روزا ياسين حسن - حملة شعواء ضد الكتابة الجنسية

في سنة 1960 خضعت رواية د. هـ. لورانس (عشيق الليدي تشاترلي) إلى محاكمة أسطورية. وذلك بعد حوالي واحد وثلاثين سنة من وفاة كاتبها بمرض السل 1929.

كانت التهمة الأساسية التي رفعت ضد الرواية هي التأثير على أخلاق المجتمع، ومحاولة خدشها بمشاهد الجنس الفاضح التي فيها. لكن تلك المحاكمة تحوّلت إلى مساجلات طويلة في ماهية الأدب وقيمته، وفي حرية الكتابة وقداستها، ليصدر على إثرها قانون جينكنز الذي يقتضي حماية الكتاب وحرية الكتابة. تذكرت تلك المحاكمة، حين قرأت في الشهر الماضي ملفين متعاقبين عن الأدب الإيروتيكي: (أولهما ريبورتاج بعنوان: أنصار الحرية يخجلون من الكتب الإباحية- جريدة الشرق الأوسط/ سعاد جروس 2-5-2007. والثاني ملف بعنوان: أدب غرف النوم، في ملحق الثورة الثقافي 15-5-2007). الفرق بين الحدثين، أن فريق الدفاع عن رواية لورانس في المحاكمة تكوّن من عتاة الكتاب في إنكلترا آنذاك، مثل فورستر ولويس وهوجارت وغيرهم، ومن مجموعة من النقاد البارزين والأساتذة الجامعيين، فيما كان معظم الكتاب في هذين المقالين جالسين على منصة الإدعاء، مع وجود استثناءات قليلة، ويقومون بالحكم على الأدب الإيروتيكي بالإعدام. خصوصاً أن الآراء كانت بمعظمها متشابهة، أو لنقل قريبة من بعضها، وكتبها مجموعة من الكتاب والروائيين، الذين أكنّ الاحترام والتقدير لعدد كبير منهم، وبعضهم أثّر حقاً في المشهد الثقافي السوري. مع ذلك، أعتقد أن الذي كان في قفص الاتهام هو الأدب بحدّ ذاته. على كلٍ، قضية المحاكمات طالت كثيراً من الروائيين على مرّ التاريخ، من أمثال فلوبير وميلر وبرونتي وغيرهم، كما طالت الكثير من الكتاب والكاتبات المعاصرين، مثل ليلى البعلبكي وليلى العثمان ونوال السعداوي وغيرهن، لكن المحاكمات في المادتين كانت محاكمات اجتماعية إلغائية، ويقوم بها روائيون لا قضاة، روائيون من المفترض أن يكونوا في طليعة المدافعين عن حريتهم، وعن حقّهم، وحق غيرهم بالتالي، في كتابة ما يرغبون. تدور معظم الآراء المطروحة في فلك عدة أفكار. أولها ما طرحه الروائي فواز حداد عن أنه (يفضل أن يضع الكتب الأدبية التي تتناول الجنس بشكل فج أو استعراضي في مكان متوار في مكتبته، ليس كي لا تقع بيد أحد أبنائه، بل كي لا تقع عينه هو عليها). على هذا ينبغي علينا أن نخفي معظم الكلاسيكيات العالمية، من ألف ليلة وليلة وعوليس لجميس جويس إلى هيكسوس لميلر وكتب يوسا وأمادو وماركيز وكونديرا وغيرهم من كبار الكتاب، إلا إذا اختلفنا على أنهم ليسوا من كبار الكتاب! أو رواياتهم ليست من أمهات الكتب! وأنا واثقة أن روائياً من قامة فواز حداد هو خير العارفين بذلك!! فكرة مشابهة، نوعاً ما، قالتها كاتبة في معرض حديثها عن الرواية، كي تلفت النظر. وهنا باعتقادي كان المأزق، فهناك كتب أثّرت في مسيرة الفن برمته وهي مليئة بجنس (فجّ) للغاية، وأحياناً استعراضي إن شئنا، كالرواية