جويس منصور - طريدة الدرب المرصوف بالحصباء - ت: بشير السباعي.

هناك يداك في المُحَرِّكِ
فخذاي على صندوق السيارة
الفرملةُ بين ركبتيَّ
لحمكَ في مقابل جلدي
هناك عصفورٌ على المروحة
رجلٌ تحت العجلات
يداك في المُحَرِّكِ
تلعبان بمسمار
هناك صرخةٌ في المُحَرِّكِ
شرطيٌ ودفتر في جيبهِ
طريقٌ في المرآة العاكسة
ريحٌ بين ركبتيَّ
عملاقٌ بلا رأسٍ يقودُ المَرْكبة
وهاتان هما يداي على المقود
وعضوي البريء الذي يتوسل

*

تُكَشِّرُ ويَتَنَسَّلُ قلبي
أتكلمُ من أنفي
شَعري يسقط
تضحكُ
تفتحُ فمك
رشيقةً ومحفورةً كنَفْسَاءٍ
أقفزُ بين ذراعيك
موكبٌ من المداعباتِ يدخل دخولاً مُرْتَجَلاً
فراشي ينغمرُ في الليل
ثيابي تسقط
وأنت تضحك

*

شخللةُ النقودِ
في جيوبنا وفي قلوبنا
الحبُ اللاسلكي للجمهور الليلي
المُهَدْهَدُ بالمال المخبولُ بالمال
المحميُ بالمال
المُعَفَّنُ بتعاسة المال الوبَرِة
اليأسُ الذي يزقزقُ
الغباوةُ الباردةُ للقهقهات المهبلية
التي تتخذ لنفسها مكاناً في الحريق القارس لألعاب الضوء
الكهربائي الكهربائي الكهربائي
التفوقُ الساحقُ للمال على أجسادنا
التي ترتعدُ في اللزوجة
بالرغم من عنكبوت الشيخوخة الذي يعلو
بالرغم من مراجل العار
حيثُ تُشْوَى بلهاءاتٌ لهن شعرٌ من الصوف
بالرغم من الموت ذي الوجنات السلافية
والذي يأكل نفسه ويتخضب أمام مرآته
عارياً تحت ستر من الليل.

*
ليس ذنبي
إن كان فخذاي مصبوبين
في جلدي
لم أكن أُريدُ إطلاقَ تكشيرةِ رغبتك
عندما خلعتُ جبيني
رهينَ الحظِ تشبثت بشق مؤخرةِ سترتي
ليس ذنبي
إن كان إنذار الخطر قد رَنَّ
وأن يدك التي وقعت في الفخ
قد نُزعت وحُوكمت ووُبختْ
وشُنقت من الرقبةِ كدميةٍ من القشدة
ليس ذنبي
فقد كنتُ أريدُ أن أغفر لك.

*

يجبُ للعصفورِ أن يحشو منقاره بالتراب
قبل أن يشرعَ بطيرانهِ
يجبُ على الوَسَخِ الذي يلتصقُ بأقدام الخنازير
أن يكون قادراً على اقتفاءِ النساءِ في ظلِ أسرَّتهن
حتى يتخلى اللحمُ عن حاسة اللمس
يجبُ عليَّ أن أضمَ رُكبتيك
بالرغم من الدم الذي يسيل من أحشائك
الشبيهةِ بصرخة
بالرغم من العفاريت الشريرة وقرونِها وذيولِها
يجبُ أن أبوس قدميك قبل أن أجوبَ العالم
يجبُ أن يذنبَ المذنبُ إلى حد الوحشية
حتى ينسى تماماً ويبدأ من جديد تماماً
حتى يُحسِنَ الانتظار.

*

الدربُ يتسكع في عَفَرِ المنعطفاتِ الرمادي
الحبةُ تموتُ في الحقول
الصاعقةُ تُقَشِّرُ الأعمدة
هنديٌ أكثر شيخوخة من ريحِ العاصفة الساخنة
أكثر تأججاً
يرزحُ على السواء تحت وطأة أبيه وماضيه
مشدودأً إلى عبئه بإزار من اللحم
يترنح وحيد الظلِ مسافراً بين أخاديدِ الأرض والفكُ طويل
فأْلٌ سيء
القمرُ يرحل
الهنديُ يدعُ أباه ينزلق على كثيبٍ، كالماء
عربةُ اللذة تجلدُ الدرب بذيلها
وتمرُّ كئيبةً حلزونيةً وعُرفُها قرمزي
على أجسادٍ واقفةٍ راقدةٍ متعبةٍ من كونها هندية
ملفوفة في الوحدة كبيض في عش
جسدانِ على دربٍ مهجور.

*

منذُ أن عرفتُك
يا روحَ روحي
كل أفعى خرافية أبْلَعُها تتحول إلى روح
التلهفاتُ المحزنةُ للنساءِ المحبوساتِ أمام الحبّ
تُنيخُ على فخذيَّ كأوكار ضفادع
ونبتةُ المستنقع تتفتحُ أمامك
كفمٍ وسخٍ ساطعٍ بالاستهزاء
أنتَ تُجَمِّلُ طريقي
يا روح حبي الذي بلا حدود
كمثل ورقةِ زهرةٍ على قبر
كمثل دمعةٍ في الحساء
أكمنُ لك في الليل متوترةً إلى حد المجازفةِ بالانكسار
مُتمنيةً مجيئكَ دون أن أعرف نَفْسي بعدُ
هاكَ كرةً من الزفراتِ على وشك الانفجار
تنكمش بين فكيَّ منزوعيَّ المفاصل.

.
صورة مفقودة
 
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...