ولأنَّكِ الآنَ القصيدةُ
حينَ تلقيها الكرومُ
بُعيدَ صيفٍ
في جرارٍ
من رؤايْ ،
إنِّي سأكتبُ تحتَ
وقعِ البرقِ عن
بعضِ العناقيدْ
التفرِّطُها..
يدايْ ،
وأرشُّ من زيتي
المقدّسِ
فوقَ نارِكِ ..
أنحني لتلفَّني ريحٌ
.. تزنّرَني لتزرَعني
رباباً في أعالي
الشهقةِ الأولى ..
ونايْ .
لا..لم تكُنْ من
مفرداتِ اللهِ
فينا الانطفاءْ ،
أو ما يسمى ..
الارتواءْ
كانت رياحُكِ ترشقُ
النخلاتِ فينا كي
نهزَّ بجذعِها
فنثورُ مثلَ زوابعِ الصحراءِ
إذْ كمْ حارَ في أمدائها
قدرُ الفناءْ .!
كنَّا ..
وكانت دائماً
... ...
كانت عيونُ
اللهِ ترقُبنا
وكانت تأخذُ
الأنَّاتِ مِنَّا كي
توزّعَها نجوماً
أو دروباً
للسماءْ .
لكِ أن تنادي باسمِ
خالقنا قليلاً
أو كثيراً
كي يعيدَ لكِ المزيدَ
من الهواءْ .
لكِ جلُّ هذا ..
الاشتهاءْ.. ،
من وحشةٍ
تستأنسينَ بهِ ،
ومن ظمأ تهزِّينَ
الغمامَ على
.. الغمامْ .
تاه الكلامْ .
إنِّي رأيتُ جميعَ
أعضائي تزنِّرُها ..
تراقصُها..
تغنِّيها شفاهٌ
تَسكنُ الأنَّاتُ
في أقداحِها
فتبوحُ لي ..
أن لا أنامْ ،
تاه الكلامْ ..
فأصومعُ الجسدَ
الحريرْ ،
وككاهنٍ أجثو قبالتَهُ
طويلاً ..
ثمَّ أبدأُ بالتراتيلِ
التي جاءَت
بأنكيدو المدجَّجِ
بالمناسكِ
نحو أرضٍ من فراتٍ
.. حورِ عينٍ
بعضِ غلمانٍ
وفاكهةِ
السريرْ .
سأصومعُ الجسدَ
الحريرْ .
لكأنَّما أنتِ القصيدةُ
حينَ تنزعُ كلَّ
قمصاني اشتياقاً
وابتهالاً ،
غيرَ عابئةٍ
بما يرمي إليها
.. أو إليَّ
الله من حُجُبٍ
وفيرْ ..
سأصومعُ الجسدَ
الحريرْ ،
وسأغرسُ الريحانَ
في أمدائهِ ،
أدعو بأوقاتِ الأذانِ
.. فهلْ أقمتِ
صلاتَنا ..
ليعرِّشَ اليقطينُ
فوقَ مداكِ ،
و البحرُ المتاخمُ
كلَّ أسئلتي
مدايْ .
إنِّي سأكتبُ ..
أنتشي .. وأراكِ
ترتعشينَ
..تنتشرينَ
سرباً من غماماتٍ
تهدهدُها سماؤكِ
في سمايْ .
إني سأكتبُ ،
لا سأرسمُ
نهدَها ماءً
..وفجراً صاعداً
يستمطرُ الشهواتِ
غيماً في
.. رؤايْ .
* عن موقع ألف لحرية الكشف في الكتابة والانسان
.
شابة تونسية
الرسام الفرنسي البير اوبليه