نقوس المهدي
كاتب
لشيخك أبو عمر بن حجاج
ثلاثون شيخاً،
وقصبة خضراء في ماء يجري.
*
لم نكن في الصف الأمامي عند منحدر الماء،
ولم نصنع لحن الأرض ولا غزل السماء،
لا، لم نكن حتى قريبين من وادي النسيان،
لم نغترف غرفة من مائه
ولم نعترف أنّ
البحر بئرٌ مقلوب
والشمس تنور الآلهة.
*
سأرتقي مكانة أعلى:
الفودكا عاريةً،
عرقها فيها،
خصوماتها تضحكُ ريّانة،
على جناح الريح،
ويدها الدافئة على عتبة قلبي.
بحقيبة فوق كتفكَ وبضع دينارات،
تمشي حيث البحر على يمينك
يتنصت على قلبك،
المارّة مثلك،
في فلكهم مثلكَ.
السوق ساكنٌ،
الأصوات واطئة.
شرطيّ المرور في الساحة
بيديه يفتح ويغلق الطرقات.
تمشي متمهلّاً
على رائحة امرأة لا ترى منها غير
استدارة ردفها وخصلة من شعرها.
*
صديقتي نسرين،
لم ألتق بها،
لم تلمس يدي يدها،
لم أحدّق مليّا في عينيها الجميلتين،
لم أذق طعم شفتيها.
*
للمرارة الكامنة في الجسد سرّها،
للساني تاريخه،
وللسنة العجفاء حديثها،
فأي الدروب تبغي؟
وقي أيّ الفروج تريح جملكَ يا رجل؟
*
لم يتبق في كأسي سوى بضع قطرات،
أري فيها:
أبجر عنترة،
رنين خلخال عبلة،
طرفة يقطع البيداء من أجل مالٍ،…
*
لم أعلم أنّ القطرة الأخيرة في الكأس
كالقطرة الأخيرة في القضيب
في آخر عمر الرعشة!!
*
عن نسرين بنت أبيها:
كلّما نهض بين العالمين شاعرٌ،
أحسستُ به في مكان لا أبوح باسمه.
*
“مطرٌ يهطلُ”
تقول نسرين.
تضغط بصدرها النافر على ذراعي، أرى جنّة تمدّ بساطها السندسي ونهر خمر يقترب على مهلٍ.
أرى شيخاً معمماً أكحل العينين (عرفت بعدها أنه أبو العلاء المعري)، يجلس ما بين شمسٍ وظلٍّ، حين هممتُ بالسلام عليه، ضحك وقال: أيّ رائحةٍ طيبة جاءت بك يا عاشور؟
ابتسمتُ وأشرتُ إليها، نسرين الفخمة الدافئة، المعتّقة السلسبيل.
*
نسرين مستلقية الآن.
فمي،
يدي،
والسموات السبع
في برزخ اللذة.
*
“أيّ فخامةٍ،
ورقة العطر في كأس الشاي”
أقول.
“الخوخ ما أبغي كي تشتعل الرغبة”
تقول نسرين.
*
أريد أن أخلع ثوبي،
أركض بيداء شهوته
أقضم ثدي السماء”
تقول نسرين.
*
كيف ليدي أن تسقيك،
كيف لها أن تمسح النوم من على شعرك،
كيف لها أن تضغط برفقٍ على حلمة نهدك،
كيف لها أن تفتح بوابة غابتك
ولفمي أنْ يرتشف ماشاء من عسل..
*
هي الهضبة المباركة ما ترى يا فارسُ،
فاركض بحصانك خبباً، خبباً.
*
جاء في الأثر:
كنْ رقيقاً على استدارة الرمّان.
*
جاء في الأثر:
النهر إذا سال، اضطجع على جنبٍ ولا تخف.
*
جاء في الأثر:
مكانك حيث يفيض النهر.
*
عن غابتها أحدثكم حديث صدق.
*
“هاته”
قالت وأحمرتْ وجنتاها.
*
لأني لم آخذ من الحلمةِ إلاّ رجفتها،
لأني لم أترك من قبلتي إلاّ شوقها،
لأني لم أدخل إلى غابتها إلاّ على مهلٍ،
أتلذّذُ بالمقام الحميم.
*
أنهضُ،
يدي تقطرُ،
شفتي تقطر،
يا لعسلها!
*
أنهضُ،
لا أنهضُ
الجرّةُ مليئة بالعسل.
*
أنهضُ من تحت عنّابها،
السرير يترنحُ والبابُ ليس أمامي.
*
أنهضُ من تحت تلّةٍ فخمةٍ،
فرداً.
*
أنهصُ من تحت نهدها،
لا السماء سماء ولا الأرض أرض.
*
أنهضُ من تحت غلالتها،
لا الماء ماء ولا سجّادتي في مكانها.
