداً عَليَ تَلٍّ مُعَرَّضٍ لِلرِّياَحِ
يَبْزُغُ رَأْسٌ مُدَبَّبٌ مِنْ جُلْجُلٍ
صَرْخَةٌ
الريِّحُ ذاَتُ الْعَيْنَيْنِ الْبَبَّغاَئِيَّتَيْنِ
ذاَتُ الْمَواَكِبِ الْجَناَئِزِيَّةِ
وَدَوَراَناَتِ الْمَجاَعَةِ
الريِّحُ تَسوُطُ خاَصِرَتَيْكِ النَّهِمَتَيْنِ
أَجِنَّتَكِ الْمِنْ قَشٍّ
كَفْلَكِ الأَدْرَدِ
(12)
فَتَحْتُ رَأْسَكَ
لِقِراَءَةِ أَفْكاَرِكَ.
قَضَمْتُ عَيْنَيْكَ
لِتَذَوُّقِ رُؤْيَتِكَ.
شَرِبْتُ دَمَكَ
لِمَعْرِفَةِ رَغْبَتِكَ
وَمِنْ جَسَدِكَ الْمُرْتَعِشِ
صَنَعْتُ قَوتيِ.
جُنيِ؟
اِنْطِلاَقاً مِنْ فِراَشيِ أَتَخَيَّلُ طُمَأْنيِنَةَ الْمَقْبَرَةِ الْغَريِبَةَ. أَتَهَزْهَزُ لِفِكْرَةِ الدَّمِ الْمُراَقِ؛ وِجْنَتاَيَ تَلْتَهِباَنِ، أَسْناَنيِ الْخِسيِّسَةُ تَقْضِمُ خُطاَّفَ الْعَتَهِ الْمُنْزَلِقَ وَأَناَ أُدمْدِمُ فيِ الْحُلْكَةِ كَسَرَطاَنٍ بَحْرِيٍّ مُسَطَّحٍ.
نُتْفَةٌ مِنْ شَعْرِكَ تَتَرَنَّحُ فَوْقَ الْقَبْرِ. صَدْريِ يَنْفَلِقُ بِفِعْلِ أَلْفِ مُوَيْجَةٍ هاَئِجَةٍ؛ أَظُنُّنيِ أَسْمَعُ صَرَخاَتِ آباَئِناَ، هاَتِهِ الدوُّداَتِ الشَّريِطِيَّةَ الْفاَقِدَةَ لِكُلِّ ضَوْءٍ كَثيِفٍ حَتيَّ فيِ الآلاَمِ - الَّتيِ تَشُقُّ الْمَمَراَّتِ ذاَتَ الْحيِطاَنِ الْمُتَجَهِّمَةِ بِالرِّغْوَةِ. إِنَّهاَ تَصرُخُ وَتَنوُحُ، ناَثِرَةً لِلَذَّتيِ ذاَتِ الْاخْتِلاَجاَتِ الْمُنْزَلِقَةِ حَتيَّ الْعُمْقِ الْأَعْمَقِ لِلْحَديِقَةِ. حَديِقَةٌ جَميِلَةٌ بِصُموُتاَتِ تُفاَّحاَتِ الصَّنَوْبَرِ، بِأَحْلاَمِ الْمَرْمَرِ وَالْأُخْطُبوُطاَتِ، بِتَعاَويِذِ الصَّرْصاَرِ وَرَواَئِحِ النِّساَءِ الْعَطِرَةِ. سَأَسْحَقُ سيِاَريِ فيِ عَيْنِكَ الْمَرْسوُمَةِ بِسُرْعَةٍ بِأَلْواَنِ الْيَقَظاَتِ، سَأَسْحَقُ قَضيِبَكَ بِكَعْبِ حِذاَئيِ الْباَليِ، سَأَسْحَقُكَ بِكاَمِلِكَ فيِ نَتاَنَةِ رَفْضيِ.
صَوْتُكَ يَخْتَرِقُ الْفاَصِلَ بَيْنَ الْغُرَفِ. تَشْتَكيِ. فَرْجيِ يَضيِقُ ثاَنِيَةً. حُنُوٌّ، فَانْتِظاَرٌ..
(يوُلْيوُ 1959).
.