التي ضربتها الكاتبة مثلاً: شيطنات الطفلة الخبيثة، رواية يوسا الأخيرة والجميلة. وهي مليئة بمشاهد جنسية متكررة وواضحة وفاضحة إن شئتم، وفيها ذكر لأعضاء جنسية ووضعيات وأفعال بالتفصيل الملل ودون مواربة. الأمر ذاته يتكرر في رواياته الأخرى، مثل (امتداح الخالة)، و(دفاتر دون ريغو بيرتو) وغيرها! هذه المشاهد تخصّ الصنعة باعتقادي والأسلوب الخاص، نكهة الكتابة وبهاراتها، التي تولّد اللذعة، وربما التفرّد الجميل في الخلق.. أشياء ستغدو الرواية بدونها أشبه بقطعة خبز جافة ويابسة. هنا كانت مشاهد جنسية، وربما رأى كاتب آخر أن بهاراته في مشاهد مغايرة أو غير جنسية مثلاً، وهذا حقه الكامل بالطبع. ليس بعيداً عن الآراء السابقة ترى الروائية أنيسة عبود أن (موضوع الإثارة وتحويل العمل إلى فيلم بورنو يتلقفه المكبوتون يحتاج إلى وقفة طويلة مع أسماء كثيرة تنتشر الآن.. ظانةً نفسها بأنها حققت المجد من خلال التناول المشبوه للجسد ومن خلال الانفلاش الأخلاقي والقيمي للشخصيات التي لا تخرج عنها أبداً). هنا تقع المشكلة، كيف أعامل الأدب، مهما فحشت لغته، على أنه فيلم بورنو؟! فيلم تصوّر فيه الأجساد العارية وهي تمثّل تواصلها، تدّعي المتعة وتستعرضها، ونص يحاول أن يدخل إلى أعماق غرائز الإنسان وينقلها كما هي ودون زيف. أما الكتب الفضائحية فيتناولها المكبوتون فحسب!! وكأنهم بحاجة لها في الكتب. ومن يقرأ ليستثار فحسب؟ يتوفر الأمر بأشكال أقل كلفة وتعباً: أفلام، كليبات، أغانٍ، مجلات، إنترنيت، اليوم يستطيع من يرغب أن يجلب أي فتاة أو شاب إلى غرفته عن طريق التشاتينغ مثلاً. ونحن نكفّر الروايات التي تكتب عن الجنس! حسناً، وإذا كنت أكتب عن شخصية تختلف قيمياً وأخلاقياً معي، كيف أكتبها؟ هل أحاول أن أجعل نصي حلبة محاكمة لها! ولا أكلّ من إصدار أحكام قيمة بحقها؟! وبالتالي أرضي أخلاق المجتمع. وإذا كنت أكتب عن شخصية شاذة أو مثلية أو عن مومس أو عن عشيقين تدور روايتهما في السرير أو... أو... هل أتناول الشخصية بشكل سطحي مرتعب من الغوص في أي تفصيل جنسي؟! أو لنتفق، حماية لجمال النص، بأن الكاتب العربي عليه ألا يتطرق إلا إلى شخصيات تتسم بالفضيلة والبراءة والنقاء من ذلك الدنس الجنسي. بالعودة إلى محاكمة لورنس، يعيد الإدعاء غضبه من الوصف المتكرر لإتيان المرأة من الخلف في الرواية، ومن اللغة المكشوفة والعارية أثناء اللقاءات الجنسية. يردّ أحد محاميي الدفاع على ذلك بقوله: أن كلمة نكاح وينكح (وهي في النص الأصلي بحرفيتها الشعبية) تتردد ما لا يقل عن ثلاثين مرة في النص، (ولكن ما علاقة ورود هذه الكلمة ذات الحروف الأربع في الكتاب بقيمته الأدبية؟) ليس هناك أية علاقة، لأن القيمة الأدبية ليست هنا، ولو كان النص مليئاً بها، بل ومتخماً بمشاهد الجنس الفاحش. والرجاء أن ننتهي من جملة صارت مملة للغاية، أن شرط قبولنا بالجنس هو توظيفه الفني. لأن أياً منا لا يستطيع أن يضع وصفة جاهزة وثابتة