نقوس المهدي
كاتب
من اهم كتب التراث التي تناولت اخبار العشق و العشاق حيث جمع اجمل و اغرب ما قبل في العشق كما جمع اخبار العاشقين من الاولين و الاخرين و هنا عرض لقصه الكتاب :
كتاب "تزيين الأسواق في أخبار العشاق" للانطاكي من أشهر ما ألف في أخبار العشاق، وما أثر عنهم من الحكايات والطرائف، وما نظموه من الأبيات واللطائف. وقد بناه الأنطاكي (ت 1008هـ) على كتاب (أسواق الأشواق) الذي بناه برهان الدين البقاعي (ت 885هـ) على كتاب (مصارع العشاق) للسرَّاج القاري (ت 500هـ). ووصف الأنطاكي عمله بأنه يشتمل على اثني عشر أمراً:
1- تبديل الباب العاشر الذي سماه البقاعي (الشارع الجامع لما في المصارع). وهو لب الكتاب
2- حسن التقسيم في الأبواب.
3- لطف الترتيب وضم الأنواع المتماثلة.
4- حذف الأسانيد والتكرار.
5- ذكر السبب الموقع لصاحب الحكاية فيها.
6- تمييز مجاهيل العشاق عمن اشتهرت سائر أقوالهم وأفعالهم.
7- تفصيل من علق الأحرار من أهل الرق، والمسلمين من أهل الشرك، وأمثال ذلك.
8- ذكر ما في الأصل من الألفاظ اللغوية، مفسراً بإزائه، مبدلاً بأوضح منه.
9- شرح ما في الأشعار من الغريب.
10- تعليل الأسباب المتعلقة بهذا الفن بالعلل الفلسفية.
11- ذكر تعلق هذا الفن بأنواع المواليد الثلاثة وكيفية دخوله فيها.
12- الزيادات في الأبواب.
و(مصارع العشاق) المنسوب للسرَّاج القاري غير (مصارع العشاق) الذي ألفه القاضي أبو المعالي عبد العزيز بن عبد الملك (ت 494هـ) الذي استخرج منه الصدر البارزي (ت 785هـ) كتابه: (الفائق في المواعظ والرقائق) الذي انتخب منه ابن الحنبلي (ت 959هـ) كتابه: (السلسل الرائق). وانظر (مصارع العشاق)في هذا البرنامج.
يتعزض الكتاب الي التعربف بالعشق في احد فصوله بالقول: قال بعضهم العشق مجهول لا يعرف ومعروف لا يجهل هزله جد وجده هزل وهذا في الحقيقة تعريف بالعوارض غير اللازمة واشارات إلى اختلاف الحالات الكائنة عنه فإن الجهل يعتري العشاق عند تزايدالحب فيوجب الحيرة في الأمر وعكسه عند انفصاله عن المخيلة والهزل مباديه والجد تمكنه ونحوه ما أجاب ابن أكتم به وقد سأله المأمون ما العشق فقال سوانح للمرء تؤثرها النفس ويهيم بها القلب فقال له ثمامة إنما شأنك أن تفتي في مسئلة طلاق أو محرم فقال المأمون قل يا ثمامة فقال العشق جليس ممتع وأليف مؤنس وصاحب مالك وملك قاهر مسالكه لطيفة ومذاهبه غامضة وأحكامه جائرة ملك الأبدان وأرواحها والقلوب وخواطرها والعيون ونواظرها والعقول وآراءها وأعطى عنان طاعتها وقياد ملكها وقوى تصرفها توارى على الأبصار مدخله وغمض في القلوب ملكه فقال له المأمون أحسنت يا ثمامة وأمر له بألف دينار
و عرفه أرسطو بأنه جهل عارض صادف قلباﹰ فارغاﹰ دق عن الأفهام مسلكه وخفي عن الأبصار موضعه وحارت العقول في كيفية تمكنه غير ابتداء حركته وعظم سلطانه من القلب ثم يتغشى على سائر الأعضاء فيبدي الرعدة في الأطراف والصفرة في الأبدان واللجلجة في الكلام والضعف في الرأي والزلل والعثار حتى ينسب صاحبه إلى الجنون زادت إعرابية يذهب العقل وينحل الجسم ويهمل الدمع بحدوده مرور الأيام ولا تفسده بل لا تغيره إساءة المحبوب على الدوام ومن ثم قال الأصمعي وقد سأله الرشيد ما حقيقة العشق فقال أنه شيء يستغرق القلب في محاسن المحبوب ويذهله عن مساويه فيجد رائحة البصل من المحبوب أعظم من المسك والعنبر
وتعاقب امرأتان من أهل المدينة في الهوى فقالت إحداهما تعذل الأخرى ذكروا في الحكمة لا تلم من أساء بك الظن إذا جعلت نفسك غرضاﹰ للتهمة ومن لم يكن عوناﹰ على نفسه من خصمه لم يكن عنده شيء من عقدة الرأي ومن قدم على الهوى وهو يعلم ما فيه من المتعبة سلط على نفسه لسان العذل وضيع الحزم فقالت المعدولة ليس الهوى إلى الرأي فيملكه ولا إلى العقل فيدركه أما سمعت قول الشاعر
ليس خطب الهوى بخطب يسير = لا ينبئك عنه مثل خبير
ليس أمر الهوى يدبر بالرأ ي = ولا بالقياس والتفكير إنما
الأمر في الهوى خطرا = محدثات الأمور بعد الأمور .
