نعيم عبد مهلهل
كاتب
تطبيقات في الشعر الايروتيكي
نعيم عبد مهلهل
أنها ازلية الرؤي التي مسحت بأجفان الضوء والكلمة والشعور علي باطن الذاكرة الانسانية وصنعت صدي النص الشعري الأول، هذا الذي الذي يمضي الي المنتهي لكي يجد في جمالية اللحظة تجديد للوجود.وقديما كان الشعر يوازن اللحظة المطلقة في جعل البشر اكثر اقترابا من الفردوس.وهو ما ظل قائما حتي زمن متصوفة بغداد ودمشق وبخاري والشرود الذي سكن عمر الخيام ليقول: آن لحظة غيبة دائمة لاتعود إلا مع حنان القصيدة. عودة رسمت شكلا ميتافيزيقيا للرؤيا التي قاد علي هداها المتصوفة حربهم مع الذين يعيبون عليهم انهم يغيبون من ادني لحظة حس.وكانوا يجدون في المكان ذائقة لبدء المعركة من خلال اناشيدهم لمحاكاة من يودوه من نقطة (دكة)الجامع وصولا الي النقطة المضيئة في العلا القصية.وكان الشعر هو سهاهم التي يطلوقنها الي هناك مقيدون بفكرة مشعة ونداء منغم مع نبضات قلوبهم فصنعوا صيرورتهم من ذلك الاحساس الكبير الذي مكنهم ليكنوا اباطرة لتشتت الروح المضيئة بالهيام والغرام والتودد. انهم يكتبوه ليكونوا.مغامرون اشداء للتوثب من اللحظة الحارة الي الفورة المشتعلة باثر المكان والزمان والخاطرة.وهو ماصنع منه الفلاسفة رؤاهم وحكمهم واستنتاجاتهم لخلق المسار المفترض للمشي البشري الصحيح.
حتي قيل ان الفلسفة في رسالتها الخالدة وجدت من الشعر وقود ومضة العبارة الدالة. وربما ما كان ينصح فيه بياجيه مرضاه عندما يصل الي درجة اليأس قوله:اذهبوا الي سونيتات شكسبير.
ظل الشعر حارس الفنار والابدي المهيمن علي شواخص الزمن.وكان منذ ان هبطت حواء بمحفة الدمعة مع بعلها ادم ع يمثل الحاجة لتكون رغبة نمت بعد حين لتصير رسما علي جدار كهف ثم حجرا لبناء بيت ثم صولجانا لتنصيب ملك ثم كاسا نذريا لإقامة قداسا في المعبد.انه اذن بدء التحولات والهاجس الاول لصناعة المعني في الشعور.وكان اهل سومر قد تركوا مأثر وجدانهم علي الالواح علي شكل قصائد فولدت الاساطير ومضت تبشر برؤيا الحاجة للوجود القائم والخالد.وحتما ملك اوروك في سيره الطويل الي نبتة الحياة كان ينشد شعرا ليتصبر علي وعورة الطريق واهواله وبعد المسافة.
يظل الشعر يسعي لتبرير خلق الوجود بهذه الفنتازية المتعددة الصور والسابحة في أنواء فضاء نتعلق به كبندول برج الكنيسة ولا يشدنا إلي نقطة الثبات سوي قانون الجذب، وهو (أي الشعر) صانع ماهر لما تريد أن تنتجه دواخلنا المكونة أصلا من مجموعة أحاسيس قابعة في زاوية ما وتنتظر لهذه الوثوب إلي الضوء حيث ينتظرها عنوان عريض لشاهدة قول يطلق عليها اصطلاحا (القصيدة).
يشغل الشعر مساحة الذهن دون تواجد كتلوي أما هو مجرد رؤية لتخيل مشهد أو وقيعة أو ردة فعل إزاء ما نتعرض له، وهذا الأشغال لا يتواجد عند الجميع، أنما حافز التملك متوارث بقدرية طبيعية تنمو مع الموهبة والمثاقفة وهناك ما يدعوه أرسطو (المحفز القادم من العلا) وما يعتقده محي الدين ابن العربي أنه (المؤثر الساطع، وجوده فن، وصناعته جنون، وفي النهاية نحن له بسجود لأنه مصنوع وليس مطبوع، ومن صنعه الذي أوجد فينا هذه اليقظة) وحتما هو يقصد اليقظة القدرة الإلهية كما يقصد ذلك الفيلسوف أرسطو.