للتوظيف الفني. إنه إبداع، يعني خارج أية وصفة مسبقة. غازي حسين العلي يتحدث عن روائي ما يحاول الوصول إلى المجد عبر مشاهد الجنس (بينما خلا النص الذي اسمه "رواية" من أي خصوصية فنية أو تقنية أو إنسانية، يمكن من خلالها التعامل معها، بوصفها عملاً فنياً محضاً، بغض النظر عن الموضوع). إذا كنا سنتحدث عن الأدب الرديء، فحريّ أن يُسمى الملف: "أدب الرداءة"، وليس "أدب غرف النوم". لأن المعيار هنا هو النص الرديء، وليس تناول الجنس في النص. وحينها تستطيع الحديث عن تناول الجنس المباشر أو الإيديولوجيا والسياسة المباشرة أو التعاليم الدينية المباشرة، وكلها لا تختلف عن بعضها في الرداءة. وكلها من الممكن أن تستخدم لإثارة الفضيحة، التي اتهم كتاب الجنس بإثارتها للشهرة. وأعتقد عندها ألا مبرر لكل ذلك التعب من أجل إصدار ملف عن الأدب الرديء!! ويقول الكاتب نذير جعفر: (ما الطابع الفضائحي الذي تعكّزت عليه بعض الأعمال الروائية في اكتساب شهرتها الزائفة إلا فقاعة إعلامية سرعان ما تضمحل وينتهي أثرها بانتهاء الضجّة المفتعلة حولها. أما الأعمال التي لا تكتسب شهرتها وحضورها من هذا الباب فستجد قراءها الدائمين في كل زمان ومكان. شأنها شأن تلك الأعمال الخالدة التي ما زالت تهزّ وجداننا). كما رأى الكاتب ثائر دوري (أن موضوع الجنس في الرواية العربية، هو جزء من موضة عالمية درجت تحت تأثير الإعلام. فكل فترة تظهر موضة تلاحق موضوعاً معيناً... المشكلة أن العرب يقلدون تلك الموضات في حركة تنطوي بشكل ما على كثير من التخريب النفساني والإبداعي، كونها تأتي تحت تأثير الدعاية والإعلام ولا تنطلق من واقعها الموضوعي ولا تراعي حساسية مجتمعها، هذا بالإضافة إلى أن إفلاس اليسار العربي دفع باتجاه افتعال قضايا وهمية منها موضوع التحرر الجنسي). لم لم تنتهِ شهرة الأعمال الكبيرة التي اتهمت بالفضائحية؟! ولم لدينا مشكلة دائماً مع الشهرة، وكأنها عدوة للكتابة؟! ولم لا نقتنع بأن التاريخ كفيل بالغربلة، ولنترك المهمة له لا لنا، وهو وحده سيبقي الأدب الجيد، مهما كان فضائحياً وفاحشاً ومتهتكاً وكاسراً لكل النظم، وسيلغي الأدب الرديء، مهما كان عفيفاً وطاهراً ومدافعاً عن القيم والأخلاق. لأن المشكلة ليست هنا، ونحن نوجّه نيران أسلحتنا باتجاه العدو الخاطئ!! وإذا كانت كتابة الجنس موضة! فالعرب، منذ أكثر من ألف عام، حين كانوا منتجين لا مستقبلين، وهم متمسكون على ما يبدو بالموضة نفسها! حين كتب شيوخهم، من أمثال النفزاوي والتيفاشي، لا عامتهم ولا زنادقتهم، أدباً إيروتيكياً بامتياز. والآن المجتمع الغربي، الذي أخذ زمام الإنتاج الإبداعي، ما زال مصراً على الموضة منذ أكثر من قرنين. واللافت للنظر أن الفكرة التي تعاد وتكرر عن كتابة الجنس للشهرة لا تقال عن كتابة إيديولوجيا ما للشهرة أيضاً ولكسب التأييد، أو الكتابة للسلطة لذات السبب، أو الكتابة عن أشياء من الممكن أن تسبب فضائحية أكثر. لأن كتابة