نعيم عبد مهلهل - كافافيس الشفاه الايروتيكية

الى الشفاه الايروتيكية حيث علينا أن ندركَ شهد الكلمات بعاطفةِ نساءٍ من عشبٍ ووردٍ ولبن العصفور.
الى دمعةِ الماس والإحساس والرقة المصنوعة من قمح الفقراء وأناشيد الهنود الخضر .
الى نبيٍ لا يسرقه ضوء عينيكِ .
الى كافافيس صديقي .
هذا المديح يشبهه تماما .
حين تصير الايروتيكيا خد ذكر ...
تلميذ سقراط ...
وآمر سرية في جيش الإسكندر.!
حاسر الرأس في فضاء الكلمة المعنى يبحث عن جدوى أن نولد مدركين بقائنا من عدم اللحظة .
وعلينا أن لا نجعل هذه الغرفة المظلمة التي تصنع العالم .
البقاء ليسَ في فتنةِ ليلكِ اليوناني فقطْ ، ولا في لحظة إغفاءة كاردينال من الفاتيكان أو في نعاس الملكة الإغريقية .
النقاء أيضا في لحظة الشرود عند سومرية نستها الأيام في متاهةِ الخُوذ وزمزميات الجنود ، ونشرت لأيروتيكا حظه العاثر أمنيات الفضاء القديم .
لكن .
ليس للزقورات أن تبثَ عطر الرمل وشجون الالهة . والمجندة الامريكية تعبث في أعضاء الاله الداخلية .
كافافيس يكتب قصيدته الآن
وهو يدرك اللذة مع نعومة الأصابع .
بل يدركُها حين تبكي اور .والعذارى الجميلات يتمزقن كالثياب الخفيفة من دخان المدافع .
الى ضفة من بنفسج عينيك ( اتمناك .)
ويقول أيضا لبائه الخضار على ساحل البحر : اتمنى هذا النص عربة غجر وقرنفل وشيئاً من مساء بعطارد
عندها ..
رغبتي صلاة بكنيسة .. وحبي لكِ ، شرشف سريره ضوء روماني.
وعند ينابيع صدرك .
أهل أثيوبيا يشربون بالغلايين قصائد رامبو .
العالم ( زهرة رمان ) ...وبقية الكون ورقة توت .
وسيكون الدفء الذي فيك ..
جمرة في سعادة حقل .
زرعهُ أبي وهاجر .
أعطاه الله بعده لضحكتك الفلاحية .
جميل هذا المساء .
حافية القدمين ترسم للطين حضارة قلبي
وليلها نسيم تحت أجفاني
وعلى صدري تمشي قبلاتها .
هو ( كافافي ) .......
الملاك الايروتيكي الأحمر
وانا فحل الفجل ..
هي ....موسيقى المانجا .
وأنا ذاكرة الريح .
كلما دعكتها بالقبلات
لمعانك يطفئ الشموع .
وفي ظلمة ليلتك الساهرة .
الفيلسوف وعالم الذرة يكتشفان الحياة الاخرى .
تلك التي لاتُترم فيها خواطرنا من عصا الفقر
إيتها المرأة .. أيها الشاعر اليوناني صديقي:
لاأعرف لماذا انت في كل لحظة علامة أستفهام . ولكل مبتدأ خبره المستتر .
ونحن في طفولة امسنا البعيد كانت امهاتنا عبارة عن وضوح مشرق .
الآن حبيباتنا ، غموض من يورانيوم ولغز صيني .
الدائرة مدورة ..ولكن حين تصيبها العين ماذا تصير ؟
لغز قديم ..
أنت تعرف الحل .
تصبح قبلة باردة .
من البرد أصنع القمر
ومن القمر أصنع المطر
ومن المطر اصنع الغرق .
ومن الغرق .......تيهُ موسى يذهب بنا سنغافورة .
هناك لنا شجرة أنناس عشيرتها في بابل .

2

ايروتيكا ...يا كافافيس
سعادة البنفسج تشبه قدح الشاي
الحمار يصفر بناي المقهى متمتعا براحة يوم الأحد
الحمامة تنشر قمصانها البيض على حبيل الغسيل
الجرو يلعقُ ذيلهُ بمرح الوفاء
وأبي في قبره يحل لغز لحظة الحساب وأسئلتها المتكررة .
الخير الى الفردوس
والشر الى الجحيم
وانا وانت الى ليلة وسريرين بطول المحيط الهادئ.
أنا معي جارية أفغانية .
وأنت معك الذي تريده.............!

3

قصيدتك الوردية بلون وردة الحلم ودمعة الجرح العميق وقياس معطف النزهة الشتائية.
عنقك . جبل في الشام . وأسطورة غرام . ورقصة زوربا.
لسانك . خيط دخان . ورعشة مدفأة نفطية . وقماش بدلة عرس . وكلام درويش يعرف ربه .
همستك . قيصر ، وعطارين الفلفل ، وصباح في طنجة .
ايروتيكا اجمعها في صباح دهشتك يا كافافيس.
وأتأملك بإتقان .
ومن سيولد من هذا العشق .
سنسميه مجنون ليلى ...


طنجة مايس 2006

.
Charles Landelle
(1821-1908)
صورة مفقودة
 
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...