أدعكُ المصباحَ، فيغوصَ الجنيُّ
شعر: مؤمن سمير . مصر
الحروفُ انتصَبَت يومها
بيني وبينكِ ..
أَمَا كان أجملُ
أن أرفَّ بعَيْني كذئبٍ ممزقٍ ..
أَدُسَّ ارتعاشكِ
تحتَ عِظامي ..
وأفَحَّ بزَبَدي
: أَخرِجيني مني ..؟!
أَوَكُلَّما عميتُ فينا
لا تَطْلُعي ؟!
.. حليبُكِ
وأَلْسِنةِ النارِ ..
آباركِ والحَفَّارينَ تحتَ التلِّ ..
بَصَّاتكِ المخفيةِ جنبَ البَظْرِ ...
................
..........
أَمَا كانَ أحلى ...؟
(1)
ربما
تفوتَ الحَماماتُ ،
على الهواءَ يُصفِّرُ تحتَ الإبطِ
.. فيَمُرَّ
شجرٌ
ويلهَثُ ذئبٌ ..
(2)
ملابسُكِ الخفيفةُ
تصيرُ غابةً
كلما تجلدينَ ظِلِّي
كلما تُضئُ عيونُ الرحَّالةِ
بالكنزِ ..
(3)
القُبْلَةُ شَدَّت روحَ الأسلافِ
وأنتِ تَحُطِّينَ عَدْوِي
في نقطةِ التقاءِ الجَنَاحَيْنِ ..
من سحبةِ
القيامةِ ،
أنقذتُ إصبعي ..
فشافَ فحيحكِ
حاناتٍ
ومُندسِّينَ
.. بأمركِ ..
(4)
تُمشطينَ ذاكرتكِ
فوقَ لساني
فيتشقَّقَ الجِلْدُ ..
.. والفأسُ يدورُ
ويثقبُ صلابةَ الخبيئةِ ،
بالنورِ
المُعَتَّقِ ..
(5)
.. ثمَّ لأنكِ خبَّأتِ شتاءَ النافذةِ
بينَ سَاقيْكِ ،
سَالَت الجداولُ
على الظَهْرِ المشقوقِ ،
فَفاتَهُم السِرُّ ..
(6)
ماذا في أصابعكِ اليومَ ..
تفوتُ عَبْرِي
فتطلُعَ ثوراتٌ
وسَحَرةٌ طيِّبونَ
ونَسيمٌ ..
.. وكذا أصابعي التي تجوسُ في العَماءِ
يشتدُّ تحتها البركانُ
وتهرولُ غابةٌ
وتقولُ ابتلعيني يا أمُّ ...
(7)
أَدْعَكُ المصباحَ
فيغوصَ الجِنيُّ ..
[/plain]