الجنس باعتقادي تعزف على الوتر الأكثر حساسية في دواخلنا الشرقية، خصوصاً إذا تعلق الأمر بكتابة المرأة! عندها ستشن الحروب الطاحنة ضدها، لمنع أية كاتبة أخرى من اتباع خطاها المتهتكة المارقة. كما حدث مع غادة السمان قبلاً، وما حدث مع سلوى النعيمي مؤخراً، رغم أن هناك كتاباً عرباً استخدموا تقنيات مشابهة لروايتها "برهان العسل"، ولم يصلبوا مثلها. الأمر المثير للضحك هو ما ورد على لسان أحد النقاد عن أن الجنس في الكتابة للشهرة وجني المال. وكأنه يحيا في المريخ ذاك الناقد؟! ولا يعرف أن روائيي سورية هم أفقر الناس، مادياً بالطبع، وأنهم يحاولون جاهدين كي يستطيعوا الكتابة والنشر فحسب وسط أعباء الحياة المعيشية. أي مال ذاك!! ذكّرني هذا الرأي بما قاله أحد النقاد المصريين يوماً عن الكتابة النسائية. سمّاها موضة كتابة البنات! وحينها كانت ميرال الطحاوي ومي تلمساني ونورا أمين وعفاف السيد وغيرهن من الشابات المصريات يصدرن أعمالهن الأولى. ربما كان يعتقد، ومن الجيد أنه كان مخطئاً، أن سرعان ما تنتهي هذه الموضة، وتعود المرأة إلى الصمت الذي خلقت لأجله، ويعود الرجل، الذي لم تكن كتابته موضة! للتصدر على عرش الكتابة. يبدو أن كل جديد يصطدم به العربي السعيد بثباته، أي مواته الفعلي، يسميها موضة! للتقليل من شأنها وقدرتها على التغيير. على هذا كانت الثورة الطلابية في أوروبا موضة، رغم أنها قلبت وجه التاريخ، ومدارس النقد النسوي موضة، والكلام عن المثلية موضة، رغم أن المثلية موجودة في مجتمعنا العربي المكبوت كما في أوروبا، وربما أكثر، ولكنهم في أوروبا اليوم، وتحت تأثير الحالة، سنّوا قوانين خاصة لها، كما حدث في إنكلترا حين كانت المثلية في بداية القرن العشرين جريمة يعاقب فاعلها. ونحن كالنعامة التي تدفن رأسها في التراب هرباً من أمر بات واضحاً إلى درجة قلع العيون. بالعودة إلى محاكمة لورنس ثانية، وصل الكتاب والنقاد إلى أن قيمة الرواية تتلخّص في الكتابة عن أي موضوع كان بشكل جيد، والتمثيل الصادق والمخلص لجانب من الحياة، وأن تكون الشخصيات مرسومة في غاية الدقة والحميمية. والذي يحدد القيمة الأدبية أيضاً هم قراء الرواية، إن كانوا بأعداد كبيرة، وأن يكتب عنها النقاد، ويجري تعليمها في البرامج التعليمية!! الأمر كما يبدو يكتنف على شيء من البساطة أو السذاجة، لكنه قاد الغرب إلى مفاتيح تطورت فيما بعد كثيراً في النقد الأوروبي المعاصر. أما الكاتبة نهلة السوسو، فرأت أن (الفن عظيم بمقدار ارتقائه إلى التعبير عن قدر الإنسان على هذه الأرض، وهو وحده، من حفظ تاريخ الخليقة الحقيقي، وهو نفسه غدا اليوم، طيعاً في يد قوى الهيمنة على الثقافات، للإجهاز على كل وتد يحمل خيمة في المجتمعات مستلبة الوقار، ملتمسة نرجسية الكاتب أو الفنان، اللاهث وراء الشهرة بأي ثمن، وتقديم جائزة الترجمة له على طبق من ذهب، شرط أن يتنكر لقيم شعبه، ويشتم معتقداته الدينية، ويهجو قيم أمته الأخلاقية، ويحطّم