يرسي الشعر أنماطا من التخيل تتعدد ألوانها وأغراضها ولكنها في النهاية تقع ضمن دائرة الشعاع الإلهامي للخيال البشري ومن خلاله نقدر علي استحضار لحظة الغياب والتمتع بما تملك من جمال في يريق المعني وموسيقي الكلمة وفي هذا المدار المتخيل نضع أنشودة المطر لبدر شاكر السياب أنموذجا، فهي واحدة من بواكير الحداثة الشعرية العربية المتميزة والمليئة بشحنة العاطفة الجديدة وربما هي بهاجسها الوجودي مثلت واحدة من مقتربات صحوة الحداثة لما حفلت القصيدة بشكلها الجمالي وموسيقاها العميقة وروحها التي رسمت في مأساتها الصورة المستعادة للحزن الإغريقي أو دمعة أيوب وحزنه الأسطوري.
ليس للشعر وطن رغم أنه أكثر بقعة في الكون تحتوي علي خرائط لتضاريس لا تحصي ورغم هذا تشعر أن كائنا كالشعر ربما آتي في لحظة بدء كوني من كوكب أخر ليسكن الأرض ويرينا شجن أن يرتقي المرء بوجوده إلي مكان آخر غير هذا المكان المحصور بين قطبين. قطب في الجنوب وقطب في الشمال.
يأتي الشعر عندما نصاب بأستباق ما لحقيقة أن نكون تحت تأثير خد مشفرة الرغبة للتلاوة وليس القول وتراهم (أي الشعراء) ينساقون لنمط معين من شعور لا يتجانس مع الرابط الحياتي، أي انهم يهيمون بفضاءات تتحرر فيها احساسات الواقع لتبدو شيئا أخر فيه من الهلوسة والارتقاء بالمكان والكلمة الشيء الكثير، انهم يتلون الموسيقي من الأفئدة فيما يتلي الموسيقيون الموسيقي من آلات متعددة ولهذا كانت روح الشعر تبدو مثل هيجان الجسد حين تتحرر من ذاكرة اللحظة لتنصب كلمات وبحور علي الورق ومتي تنتهي مودة التواصل بين الرغبة البعيدة واللحظة الأرضية تنتهي القصيدة إلي خاتمة قد يدخل عليها فيما بعد تصحيح وتعديل وحذف وإضافة لكن لحظة التوهج والخلق الحقيقي مرت ولن تعود
أفكر ببوذا..وبوذا يفكر بي. وما بيني وبينه كالذي بين صفاء النبع والمشاعر الغامضة. أنه يفكر بكونية الشعر وأنا أفكر بكينونة الرغيف والرصاصة وما بيننا يبدأ بسؤال أجابته تبدأ:كن معه وتعلم من حركة أجفانه)
وما بعد ذلك فلكل مسار محطة يتكأ عليها بعد رحلة التعب، ورحلتي مشتغلة بهيام اللحظة ومستعيرة شغاف فم الأنثي وساعية لتكوين إمضاءات الوصل علي جسد الجملة، فما يقوله الصامت يردده ألف لسان.)، تلك رؤية بوذا للعالم مستنار بالإشارة ومستندة إلي أزل من ميتافيزيقيا الميكانيك ما يدور يتحول في الأخر إلي موج بحور.
أقف عند تلك الرؤية، أتخيل فيها ما يمكن أن يحل بنا لو أن الأرض لم تحو الفلاسفة والقديسين والأنبياء. سنكون يبابا، يشتبك فينا هوس المنجنيق وفوهات المدافع فيما لا يدخل الشعر موائد الصفاء ولحظة السكر أو انطلاق ما في الذات من الشجن اللوعة إلي رمش يتغازل مكرا مع حزمة ضوء تحت شفتي أمراه جميلة. ومودة شعر لا تمل حتي بإنجاب الأنبياء مادام القول الكريم يقول (أن من البيان لسحرا).
