نقوس المهدي
كاتب
أبدى محمد سلماوي رئيس اتحاد الكتاب العرب، استعداده الكامل للإدلاء بشهادته في قضية جريدة «أخبار الأدب» لنشرها فصلا من رواية أحمد ناجي «استخدام الحيا
وقال: "علينا أولا أن نحيي المحكمة على قرارها اللجوء للخبراء، حيث طلبت شهادة كل من جابر عصفور ومحمد سلماوي وصنع الله إبراهيم".
كان أحد المواطنين قد أقام دعوى ضد جريدة «أخبار الأدب» لنشرها فصلا من رواية «استخدام الحياة»، واتُهم مؤلف الرواية على إثرها من خلال التحقيقات التي أجرتها النيابة بنشر ما وصف بـ«مقال جنسي».
وأوضح «سلماوي»، في تصريحات خاصة لـ«الشروق»، أن هذه الواقعة ليست السابقة الأولى في رفع قضية للمطالبة بحظر عمل روائي، وقال: "كنت أتصور أننا بسقوط حكم الإخوان قد تخطينا هذه الممارسات التي تعبر عن نظرة خاطئة ومتعصبة"، مشيرا إلى أن اتحاد كتاب مصر كان قد تصدى قبل الثورة لمجموعة من المحامين الإسلاميين المعروفين بـ«محامون بلا قيود» ورفض مطالبتهم بحظر كتاب «ألف ليلة وليلة» باعتباره عمل إباحي.
وتابع: "هؤلاء كانوا يحاولون أن يدمروا تراثنا الأدبي، وقد طلبنا كاتحاد كتاب من المحكمة وقتها بضرورة الاستماع لآراء خبراء متخصصين في الأدب، أسوة بما يحدث من طلب الخبراء في القضايا الاقتصادية أو قضايا الضرائب أو غيرها لوضع تقييم موضوعي".
وأكد «سلماوي» ضرورة الإعلاء من قيمة الأعمال الأدبية والفنية والفكرية وتقديرها، فهذه هي "قوة مصر الناعمة التي صنعت مجدنا على مر العصور"، مضيفا أن "الأدب تخصص دقيق فهناك أناس يفنون حياتهم وما تبقى لديهم من عمر في الأدب ويقومون بدراسات نظرياته النقدية بتحضير رسائل الماجيستير والدكتوراه، ولذلك شعرنا بالفخر في منع محاولة حظر كتاب «ألف ليلة وليلة» منذ أكثر من 8 سنوات، لأنه من غير المنطقي ولا المقبول أن يطالب أي شخص ليس لديه أي معرفة بالأدب ولا يفقه فيه شيئا بحظر أي عمل روائي من منطلق وجهة نظره الخاصة كشخص غير متخصص، مدعيا أن هذا العمل يحض على الرذيلة أو لا يتفق مع الآداب العامة".
واستطرد الكاتب الكبير حديثه لـ«الشروق» قائلا إن "الأدب لا يجب أن ينظر إليه كأحداث الحياة العادية، لأن ما يحدث في الحياة من بعض الأمور قد لا يكون مقبولا أو محل توافق من فئات المجتمع بل قد يعاقب عليه القانون، أما إذا حدث الأمر نفسه في الأدب فهو مقبول لأنه لا يترتب عليه آثارا سلبية مثلما يحدث في الواقع، وأفضل مثال على ذلك رواية «دعاء الكروان» لعميد الأدب العربي طه حسين، والتي تضمنت أفعالا يعاقب عليها القانون في الحياة العادية ومنها ما يتعلق باعتداء البطل على عذرية الفتاة هنادي، لكن لم نسمع أن أحدا قد طالب بحظر هذا العمل الفني الرائع لوجود أمور خارجة عن الأخلاقيات والآداب العامة، وتلك قواعد أولية في أي عمل فني".
"الفن التشكيلي مثلا قد يتضمن لوحات عري على غرار روائع رنوار أو محمود سعيد، وذلك أمر مقبول لأنه جزء من منظومة فنية هدفها النهائي هو أن تسمو بالمشاعر الإنسانية، وفي الوقت الذي نعتبر العري في الحياة العادية فعل فاضح فإننا نرسل أولادنا للمتاحف التي تعرض لوحات رنوار أو محمود سعيد لكي يتعلموا الفن ويرتقوا بمشاعرهم الإنسانية وتنموا قدراتهم الإبداعية"، وفقا لما ذكره «سلماوي».
وأضاف رئيس اتحاد الكتاب العرب: "بصفة عامة من يطالب بحظر أي كتاب أو عمل أدبي أو فني هو ليس فقط على غير دراية بالأدب والفن، وإنما هو أيضا لم يقرأ الدستور الذي أكد على حرية التعبير وطالب الدولة بحماية الإبداع الفني والمبدعين، وحظر الأحكام السالبة للحريات فيما يتعلق بقضايا النشر والكتابات الصحفية والأدبية والفنية".
.