المألوف في بديهياتها (كما فعلوا بكل رموزهم المحترمة) ولا بأس أن يأتي إلى أحضانهم دون أي أداة من أدوات الفن، مهما كانت بسيطة، ومنها اللغة، ووجع الكتابة، والرؤيا التي لابد لكل فن من بوصلتها...). ما علاقة هذا بالحديث عن كتابة الجنس؟! هل نحن على هذا أمة لا تمارس الجنس! لتكون الكتابة عنه تنكّراً لقيمنا الأخلاقية ومعتقداتنا؟! وما الذي يجمع شتم المعتقدات الدينية والتنكّر لقيم المجتمع الأخلاقية، التي تجسّد أحكام القيمة في الأدب، وفي هذا مقتله باعتقادي، بكتابة الجنس التي هي من أفعال الحياة الأكثر حيوية وتأثيراً وضرورة، على الأقل لاستمرار النوع البشري!! ولكني أتساءل حقاً من أين تأتي تلك الآراء؟ آراء لا يستطيع أحد أن يتجاهلها، وبعضها يصدر عن كتاب مشهود بإبداعهم وتأثيرهم الأدبي وفاعليتهم الثقافية الحقيقية. هل هي محاولة للتنسيق بين شيئين لا يجتمعان البتة: الوفاء للقيم الاجتماعية السائدة، مهما كانت بالية وعفنة! أم الوفاء للكتابة، مهما كانت خارج تلك القيم والعادات! ويجب أن تكون خارج تلك القيم باعتقادي. وإذا كان الفن خاضعاً للمجتمع وللسائد الاجتماعي فيه، ولا يعبّر إلا عن ظاهر هذا المجتمع وآرائه ومحدداته، لأن الباطن أخطر مما نستطيع الاعتراف فيه، فسننتج على هذا فناً ثالثياً بامتياز، رواية متخلّفة كمجتمعاتنا، تعود بنا قروناً إلى الوراء، بدل أن تكون وفية لما قد يصبو إليه الأدب من تحفيز الجمال، وتحريض الأسئلة، وحضّنا على التفكير والغوص عميقاً في بواطننا، ومن المتعة، وأولاً المتعة، دون أغلال، ولا رقيب داخلي يحيا في أدمغتنا، يتلو علينا ما يمكن كتابته وما لا يمكن، وبالتالي نصبح عاجزين تماماً عن الإبداع! بعد نهاية محاكمة "عشيق الليدي تشاترلي"، قامت دار النشر بينغوين بطباعة نسخة غير مشذبة من رواية لورنس. وطبعت منها للمرة الأولى خمسمائة ألف نسخة، رغم أن العدد المعتاد للطبع هو خمسين ألف نسخة. كان تصرفاً تضامنياً، وربما اكتنف على رغبة بالربح والشهرة، مع حرية الكتابة من قبل الناشرين والكتاب والنقاد. متى نستطيع أن نختلف على الأدب، وليس على حرية الأدب؟! أن نختلف على تقنيات الكتابة وأساليب الغوص في النص، وليس على الحق في خرق المحرمات؟ وأن نختلف فحسب، لا أن نتعادى ونشنّ الحروب على بعضنا، فيما الحريّ بنا أن نشنّ الحروب على الأغلال التي تكبّل أقلامنا، أياً كانت تلك الأغلال؟! باعتقادي أن على الكاتب أن يحارب أكثر من جبهة اجتماعية وسياسية واقتصادية ودينية و.. و.. وكم يظلم نفسه ويظلم إبداعه حين يخلق جبهة أخرى في وجهه: رفيقه الكاتب، مهما تباينت أساليبهم وآراؤهم ومعتقداتهم! رفيقه الكاتب الذي من المفترض أن يكون مدججاً بسلاحه ذاته وفي وجه الجبهات ذاتها، وإلى جانبه أولاً وأولاً وأولاً!

روزا ياسين حسن
المصدر: الثورة


.
Baigneuses et ville à l'arrière plan
August Macke
 
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...