تسلّلتُ ذاتَ مساءٍ كطيفٍ = إلى بيتِ ( لميا) أريدُ الوصالا
وكانَ الظلامُ شديداً كشوقي = وفي لفتةٍ منهُ صرتُ خيالا
أجسُّ الطريقَ بكفي رويداً = تَجنبَ صوتٍ يثيرُ السؤالا
وأعرفُ ( لميا) تريدُ مجيئي = فقد كان وعداً وقالت تعالا
ولمّا تبينتُ أن لا رقيب = دخلتُ وكانت تقيدُ اشتعالا
وقالت تأخرت يا روح روحي = وهمّت تقبّل ثغري ابتهالا
وراحت تخفّفُ مما اعتراني = فتلمسُ خدّي وتعطي المجالا
وباحت بسرٍّ فورّدَ صدري = وأعطت من الناهدين الغلالا
وقالت تعالَ إليّ وخذني = فرحتُ أضمّ الجمال امتثالا
وحينَ حباني البريقُ فضاء = هممت بحزنٍ أشدّ الرحالا
وودعتها آملاً بلقاء = مثيرٍ كهذا يفيض جمالا
وكانَ الصباح استفاق قليلاً = ويبدو.. ستمطرُ شِعراً زلالا
* حازم شحادة: شاعر وكاتب قصة قصيرة من سوريا
.
LUDWIG KARL GUSTAVE RICHTER
صورة مفقودة