وعلي أديم الكلمة المشعة كيراعة تتحرك رغبة القول في إنسانيتنا ونحاول أن نجد مدركا لما نقوله فنلوذ بالصفاء الذي يمتلكه الأخر ومنهم العزيز بوذا. والبوذية أحد غنوصيات العالم القائمة علي تجريد الذات من كل محفزات وأشكال دنيويتها، إنها التعالي والذهاب إلي عالم لا ذرة تراب فيه تجبرك علي مسح العوالق ولاصدي كلمة مشوشة تحتاج إلي تفسير، إنها روح مدورة وتتحرك في محيط سديم من التأمل وقراءة الأفكار أخري. وماهي الأفكار الأخري: أنها (خليط من لذة نصنعها بإيعاز من غيب لانراه ولكننا نحسه يتحرك بين أصابعنا وفي خفقان قلوبنا، وفي نومنا نراه مثل فلاح البستان قادم إلينا بسلة الثمر). لهذا فأنه قائم علي لحظة التأمل بقدرة حسه ولاأثر للجسد أو القوة، ما تمنحه لنا طاقة الروحية هو ما تمنحه السماء البعيدة لمن يختار هذا المنهج، من هكذا نبع تأتي الأفكار وتهيمن علي موجودنا وهذا في حكم القدر والتقدر يحتاج إلي تمرين صعب. ذلك أنك حين تود تنشئة الذائقة علي سياحة الذهن ورقته عليك أن تنزع جسدا وتلبس أخر وهو ما تسعي إليه البوذية تماما وما يفكر به الراقد تحت ظل نخلة المني ينتظر تدفق موسيقي الزمن الذي أمامه وفي رجاء أسطوري يتمني أن تسكت كل البلابل ويبقي الذي يتمناه وحده مغردا في سياحة العاطفة وصناعة الكلمة وتأويل الحلم إلي افتراض وجوده هائما وسابحا في ذاكرة الشعر التي نلبسها بياض الثوب وبياض النية وبياض التصور..
يقول غاستون باشلار:ان الأمكنة تخلق سحر القصيدة بحسيتها وربما مكان سقوط الدمعة اجمل مثال لذلك:
يمضي هاجس باشلار الي الدمعة، ومعها يمضي هاجسي الي الشعر. الشعر الذي يُحلينا الي متعة الروح قبل متعة فهم كلام المغزى. إنه معني أَن تكتشف، ومعني أن تعيد بناء بيت الذاكرة ومعني أن تقود خطاك صوب الافق الأوسعَ من أجنحة ضوء العتمة التي تريد بها أن تصنعَ من تخيل الأغماضة ماتود أن تمتلكه (الوطن، الوردة، المرأة، لحظة صفاء البال. وسياحة الميتافيزيقيا). فهو أي (الشعر) رؤيا لما قد نراه في أطياف الكلام فقط، وعدا ذلك فإنه يبث رؤيته بالشجن والأدراك والوقيعة ليلازمنا ظلاً يبدأ في لحظة طفولتنا المستعادة وينتهي بنا الي إغماضة الأبد الأخير.
وسط هذه الرؤي يصبح أنتاج النص من المكان الممكن الأول في جعل الخيال الطافح كائناً علي ورقة، يمتلك المشاعر والمشاهدة والبوح والمعني، وبتلك الأشياء يبدأ الشاعر صنع كائناته وتسويقها لمن يدرك إنهم معه في الفهم وفك مشفرة المشاعر والتضامن. فمن دون آخر، لايمكننا أن نصنع احساسنا بجمال. دون أمكنة نرتديها قمصاناً لصباحات نستقبلها بقراءة مفترضة ومتخيلة لانقدر أن نكمل يومنا الي آخر نبدأ منه من جديد.
الأمكنة لحظة أرضية يدركها الشعر حين تفترض لحظة ما، أن عليك أن تبتعد عن بساطة وجودك، ليأتي التخيل منقادا بما تحس او تري، وكلها بإسقاطاتها المتعددة تخلق هاجس الكلام وفكرته (غرفة، موسيقي، حرب، منفي، حب خاسر، طائر في قفص، إنفصام شخصية، بوح طافح بكل شيء، رؤيا متصوفة، سُكر، خيانة، نجوي). كلها تستقر في مربع ضوئي في مرآي المخيلة لتطلق بعد ذلك فراشات الضوء الي حديقة الورقة أو شاشة الحاسوب، ليكون جماعا، وهذا الجماع ينتج، وليبدأ مشوار أزمنته بين الذكورة والانوثة، والغريب انه يبدأ بحجم دمعة ولينتهي بحجم جبال الهملايا، ربما اكثر، إذا قدر للقصيدة أن تذهب من مكانها الي درب التبانة. إذن.المكان خطوة النص الي الطريق الذي يريد أن يسلكه والمكان الذي يتمني أن ينتهي اليه، كما تنتهي خطوة الجندي بعد مفارقته صخب الحرب.
