عبد الرحمن الماجدي - تفاحٌ أشقر

في ثيابكِ رائحةُ تفاحٍ اَشقرَ،
وذكرياتِ أماسٍ ناعمةٍ تداعبُ جبهتك المبكّرةَ بصيفٍ مقيّدٍ بحاجبيك المؤدَّبين.
شعركِ الغَسقيُّ يتبادلُ حكايته رعاةٌ مارقونَ بعيونهم المطمئنةِ على الشمس الغرّة الملبّدةٌ، في عينيك، بغيمتين لا تمطران.
خدّاكِ القشطيان يُحليّان عسلَا جورياً سهرتْ عليه وصيفاتُ الجنان.
شفتاي، دونَ تحفّظٍ، تَسبحان في رقبتك الرخامِ، سعيدتين بالثورةِ المتهوّرة لشفتيك العارفتين مصيرَ الغرقِ في بحرٍ هائجِ الشهوةِ.
جسدُكِ المشعُّ يَمتصُّ كتلةَ الظلامِ في غرفتنا الدكناء على سريرٍ حنونٍ حيثُ حلمتاك الصادقتان تؤكدانِ طعمَ الكرزِ قُبيل القِطاف.
إبطاكِ القطنيان يُسبِّحُ بملمسهما لسانٌ صَدوقٌ.
خَصرُكِ الخائفُ يشهقُ ولا يُغاث الاّ بطوقٍ نحيلٍ فوقَ ردفيك المراهقين يقسمهما خيطٌ خريفيٌّ ينكشفانِ في صبيحةٍ رَحيمةٍ.
أصابعكِ فتيةٌ مؤمنونَ يطوّقون كفيَ الكافرَةَ بسياجِ اليقين.
ركبتاك العنيدتان ترشدان النورَ الى فخذيكِ المتسلطّين، فيما عانتكِ الزغباءُ تصغي للفرجِ المكتنزِ بعافيةِ النكاحِ يعلنُ عطشَه البعيدَ.
أظفاركِ العقيقُ يتناوبُ على صقلها صبيانُ الصاغةِ المبهورين بفتوّةِ ساقيكِ المتشبثتين بطفولة الجلدِ الأنيق.
الفجرُ الأرعنُ يتناهض في فراشه الدافئِ.
تباركتْ رعونتهُ الحميدةُ ونحنُ نصقلها بما تدلّى من ذيلِ الظلمةِ المارّة بصُحبتنا الخرساء.

لن نتحدث!
أعلمُ أن لسانكِ السعيدَ يُمنطقُ الصمتَ، ويربي طائرَ الكلام كي يلتقطَ حبّاتِ حكمتهِ، بحكمةٍ، من أرض السؤال.
فدعي جسدَينا يتجاذبانِ قسطهما من حبلِ الصدقِ في فتنةِ ليلٍ قصيرٍ.



* عن كيكا



.

Pierre Olivier Joseph Coomans 1816


.
 
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...