ابن معتوق - ما حرِّكت سكناتُ الأعينِ النّجلِ

ما حرِّكت سكناتُ الأعينِ النّجلِ = إِلاَّ وَقَدْ رَشَقَتْهَا أَسْهُمُ الأَجَلِ
رنت إلينا عيونُ العينِ من مضرٍ = فَاسْتَهْدَفَتْنَا رُمَاة ُ النَّبْلِ مِنْ ثُعَلِ
بِمُهْجَتِي رَبْرَبَ السِّرْبِ الْمُخَيِّمَ فِي = قاماتهنَّ فخفنا دولة الأسلِ
..................................... = قَلْبِي هِلاَلَ نُجُومِ الْحَيِّ مِنْ ذُهُلِ
تَاللهِ لَمْ أَنْسَ بِالزَّوْرَاءِ زَوْرَتَهُ = والليل خامرَ عينَ الشّمسِ بالكحلِ
أَمَا وَزَنْجِ لَيَالِيْنَا الَّتِي سَلَفَتْ = والسّادة ِ الغرِّ من أيّامنا الأولِ
لولا هوى ثغرهِ الدّريِّ ما انتشرتْ = تلكَ اليواقيتُ من عيني على طللِ
وَلاَ شَجَانِيَ بَرْقٌ في تَبَسُّمِهِ = ولا جنيتُ بسمعي شهدة َ الغزلِ
وَلاَ شَجَانِيَ بَرْقٌ في تَبَسُّمِهِ = ولا جنيتُ بسمعي شهدة َ الغزلِِ الْبِيضِ مِنْ قِبَلِ
نَغْشَي النِّصَالِ مِنَ الأَجْفَانِ إِنْ بَرَزَتْ = وَنَخْتَشِيهَا إِذَا انْسَلَّتْ مِنَ الْمُقَلِ
وَيَصْدُرُ النَّبْلُ عَنَّا لَيْسَ يَنْفُذُنَا = إِلاَّ إِذَا كَانَ مَطْبُوعاً مِنَ الكَحَلِ
وَشَمْسِ خِدْرٍ بِأَوْجِ الْحُسْنِ مَطْلِعُهَا = في دَارَة ِ الأَسَدِ الضِرْغَامِ لاَ الْحَمَلِ
شَمْسٍ مِنَ الذَّهَبِ الرُّومِيِّ قَدْ حُرِسَتْ = بِأَنْجُمٍ مِنْ حَدِيدِ الْهِنْدِ لَمْ تَحُلِ
مخمورة َ الجفنِ لاتنفكُّ مقلتها = يردّدُ الغنجُ فيها حيرة َ الّثمل
تحولُ من دونها لجُّ النّصالِ فلو = رامَ الوصولَ إليها الطّرفَ لم يصلِ
خرقت سجفَ الضّيا عنها وجزتُ إلى =كناسها فوقَ هاماتِ القنا الذُّبلِ
قَامَتْ فَعَانَقَنِي ظَبيٌ فَقَبَّلَنِي = بَرْقٌ وَمَالَ عَلَيَّ الغُصْنُ فِي الْحُلَلِ
واسْتَقْبَلَتْنِي بِبِشْرٍ وَهْيَ قَائِلَة ٌ = والذّعر يصبغ منها وردة َ الخجلِ
أما خشيتَ المنايا مكن مناصلها = فَقُلْتُ وَالْقَلْبُ لاَ يُطْوَى عَلَى وَجلِ
لو أتّقي الرّجم من شهبِ النِّضالِ لما = فِي اللَّيْلِ نِلْتُ عِنَاقَ الشَّمْسِ فِي الكُلَلِ
لاَ يُدْرِكُ الأَمَلَ الأَسْنَى سِوَى رَجُلٍ = يشقُّ بحرَ الرّدى عن جوهرِ الأملِ
وَلاَ يَنَالُ الْمَعَالِي الْغُرَّ غَيْرُ فَتى ً = يَدُوسُ شَوْكَ الَعَوَالِي غَيْرَ مُنْتَعِلِ
يولي النّضار إذا ضنَّ الحيا كرماً = وَيَعْصَمُ الرَّأْيَ أَنْ يُفْضِي إِلَى الزَّلَلِ
متوجُ السّمرِ عالي البيضِ مجتمعٌ = مُفَرَّقُ الطَّعْمِ بَيْنَ الصَّابِ وَالْعَسَلِ
قِرْنٌ إِذا ما اكفَهرَّ اْلخَطْبُ سلَّ لهُ = رأْياً كَمُنْصُلِ منْصُورِ اللِّوا البَطَيل
قاني الصّوارمَ مسودُّ الملاحمِ مبـ = ـيضُّ المكارمِ مخضرُّ الّندى الخضلِ
قُطْبُ الْفَخَارِ شِهَابُ الرَّجْمِ يَوْمَ وَغى ً = بَدْرُ الْممالِكِ شَمْسُ الأَرْضِ وَالْحِلَلِ
الْخَائِضُ الْغَمَرَاتِ السُّودِ حَيْثُ بِهِ فَوْقَ النَّوَاصِي الْمَوَاضِي البِيضُ كَالظُّلَلِ
عقدٌ تقلّدَ جيدُ الدّهرِ جوهرهُ = فَأَصْبَحَ الدَّهْرُ فِيْهِ حَالِيَ الْعَطَلِ
