النائِمة
تَعَرّت ونامت كالملاكِ يَضُمّها
نسيمٌ من البحرِ الرحيبِ عَليلُ
وجادَت على الفرشِ الوثيرِ بجسمها
فأدركَ أنّ المُستحيلَ هَزيلُ
وحاصرهُ وجدٌ تتالت جيوشهُ
فأصبحَ دمعاً كالجنونِ يسيلُ
وأما الغطاءُ المستنيرُ بنورها
بخيلٌ بما ضمّت يداهُ بَخيلُ
فإن غافلتهُ واستدارت بنومها
أُزيحَ وشقّ العتمَ نهدٌ جميلُ
وَساقٌ كما الأحلامُ في رحلةِ الهوى
يَطيبُ عليها إذ تبانُ الرحيلُ
أحاطت برفقٍ أختها وتنعّمت
وليسَ بِسرٍّ أن يَحِنَّ النخيلُ
دعتني إليها شامةٌ في غِنائها
حنينٌ وحُبٌّ جارفٌ ودليلُ
فما ذنبها كفّي إذا ما تبحّرت
بفيضِ عطاءٍ من كريمٍ يكيلُ
وأحسبُ أن الشِّعرَ باركَ وجهتي
فمنهُ تبدّى في الشتاتِ السبيلُ
ولمّا أفاقت حاورتني بِغنجِها
وذاكَ حديثٌ آخرٌ وطويلُ
(من ديواني أوراق نساء)
Email: hazemdahi1982@yahoo.com