سلماوي عن قضية «أخبار الأدب»: من يطالب بحظر كتاب لا يفقه شيئا في الأدب والدستور
مصطفى ندا
وقال: "علينا أولا أن نحيي المحكمة على قرارها اللجوء للخبراء، حيث طلبت شهادة كل من جابر عصفور ومحمد سلماوي وصنع الله إبراهيم".
كان أحد المواطنين قد أقام دعوى ضد جريدة «أخبار الأدب» لنشرها فصلا من رواية «استخدام الحياة»، واتُهم مؤلف الرواية على إثرها من خلال التحقيقات التي أجرتها النيابة بنشر ما وصف بـ«مقال جنسي».
وأوضح «سلماوي»، في تصريحات خاصة لـ«الشروق»، أن هذه الواقعة ليست السابقة الأولى في رفع قضية للمطالبة بحظر عمل روائي، وقال: "كنت أتصور أننا بسقوط حكم الإخوان قد تخطينا هذه الممارسات التي تعبر عن نظرة خاطئة ومتعصبة"، مشيرا إلى أن اتحاد كتاب مصر كان قد تصدى قبل الثورة لمجموعة من المحامين الإسلاميين المعروفين بـ«محامون بلا قيود» ورفض مطالبتهم بحظر كتاب «ألف ليلة وليلة» باعتباره عمل إباحي.
وتابع: "هؤلاء كانوا يحاولون أن يدمروا تراثنا الأدبي، وقد طلبنا كاتحاد كتاب من المحكمة وقتها بضرورة الاستماع لآراء خبراء متخصصين في الأدب، أسوة بما يحدث من طلب الخبراء في القضايا الاقتصادية أو قضايا الضرائب أو غيرها لوضع تقييم موضوعي".
وأكد «سلماوي» ضرورة الإعلاء من قيمة الأعمال الأدبية والفنية والفكرية وتقديرها، فهذه هي "قوة مصر الناعمة التي صنعت مجدنا على مر العصور"، مضيفا أن "الأدب تخصص دقيق فهناك أناس يفنون حياتهم وما تبقى لديهم من عمر في الأدب ويقومون بدراسات نظرياته النقدية بتحضير رسائل الماجيستير والدكتوراه، ولذلك شعرنا بالفخر في منع محاولة حظر كتاب «ألف ليلة وليلة» منذ أكثر من 8 سنوات، لأنه من غير المنطقي ولا المقبول أن يطالب أي شخص ليس لديه أي معرفة بالأدب ولا يفقه فيه شيئا بحظر أي عمل روائي من منطلق وجهة نظره الخاصة كشخص غير متخصص، مدعيا أن هذا العمل يحض على الرذيلة أو لا يتفق مع الآداب العامة".
واستطرد الكاتب الكبير حديثه لـ«الشروق» قائلا إن "الأدب لا يجب أن ينظر إليه كأحداث الحياة العادية، لأن ما يحدث في الحياة من بعض الأمور قد لا يكون مقبولا أو محل توافق من فئات المجتمع بل قد يعاقب عليه القانون، أما إذا حدث الأمر نفسه في الأدب فهو مقبول لأنه لا يترتب عليه آثارا سلبية مثلما يحدث في الواقع، وأفضل مثال على ذلك رواية «دعاء الكروان» لعميد الأدب العربي طه حسين، والتي تضمنت أفعالا يعاقب عليها القانون في الحياة العادية ومنها ما يتعلق باعتداء البطل على عذرية الفتاة هنادي، لكن لم نسمع أن أحدا قد طالب بحظر هذا العمل الفني الرائع لوجود أمور خارجة عن الأخلاقيات والآداب العامة، وتلك قواعد أولية في أي عمل فني".
"الفن التشكيلي مثلا قد يتضمن لوحات عري على غرار روائع رنوار أو محمود سعيد، وذلك أمر مقبول لأنه جزء من منظومة فنية هدفها النهائي هو أن تسمو بالمشاعر الإنسانية، وفي الوقت الذي نعتبر العري في الحياة العادية فعل فاضح فإننا نرسل أولادنا للمتاحف التي تعرض لوحات رنوار أو محمود سعيد لكي يتعلموا الفن ويرتقوا بمشاعرهم الإنسانية وتنموا قدراتهم الإبداعية"، وفقا لما ذكره «سلماوي».
وأضاف رئيس اتحاد الكتاب العرب: "بصفة عامة من يطالب بحظر أي كتاب أو عمل أدبي أو فني هو ليس فقط على غير دراية بالأدب والفن، وإنما هو أيضا لم يقرأ الدستور الذي أكد على حرية التعبير وطالب الدولة بحماية الإبداع الفني والمبدعين، وحظر الأحكام السالبة للحريات فيما يتعلق بقضايا النشر والكتابات الصحفية والأدبية والفنية".
.
سلماوي عن قضية «أخبار الأدب»: من يطالب بحظر كتاب لا يفقه شيئا في الأدب والدستور
مصطفى ندا