* الهدهد
Marsala
كتاب "تزيين الأسواق في أخبار العشاق" للانطاكي من أشهر ما ألف في أخبار العشاق، وما أثر عنهم من الحكايات والطرائف، وما نظموه من الأبيات واللطائف. وقد بناه الأنطاكي (ت 1008هـ) على كتاب (أسواق الأشواق) الذي بناه برهان الدين البقاعي (ت 885هـ) على كتاب (مصارع العشاق) للسرَّاج القاري (ت 500هـ). ووصف الأنطاكي عمله بأنه يشتمل على اثني عشر أمراً:
1- تبديل الباب العاشر الذي سماه البقاعي (الشارع الجامع لما في المصارع). وهو لب الكتاب
2- حسن التقسيم في الأبواب.
3- لطف الترتيب وضم الأنواع المتماثلة.
4- حذف الأسانيد والتكرار.
5- ذكر السبب الموقع لصاحب الحكاية فيها.
6- تمييز مجاهيل العشاق عمن اشتهرت سائر أقوالهم وأفعالهم.
7- تفصيل من علق الأحرار من أهل الرق، والمسلمين من أهل الشرك، وأمثال ذلك.
8- ذكر ما في الأصل من الألفاظ اللغوية، مفسراً بإزائه، مبدلاً بأوضح منه.
9- شرح ما في الأشعار من الغريب.
10- تعليل الأسباب المتعلقة بهذا الفن بالعلل الفلسفية.
11- ذكر تعلق هذا الفن بأنواع المواليد الثلاثة وكيفية دخوله فيها.
12- الزيادات في الأبواب.
و(مصارع العشاق) المنسوب للسرَّاج القاري غير (مصارع العشاق) الذي ألفه القاضي أبو المعالي عبد العزيز بن عبد الملك (ت 494هـ) الذي استخرج منه الصدر البارزي (ت 785هـ) كتابه: (الفائق في المواعظ والرقائق) الذي انتخب منه ابن الحنبلي (ت 959هـ) كتابه: (السلسل الرائق). وانظر (مصارع العشاق)في هذا البرنامج.
يتعزض الكتاب الي التعربف بالعشق في احد فصوله بالقول: قال بعضهم العشق مجهول لا يعرف ومعروف لا يجهل هزله جد وجده هزل وهذا في الحقيقة تعريف بالعوارض غير اللازمة واشارات إلى اختلاف الحالات الكائنة عنه فإن الجهل يعتري العشاق عند تزايدالحب فيوجب الحيرة في الأمر وعكسه عند انفصاله عن المخيلة والهزل مباديه والجد تمكنه ونحوه ما أجاب ابن أكتم به وقد سأله المأمون ما العشق فقال سوانح للمرء تؤثرها النفس ويهيم بها القلب فقال له ثمامة إنما شأنك أن تفتي في مسئلة طلاق أو محرم فقال المأمون قل يا ثمامة فقال العشق جليس ممتع وأليف مؤنس وصاحب مالك وملك قاهر مسالكه لطيفة ومذاهبه غامضة وأحكامه جائرة ملك الأبدان وأرواحها والقلوب وخواطرها والعيون ونواظرها والعقول وآراءها وأعطى عنان طاعتها وقياد ملكها وقوى تصرفها توارى على الأبصار مدخله وغمض في القلوب ملكه فقال له المأمون أحسنت يا ثمامة وأمر له بألف دينار
و عرفه أرسطو بأنه جهل عارض صادف قلباﹰ فارغاﹰ دق عن الأفهام مسلكه وخفي عن الأبصار موضعه وحارت العقول في كيفية تمكنه غير ابتداء حركته وعظم سلطانه من القلب ثم يتغشى على سائر الأعضاء فيبدي الرعدة في الأطراف والصفرة في الأبدان واللجلجة في الكلام والضعف في الرأي والزلل والعثار حتى ينسب صاحبه إلى الجنون زادت إعرابية يذهب العقل وينحل الجسم ويهمل الدمع بحدوده مرور الأيام ولا تفسده بل لا تغيره إساءة المحبوب على الدوام ومن ثم قال الأصمعي وقد سأله الرشيد ما حقيقة العشق فقال أنه شيء يستغرق القلب في محاسن المحبوب ويذهله عن مساويه فيجد رائحة البصل من المحبوب أعظم من المسك والعنبر
وتعاقب امرأتان من أهل المدينة في الهوى فقالت إحداهما تعذل الأخرى ذكروا في الحكمة لا تلم من أساء بك الظن إذا جعلت نفسك غرضاﹰ للتهمة ومن لم يكن عوناﹰ على نفسه من خصمه لم يكن عنده شيء من عقدة الرأي ومن قدم على الهوى وهو يعلم ما فيه من المتعبة سلط على نفسه لسان العذل وضيع الحزم فقالت المعدولة ليس الهوى إلى الرأي فيملكه ولا إلى العقل فيدركه أما سمعت قول الشاعر
ليس خطب الهوى بخطب يسير = لا ينبئك عنه مثل خبير
ليس أمر الهوى يدبر بالرأ ي = ولا بالقياس والتفكير إنما
الأمر في الهوى خطرا = محدثات الأمور بعد الأمور .
* الهدهد
Marsala