هذه الخطوة التي تُقرأ بمستويات لاتحصي من الفهم يعدها آرسطو خيالا ًمتعدد الإتجاهات، ولكنه في النهاية هبة من ربات السماء، ويعتقدها أرثر رامبو ملائكة يمنحونا الوحي لاننا نتأملهم من خلال نافذة البحر غير عابئين بفوضي البحارة. فيما يشكل مكان استقرار الشعر وانتقاله هاجس نفسي قلق ومحسود كما عند السياب حين يستقر مكان الشعر فيه بكتاب ليحسده بعد ذلك كقوله: باليتني اصبحت ديواني لافر من صدر الي ثان... قد بت من حسد أقول له ياليت من تهواك تهواني....!
إذن انتهي مكان الشعر ليكون صدر امراة. فأين تنتهي أمكنة الشعر عند اولئك الذي نفترضهم من خلال نتاج ما يحلمون به ويمطروه علينا حبرا من دموع القصيدة وموسيقاها.
نقرأ رؤي الشعر من خلال أمكنة تتحول عندها بتحول ميتافيزيقيا المهجر والنأي والتفكير بصناعة عالم جديد، عالم ليس فيه سوي عطر مانريد أن نمنحه للآخرين وأن نُخلص اليائسون من مرارة انهم لم يسمعوا الشعر بقدر مايسمعون الفقر والحرمان والعوق الذي يصنعه الحظ السيء للشعوب المبتلاة، بالزنوجة وأمراض الصحاري والغابات الاستوائية وإمبريالية مايكروسوفت.
هذه مقدمة مختصرة ومبتسرة لهاجس مشروع كتابة قصيدة أتت به مشاعر من موسيقي اللحظة التي تسكننا في غفلة عن الذي يحدث في عالم تأدلجه مزاجات الدبابات والساسة والطفرات الشعرية المتعالية والرموز الورقية وبعد الذي يجالبهم حظ الشهرة في غباء الموهبة...
اضع الكتابة الشعرية عند مستوي وعي ما يكمن في العمق الذي امتلكه.افكر في لحظة الأعتقاد ان الوعي الحسي هو وعي تصنعه نبؤة لاتقدرها لحظة واعية انما الصدفة هي من تضعنا عند الكلمة الولي من النص..لهذا سأجانب الوعي واتركه يخوض نقاشات المقهي واسعار الخضروات والصوابين والكتب وادخل في قيلولة انتظار القصيدة الساحرة.تلك التي تمنحني هيجان الوعي وأنفجار غدة العطر في دماغي ومن ثم تحولني الي رخ هائل يحمل سندباد الكلمة وشهرزاد الحكاية الي مدن اساطيرها بهجة النساء وارغفة خبز الفقراء وحزن الفلاسفة ومضاجعة الجنرلات لخطط المعارك.
انها قصيدة سقراط والبحتري واخمانوتوفا والبياتي وكافافيس الذي كنت دوما أضع صمتي في صراخه الداخلي وبهجته السرية فأكتشف ان الشعر مذاقا لطعم يترواح بين كل درجات التذوق (مالح،حلو،حامض، مج، ماصخ (ليس فيه ملح ولاسكر أي بدون طعم)...
يضع كافافيس القصيدة عند عدة مستويات من باطنه السحري، ويعيد فيها بنا الغموض الذي يعتريه من أثر شهوات بعيدة، لهذا يأتي نصه بهيمنة انفعالية ولكن يصاحبها سر غامض من لذة موسيقية هادئة لتنبئك ان الشاعر يكتب ليستحضر وليس ليقول عنه الآخرون انه كتب قصيدة.لنه في بهجة ليله وقيلوته وسره العميق لم يفكر يوما ما ان ينتبه له العالم ويضعه جنبا الي جنب مع شيلر وشكسبير وبول فاليري ورينيه شار.كان يكتب لانه يعتقد ان حواسه وحاجته مشدودة لزمن ابعد حتي من ريشة الموؤرخ وسيف المحارب الهليني.كان يدون في قصائده سيرة لزمن خفي وبهجة غامضة لشيء هو قد لايدرك خفاياه إلا من خلال ما يريد ان يستحضره فيكتب نصوصه القصيرة ولكنها تضج بانفعالات تعجز عن استحضاراها مئات كتب الشعر...
