سوسن السوداني - أنتَ خضابي

"اسقني مزيدا من الخمر فإن الحياة لاشيء"
(آخر سطر كتبه الشاعر فرناندو بيسوا قبل وفاته)

"اسْقِنيْ
.........
مزيداً مِنَ كؤوسِ (الصبْرِ)....
فإنَّ الحياةَ لا تُحْتَمَل"

**

شفّتْ دنانُ روحي
ملأت حسراتي ارصفةَ موانئِكَ
وسحلتْ أطرافَ أرديةِ حلمي
نحو مهاوٍ لا وصفَ لها


**

جسدي يزّيّن بذكراكَ مضظرماً
ويتخضَّبُ...
وحينما يتشربُ بالضوءِ
كما تخضِّبُ الشمسُ الندى
يفوحُ مِنْه ظلُّ عطْر
تذوقْهُ ..
كما تتذوقُ الريّحُ البِحارَ
قَبِّـلْه ..
كما تقبِّلُ الشمسُ
الأفقَ العاري


**

الارضُ ضيقةٌ كقبرٍ
والموتُ يكمنُ في مخدعِها
انتَ واسعُ الحكمةِ
فارفعْ راسكَ
اسكنِ الريحَ..
واستنشقْ عطري
بَدَتْ اساريرُكَ مسعورةً
رغم كمدٍ فاترٍ يستوطنُها
.................

جسدي وانتَ....
...............
(منهُـ)ـا.........
و(اليهِـ)ـا ترجعون


**

هل تراقصُني
زَبَدُ البحرِ طافحٌ
والبحّارُ المستعرةٌ نيرانُهُ
غريقٌ في لججِ بِحاري
غريقٌ راضٍ ومرضيٌّ


**

العطشُ كامنٌ في طياتِهِ
جسدي الطافحُ برغوةِ النشوةِ
فمُكَ يتنفسُ طعمَ رحيقي
وفمي يتنفسُكَ


**

فتحتُ مصاريعَ قلبي
لتستوطنَني
فلمّا قوّضْتَ كلَّ خطوطِ دفاعاتي
سقطْتُ بين ذراعيكَ
............ كتفاحةِ نيوتن


**

كان قلبي "موصداً لسنواتٍ طويلةٍ"
وحدَها طَرْقاتُكَ أزاحتْ
"بالتدريجِ:
الاسيجةَ،
والاقفالَ،
والشرفاتِ"
...........................
أحكمتُ أزرارَ قميصِ نومي
خوفَ أن تجتاحَني رياحُ عشقِكَ
لكنَّ الازرارَ كانت خائنةً
.......................
...... فاجتاحني اعصارُكَ
مقتلعاً جذورَ تردّدي
فخفَقَتْ اضواؤكَ داخلي

**


.

Bleu, par Joan Miro
 
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...