نقوس المهدي
كاتب
ثلاثة أبواب مفتوحة على الرواق
تلك التي إلى اليسار ليست مفتوحة إلى أقاصاها
غير أن جل الضوء يأتي من تلك الغرفة...
ضوء غامر مما جعل حافة الباب
تفقد حدتها فيه.
و ظل أكرة الباب يصل مائلا ً
عبر ألواح زجاج النافذة،
فيبدو مثل مجذاف مرفوع،
في وسط حركة التجذيف. وهناك شخص ما يجذف
عبر هذه البركة الضيقة من الضوء
ومن الباب إلى اليمين، تبزغ للناظر، فجأة، امرأة
سوى الرداء الذي يتدلى من فوق كتفيها، لا شيء عليها
فهي عارية. وشعرها يهطل خلفها متراجعا ً
ها هي ذي تضع قدمها في الرواق
تنظر باتجاه الغرفة المضاءة
وتمر ببصرها من أمام الغرفة الوسطى
تلك الغرفة التي تنفتح بابها على مصراعيها
فهي التي تؤدي إلى أكثر الغرف ظلاما ً وعتمة ً
على أنها هي الغرفة التي تحمل جلَّ البشارة والوعد
فهناك يجلس على حافة السرير شخص ما
ذلك السرير الذي لا يمكن رؤيته.
يجلس دونما قصد أو سمت مرتب. والملاءة ملقاة عبر
تداخل الصور الشجية.
ومن هنا لا يمكن رؤية سوى أسفل الرجل اليسرى
وسوى الساعد الأيسر يتكئ على الركبة،
وسوى الظلمة التي تحتوي كل شيء
والمرأة مهتاجة تتنقل
من غرفة إلى أخرى. ساعية بين ما قد حدث توا ً
وما هو وشيك حدوثه. فالشبح الجالس ها هنا
إنما هو عشيقها
وهما على وشك أن يشرعا بممارسة الحب
والوقت هو منتصف ما بعد الظهيرة
ولذا كان الضوء ساطعا ً
وهي في طريقها إلى إغلاق باب الضوء الباهر تماما ً
في الوقت الذي كانت على وشك باب الغرفة
التي تغادرها الآن
وقبل أن تتحرك ملقية الثوب جانبا ً
ترفع كتفها بانتظار عشيقها
الذي يجلس صابرا ً فأنت ترى
الغرفة الوسطى سيئة الإضاءة
والشخص الذي ينتظر جالسا ً في هذا
الضوء الخافت... يتخذ ركنا ً بعيدا ً في الغرفة
حتى ليبدو من الصعب أن نقرر فيما إذا كان
رجلا ً أو امرأة. وعلى أية حال
فإنه ليس مهما ً أن نعرف، ليس مهما ً لأيما شخص آخر أيضا ً
سوى المرأة التي بينما هي تتحرك،
بينما هي باتجاه الذي يرغب فيها
الذي ينتظرها بينما هي تنتقل من غرفة إلى أخرى
جاعلة الظلام...
على الأقل في اللحظة الراهنة، على الأقل بالنسبة لهما معا،
مكانا ً يستهل بالهمسات وينتهي بالاتصال
* روبرت هارلو
في تسعينيات القرن العشرين، كان الشاعر روبرت هارلو يدرس في الجامعة الخاصة في الباني في ولاية نيويورك، و كذلك كان يعمل نجارا ً.
تلك التي إلى اليسار ليست مفتوحة إلى أقاصاها
غير أن جل الضوء يأتي من تلك الغرفة...
ضوء غامر مما جعل حافة الباب
تفقد حدتها فيه.
و ظل أكرة الباب يصل مائلا ً
عبر ألواح زجاج النافذة،
فيبدو مثل مجذاف مرفوع،
في وسط حركة التجذيف. وهناك شخص ما يجذف
عبر هذه البركة الضيقة من الضوء
ومن الباب إلى اليمين، تبزغ للناظر، فجأة، امرأة
سوى الرداء الذي يتدلى من فوق كتفيها، لا شيء عليها
فهي عارية. وشعرها يهطل خلفها متراجعا ً
ها هي ذي تضع قدمها في الرواق
تنظر باتجاه الغرفة المضاءة
وتمر ببصرها من أمام الغرفة الوسطى
تلك الغرفة التي تنفتح بابها على مصراعيها
فهي التي تؤدي إلى أكثر الغرف ظلاما ً وعتمة ً
على أنها هي الغرفة التي تحمل جلَّ البشارة والوعد
فهناك يجلس على حافة السرير شخص ما
ذلك السرير الذي لا يمكن رؤيته.
يجلس دونما قصد أو سمت مرتب. والملاءة ملقاة عبر
تداخل الصور الشجية.
ومن هنا لا يمكن رؤية سوى أسفل الرجل اليسرى
وسوى الساعد الأيسر يتكئ على الركبة،
وسوى الظلمة التي تحتوي كل شيء
والمرأة مهتاجة تتنقل
من غرفة إلى أخرى. ساعية بين ما قد حدث توا ً
وما هو وشيك حدوثه. فالشبح الجالس ها هنا
إنما هو عشيقها
وهما على وشك أن يشرعا بممارسة الحب
والوقت هو منتصف ما بعد الظهيرة
ولذا كان الضوء ساطعا ً
وهي في طريقها إلى إغلاق باب الضوء الباهر تماما ً
في الوقت الذي كانت على وشك باب الغرفة
التي تغادرها الآن
وقبل أن تتحرك ملقية الثوب جانبا ً
ترفع كتفها بانتظار عشيقها
الذي يجلس صابرا ً فأنت ترى
الغرفة الوسطى سيئة الإضاءة
والشخص الذي ينتظر جالسا ً في هذا
الضوء الخافت... يتخذ ركنا ً بعيدا ً في الغرفة
حتى ليبدو من الصعب أن نقرر فيما إذا كان
رجلا ً أو امرأة. وعلى أية حال
فإنه ليس مهما ً أن نعرف، ليس مهما ً لأيما شخص آخر أيضا ً
سوى المرأة التي بينما هي تتحرك،
بينما هي باتجاه الذي يرغب فيها
الذي ينتظرها بينما هي تنتقل من غرفة إلى أخرى
جاعلة الظلام...
على الأقل في اللحظة الراهنة، على الأقل بالنسبة لهما معا،
مكانا ً يستهل بالهمسات وينتهي بالاتصال
* روبرت هارلو
في تسعينيات القرن العشرين، كان الشاعر روبرت هارلو يدرس في الجامعة الخاصة في الباني في ولاية نيويورك، و كذلك كان يعمل نجارا ً.