كنت في الرؤيا الشعرية اضع كافافيس في مخيلتي عندما اريد ان اقود شموعي الي ليلة فتنة النص.وكنت احيط عرشي الذي افكر من خلاله بهالات لاتحصي من الاشكال المفترضة. لهذا تاتي مئكة الالهام تحمل مع ابتساماتها الطاقة التي تدفعني الي التجاسر لأعريها ومن ثم انسج علي مساحات اجسادها المرايا سطور القصيدة، وربما هذه المقاطع التي تاتي تطبيقا لهذا الهاجس المسكون بدهشة العقل والحرف والخُبل يمثل تطبيقا للحظة المعاشة، تلك اللحظة التي تدركنا قبل أن ندركها، وتسكننا قبل ان تسكننا، وتهيم بنا قبل أن نهيم فيها:
(تطبيقات شعرية لهذا الخُبل وما تمنحه لنا مرايا أجساد الملائكة.
(1)
من علل التفكير بالشيء الجميل..إن الهوي في دعابة الشوق يصير غيمة.كلما تمطر.المطر بدون حياء يخلع قمصانه ويرمي سعادته علي افواه الفراشات...!
(2)
النشوء بدء عندما ابتدأ خلق البشر في الجنة ونزلوا الارض.منذ تلك اللحظة.دونَ القدر اسمك في سجلات من سيولدون بعد ازمنة وقرون وحضارات.وحتما كان هناك اشارة وسهم بين اسمك واسمي، لأني ايضا سأولد معك في ذلك الزمن.وهذا مايسمي في معاجم الفقه:القدر الولادي لعصفورين.!
قدر اعتبر صدفة الفيس فيه سعيدة لان اشراط صداقة الوطن في عيون واحدة من اميرات اور وبابل وعفك تساوي عندي اغواء الف شقراء من نساء برلين.!
(3)
الشجون لغة العيون.فيما لغة المرايا موسيقي المشط...!
(4)
يقول المتصوفه...الآمال غاية المعذب بهواه.فهو يصنعها لتطعمه الرز مع النور.والخبز مع الشفتين والدمعة مع رعشة اليدين...هذه الغاية فيَّ محاولة جعل الأمال تصالحا مع الآتي من الزمن.وحتما ذلك الآتي سيأتي بعربة الذهب الاسطورية وانت السندريلا القادمة من اساطير العراق، التي تجلسين فيها...
امي ستضحك من هذه الحكاية.وتقول:عشقك شقيٌ ايها الولد!...
(5)
قد يعتقد البعض أن عبادة الحبيب اشراكٌ وكفر.لكن الأمر غير هذا.ففي لوعة الشوق لواحدة مايجعلنا نسمي ونردد ونهمس حتي مع خيال القمر:تعالِي ايتها الملكة، أن سفينة نوح وصلت ومازلتِ بدلالكِ الاغريقي تتأملين جسدكِ امام المرآة!...
(6)
اذوب في سكركِ.اعطش في زمزمكِ.ابرد في فرنكِ.ارتعشُ في حضنكِ.اتأوه في موسيقاكِ...ونهاية المطاف اموت في حياتكِ.انها سيرةٌ ذاتية لنجمةٍ كَحلتْ رمشها بالموسيقي وتقدمتْ بطلبِ وظيفة:عارضةُ ازياءْ!...
(7)
الشجن من علل الروح.ومن سعادة الروح.أنها وقت الوسائد تتحول الي نخلة تهز رطباً لواحدةٍ تصنعُ من شفتي حبيبها خبزاً لكل جياع العالم!...
يقول شاعر فرنسي اسمه بيير جان جوف: الجوع قاس كالنساء العاريات. حملت هذه العبارة واسكنتها كتبي الشعرية.فقط لأقول لكم.كان الجوع نبياً ، ولم يعتنقه سوي الفقراء.......!
(8)
ما أردت سوي.ما أراد،هذا الذي عاشرني بمودته وغضب بغيرته ورماني بصدره عندما حربي معه.قبلتهُ المدفع. ورصاصة العشق.وشظية اللهاث.انا من اول خواطر طفولتي، خاطرة تقول:حربي معك انني عشقتك.ونسيت فروض المدرسة..........!