.
Buonanotte - Simon Vouet
ثلاثون شيخاً،
وقصبة خضراء في ماء يجري.
*
لم نكن في الصف الأمامي عند منحدر الماء،
ولم نصنع لحن الأرض ولا غزل السماء،
لا، لم نكن حتى قريبين من وادي النسيان،
لم نغترف غرفة من مائه
ولم نعترف أنّ
البحر بئرٌ مقلوب
والشمس تنور الآلهة.
*
سأرتقي مكانة أعلى:
الفودكا عاريةً،
عرقها فيها،
خصوماتها تضحكُ ريّانة،
على جناح الريح،
ويدها الدافئة على عتبة قلبي.
بحقيبة فوق كتفكَ وبضع دينارات،
تمشي حيث البحر على يمينك
يتنصت على قلبك،
المارّة مثلك،
في فلكهم مثلكَ.
السوق ساكنٌ،
الأصوات واطئة.
شرطيّ المرور في الساحة
بيديه يفتح ويغلق الطرقات.
تمشي متمهلّاً
على رائحة امرأة لا ترى منها غير
استدارة ردفها وخصلة من شعرها.
*
صديقتي نسرين،
لم ألتق بها،
لم تلمس يدي يدها،
لم أحدّق مليّا في عينيها الجميلتين،
لم أذق طعم شفتيها.
*
للمرارة الكامنة في الجسد سرّها،
للساني تاريخه،
وللسنة العجفاء حديثها،
فأي الدروب تبغي؟
وقي أيّ الفروج تريح جملكَ يا رجل؟
*
لم يتبق في كأسي سوى بضع قطرات،
أري فيها:
أبجر عنترة،
رنين خلخال عبلة،
طرفة يقطع البيداء من أجل مالٍ،…
*
لم أعلم أنّ القطرة الأخيرة في الكأس
كالقطرة الأخيرة في القضيب
في آخر عمر الرعشة!!
*
عن نسرين بنت أبيها:
كلّما نهض بين العالمين شاعرٌ،
أحسستُ به في مكان لا أبوح باسمه.
*
“مطرٌ يهطلُ”
تقول نسرين.
تضغط بصدرها النافر على ذراعي، أرى جنّة تمدّ بساطها السندسي ونهر خمر يقترب على مهلٍ.
أرى شيخاً معمماً أكحل العينين (عرفت بعدها أنه أبو العلاء المعري)، يجلس ما بين شمسٍ وظلٍّ، حين هممتُ بالسلام عليه، ضحك وقال: أيّ رائحةٍ طيبة جاءت بك يا عاشور؟
ابتسمتُ وأشرتُ إليها، نسرين الفخمة الدافئة، المعتّقة السلسبيل.
*
نسرين مستلقية الآن.
فمي،
يدي،
والسموات السبع
في برزخ اللذة.
*
“أيّ فخامةٍ،
ورقة العطر في كأس الشاي”
أقول.
“الخوخ ما أبغي كي تشتعل الرغبة”
تقول نسرين.
*
أريد أن أخلع ثوبي،
أركض بيداء شهوته
أقضم ثدي السماء”
تقول نسرين.
*
كيف ليدي أن تسقيك،
كيف لها أن تمسح النوم من على شعرك،
كيف لها أن تضغط برفقٍ على حلمة نهدك،
كيف لها أن تفتح بوابة غابتك
ولفمي أنْ يرتشف ماشاء من عسل..
*
هي الهضبة المباركة ما ترى يا فارسُ،
فاركض بحصانك خبباً، خبباً.
*
جاء في الأثر:
كنْ رقيقاً على استدارة الرمّان.
*
جاء في الأثر:
النهر إذا سال، اضطجع على جنبٍ ولا تخف.
*
جاء في الأثر:
مكانك حيث يفيض النهر.
*
عن غابتها أحدثكم حديث صدق.
*
“هاته”
قالت وأحمرتْ وجنتاها.
*
لأني لم آخذ من الحلمةِ إلاّ رجفتها،
لأني لم أترك من قبلتي إلاّ شوقها،
لأني لم أدخل إلى غابتها إلاّ على مهلٍ،
أتلذّذُ بالمقام الحميم.
*
أنهضُ،
يدي تقطرُ،
شفتي تقطر،
يا لعسلها!
*
أنهضُ،
لا أنهضُ
الجرّةُ مليئة بالعسل.
*
أنهضُ من تحت عنّابها،
السرير يترنحُ والبابُ ليس أمامي.
*
أنهضُ من تحت تلّةٍ فخمةٍ،
فرداً.
*
أنهصُ من تحت نهدها،
لا السماء سماء ولا الأرض أرض.
*
أنهضُ من تحت غلالتها،
لا الماء ماء ولا سجّادتي في مكانها.
.
Buonanotte - Simon Vouet