أُعاتبها من فيضِ شوقي لوجهها = فتدنو بِغنجٍ كالمُحالِ وتبعدُ
تثورُ بي الدنيا وألمحُ وهجها = ومن ثمّ أبكي ثمّ أبكي وأنشِدُ
تَعالي إلى قلبي ونامي بقلبهِ = كفى من دمائي ما أُريقَ وأشهدُ
وجودي على شِعري جمالاً ورقةً = لأجلكِ روحي بالقصائدِ تولدُ
فتهمسُ سحراً للبعيدِ يقودني = وتبعثُ وعداً بابتسامٍ يؤكّدُ
أصدّقها جهلاً ببحرِ أنوثةٍ = بهِ الموج يرغي دونَ عطفٍ ويُزبدُ
فلستُ أراها غير أني أحسّها = وبستُ يديها غير أنّي أشردُ
كذلك أقضي في انتظارِ وعودها = وتعلمُ أني بالمشاعرِ أُجلدُ
ليسعدها شوقي كأنّه لعبة = تؤجج فيهِ ما تشاءُ وتوقدُ
وأهوى عذابي إن رأيتُ ابتسامةً = على شفتيها أو على ما أعبدُ
هيَ اختصرت كلّ النساءِ بحسنها = فكان نصيبي ما ألاقي وأُجهَدُ
وإنّي لماضٍ في هواي تطرفاً.. = فبالحُبِّ يوماً كالإلهِ أُخلّدُ
* (من ديوان أوراق نساء)
حازم شحادة: شاعر وكاتب قصة قصيرة من سوريا
.
لوحة المرآة
للفنان فرانك برنارد ديكسي
صورة مفقودة