(9)
كلما القدرية تصبغ اجفانك بلحظة موعد لغرام يد بيد وشفتين بشفتين.انقاد كما عصا الاعمي الي ارصقتك البلور..اتمدد عليها.واترك للمارة تغطيني باجفانك الدافئة...!
(10)
نزل الوحي في سرير المطر...أطربتهُ غفوتكِ..وسكنه نعاس الطريق، ولكنه تمالك يقظته.و دون تحت أجفانك هذا القول المأثور: قبل أن تلبس الغيمة قميصا وتضع كحل البرتقال علي أجفانها، وقبل أن تقبل السنبلة غرام الفلاحات، قبل ان يبتكر بيكاسو صلعته الخضراء ويغوي بها كل غجريات اسبانيا..قبل ان يأتي لينين بقبعة البطاطا ويملأ بها بطون الروس.وقبل أن يعلن عرفات دمعة كوفيته الحمراء..كنت أنت علامة فارقة مثل شامة علي خد واحدة ارادت اغواء نبي من أهل الشام..فأهداها كتابا من بريق قلبه.فكنت اجمل جملة في دعاء الفقير لخبزته........!
(11)
هي بهجتك.من يطعمها غيري ويريق عليها الماء إن عطشت وإن سكنت دمعتها شفة الحزن بكبرياء قيصر...عندها قميصي امزقهُ والبسهُ الريح ولأجلكِ اصير نورسا ومركبة فضاء وسندباد صبغ جفنيه بخجل اسطورتك.واليك اتقدم وامد كفاً من الجوع والعشق والمرايا واهمس: انظري فيها ايتها الفل،كم يريد هذا المتصوف ان يصنع من عينيك اهرامات جديدة ؟
الشرقيات وانت منهن.هن اهرامات احلامنا وجنائنا المعلقة.والسنونو الذي ترك شتاء البلطيق وجاء الي دفء نظراتكن الساحرة..!
(12)
دع. مايدع.والبس ماتخيطه الوردة ذوقا للفراشات بعرسها..وانزع عندما الغيمة بشهوة تفاحة تهمس فيكَ.بدنكَ معطراً بأنوثتي.لاتتأخر وأطعن فؤادك بقبلتها.......!
في انتشاء ما حدث قالت:
حسبتك من أهل عطارد.عندما طرقتَ الباب.وعندما فتحته.فاجئني وجهكَ.فقد كنا مولدين معاً....!
(13)
جدلا نكون...جدلا نصعد الغيمة وتمطر فينا تساؤلاتها.جدلا نكتب لنكتشف ما تخبئه الحروف في ثيابنا.جدلا نولد ونكبر ونموت في لحظة نريد فيها فردوسا بحجم حناننا الذي نخدقهُ علي شفاه الورد...
جدلا نؤمن بالله وبالكتب وبالرغيف وبالثورة وبالغرام وبالسريالية وبموسيقي باخ وبتهوفن...
جدلا نجلس عند بوابات الدمعة نحسب المارة واللائي ينتظرن حضهنَ في عربات القطار والتروماي..
جدلا..مسكتُ تفاحتكِ واشتهيتها وقضمتها.فهبطت من سقف بيت الطين..الي قاع نهديكِ..
فكان البركان وكان السُكرُ وكانت الصلاة..!
(14)
شاحب الوجه لايشبه شاحب الروح.فشحوب الوجه قد ينتهي بخبر سعيد او رشفة ماء.لكن من يمسح شحوب الروح اذا احست بوهن من جفاء واحدة....؟
(15)
الشِعرُ حاجة روحية. والشَعرْ حاجة الأصابع لتمرير المشط.ومابين الشِعرْ والشَعرْ سوادَ الحِبرْ.واحدٌ نصبغُ فيه.والآخر نكتبُ فيه..!
(16)
الصباح يؤرخ يومنا الجديد.والليالي تؤرخ ذكرياتنا القديمة..!
(17)
اذهب الي نافذة علي البحر.فأجد آمالي تمسك ذاكرة يوليسيس. ليس كل روما تحن الي الروماني، فهناك متغير يصنع أوطاناً أخري، ولهذا حَملُ الوطن في المنافي دائما يورثنا المشقة.
ولكنها مشقة بطعم خاص....!