قرّت به مقلُ لاأيامِ وابتسمت= بِهِ الثُّغُورُ وَزَانَتْ أَوْجُهَ الدُّوَلِ
هُوَ الْجَوَابُ الَّذِي رَدَّ السُّؤَالَ بِهِ = لِسَائِلٍ مَنْ كَعَبْدِ اللهِ أَوْ كَعَلِي
مُعرَّفُ الْبَأْسِ لاَيَنْفَكُّ تَبْرُزُ فِي = ضَمِيرِ جَفْنٍ بِقَلْبِ الْقِرْنِ مُتَّصَلِ
يَامَنْ يُشَبَّه بِالأَمْطَارِ نَائِلُهُ = أَقْصِرْ فَمَا لُجَجُ الأبْحَارِ كَالْوَشَلِ
أنظر إليهِ ترى ليثاً وشمسَ علاً = وَبَحْرَ جُودٍ بَرَاهَا اللهُ فِي رَجُلِ
هيهاتَ يلقى العلى قرناً يماثلهُ = إلاَّ إِذَا غَضَّ عِيْنَيِه عَلَى حَوَلِ
إذا أعدَّ قسيُّ الجودِ يمَ ندى ً= رمى بسهمِ العطايا مهجة َ البخلِ
مِنَ الأُولَى الْمُكْرِمِي الْجَارِ الْمُلِمِّ بِهِمْ = وَالْمُنْزلِيهِ هِضَابَ الْعِزِّ والْجذَلِ
أَمَا وَبَارِقِ هِنْدِيٍّ وَطَلْعَتِهِ = بعارضٍ من نجيع القومِ منهملِ
لولاكَ حلّتْ بأرضِ الحوزِ زلزلة ٌ = ترمي دعائمَ دينِِ اللهِ بالخذلِ
أتيتها بعد أن كادت تميدُ بنا = وَكَادَ يُقْرَعُ سِنُّ الأَمْرِ بِالْخَبَلِ
قَرَّتْ بِحُكْمِكَ حَتَّى قَالَ قَائِلُهَا = قُدِّسْتَ يَا عَرَفَاتِ الْمَجْدِ مِنْ جَبَلِ
ثَقَّفْتَ مَيْلَ قَناة ِ الْمُلْكِ فَاعْتَدَلَتْ = قَسْراً وَقَوَّمْتَ مَا بِالْحَقِّ مِنْ مَيلِ
كمْ قَدْ رَمَى إذْ نَفَى الأَعْرَابُ مَجْدَكَ في = قَوْسِ الْخِلاَفِ سِهَامَ الْغَيِّ والْجَدَلِ
فَلَمْ تُصِبْكَ وَمَا أَشْوَتْ سِهَامُهُمُ = بَلْ أَثْخُنَتْهُمْ جِرَاحُ الْخِزْيِ وَالْفَشَلِ
سلّوا من البغي سيفاً فانتضيتَ لهم = حِلْماً أَعَادَ حُسَامَ الْبَغْيِ في الْخِلَلِ
أَلْقَيْتَ فِيهِمْ عَصَا الرَّأْيَ الْمُسَدَّدِ إِذ = ألقوا إليكَ حبالَ المكرِ والحيلِ
تا للهِ لو لم يُردّوا عن ضلالتهمْ = لأصبح الجيشُ فيهم أوّلَ السّفلِ
فاصلح بتدبيركَ السّامي فسادهمُ = واسدد برأيكَ ما تلقى من الخللِ
أنت الرّجاء لرفع النّازلاتِ بنا = إِذْ يَكْشِرُ الدَّهْرُ عَنْ اَنْيَابِهِ الْعُضَلِ
قَدْ خَصَّنَا اللهُ مِنْ تَقْدِيسِ ذَاتِكَ في = سمحٍ يجلُّ عن الأندادِ والمثلِ
مَوْلاَيَ لاَبَرِحَتْ يُمْنَاكَ هَامِيَة ً = على الموالينَ في غيث النّدى الهطِلِ
أمطرتنا خلعاً حتى ظننتُ بها = قد أمطرتنا عيون الوبلِ بالبدلِ
شكراً لصنعكَ من غيثٍ همى فبدا= رَوْضُ الْحَرِيرِ عَلَى الأَجْسَامِ وَالْمُقَلِ
لقد كفى العيد فخراً أن يقالَ بهِ = هنّيت يا سيّدَ الأيامِ والأزلِ
العيد في العامِ يومٌ عمرُ عودتهِ = وَاَنْتَ عِيدٌ مَدَى الأَيَّامِ لَمْ تَزَلِ
إِنْ كَانَ يُدْعَى بِعِيدِ الْفِطْرِ تَسْمَيَة ً = فَأَنْتَ تُدْعَى بِعِيدِ الْجُودِ والْخَوَلِ
فَلْتَهْنَ غُرَّتُهُ منْ بِشْرِ وَجْهِكَ في = هلالِ تمٍّ بنورِ الفضلِ مكتملِ
واستجلها حرة َ الألفاظِ واحدة ً= بِالْحُسْنِ تَسْمُو جَمَالَ السَّبْعة ِ الأُوَلِ
فَلاَ بَرِحْتَ بِأَوْجِ الْعِزِّ مُرْتَفِعاً = تجرُّ ذيلَ المعالي من على زحلِ


.
.





صورة مفقودة
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...