(18)
جميل ان تقول: تهون...غدا يفتح البحر نافذة امل اخري لطيران النوارس..!
وجميل أن تقول: اكون...حتي لايعبر فوق خواطرك كعب عالٍ وبغيرته المعروفة يكسر زجاج نوافذ قصائدك..!
فالنورس طائر يدلفُ البحر وعينيه علي الارض.لأنه يعرف إن مكتبيٌ ينتظره ويريد أن يطبع صورته علي بطاقات البريد....!
(19)
يسكننا الشعر.بالرغم من الازحام الذي يسكن اجسادنا من اثاث وقدور طبخ وكتب ووسائد واطفال يردون رضعات حليب واجهزة موسيقية. انه بين كل هذه الفوضي يختار مكاناً هادئاً تحت اجفاننا..!
(20)
اشتهي أن اقضم التفاحة الحمراء.عندما لااجد ثورة تجتاح جسدي....!
(21)
بدون وطن.حتي القمر يكون ليله بهيماً..!
(22)
النجم الذي يعطش في الليل.يسقيه نعاس النساء.والشمس التي تعطش في النهار يسقيها عرق جبين الكادحين. والدمية عندما تعطش.لن يسقيها سوي احمر شفاه من قبلة طفل لها.أمي عندما تعطش لن تسقيها سوي صورتي المعلقة علي الجدار...!
(23)
حشرت لهفتي فيك من خلال عبارة واحدة.ضع لسانك علي لساني لنكون ابكمين...!
وبرؤيا أجمل لتلك الوقيعة سأقول لك:مدي لسانكِ لأقطعه بلساني........!
(24)
الصوفي الحقيقي.هو الموسيقي الحقيقي الذي غزل من الضوء جملته الفاتنة في هوي من هو فوق رأسه..!
(25)
من أنت حتي أكون أنا.ومن أنا حتي أكون أنت...لقد اتلفنا الروزنامات عند حافة الخجل..
وما كان بيننا قبضة ريح وغمامة عابرة..
أنت اردتيني.وانا استجبت.
وفي محنة الشفتين..
اصابني خرس عينيك..وهربت بعد ذلك......!
هذه رومانسية مصنوعة من نستلة المارس..
تذوقها سارتر بشهوة..فمنحنا حلوياته الوجودية......!
(26)
لك وحشة عندما تحضر..ولك وشم عندما تغيب...
لك وردة في بهاء الخاصرة تنبت كما طعنة الشوق لواحدة دمعتها حبة كرز...
واحدة صنعها الله من غرور المجانين..
كلما تمزقت ثيابهم بشهوة الضوء..
منحوا المدن غرامها المستحيل......!
(27)
المرأة الفاتنة.!. في العيون شاهدة لفتنة نظرتك البرتقالية..
غدا يتدلي الثلج من شفاه الارز..
فيطعمه جمالك بلقطة سينمائية...
لحظتها...
قمر في نعاس البحر سيخلع ثوب النوم..
ويتمني حوتٌ يلتهمه!...
(28)
لاتشاهد من يريد أن يراك.اغمض عينيك وأتركه يشعر انكَ ناظره.لحظتها خجلكَ يصير مرايا..وهي تتحول الي وردة في كأس عصير!...
(29)
اذا.اتيت. سأشرع بابا للمفاجأة واريقه في فنجان قهوتي...
أتذوق فيه رحيق اللحظة موسيقي الرمش وغاية من مدن عينيك تفتح للبحر رؤي جديدة عن هاجس ان تكون المراة هاجس اممي يذكرنا برغبة التصالح بين البوارج وقراصنة البحر.بين الديك ودجاجته المدللة.بين المتطرف والمسالم.بين الاغنية والمذياع القديم...
بين كل شيء..
لقد اضفت عينيك في البومي طابعا وبريدا وساعيا يفتش عن عناوينك بين الكواكب.........!
(30)
حافية.افكارنا.عندما معانيها سائبة...
وعندما تشرب دهشة المعني..سترتدي اشواقنا مجاريبنا..........................
هذا ما كان يفكر فيه افلاطون وقد هيء حلمه لكتابة الفصل الاول من جمهوريته...
أحيانا.من دهشتي ببلاغة صمتكِ..
اريق العسل علي نهديكِ. وانتِ تريقينه علي افواه جياع اطفال العالم!...
المانيا 2016