نقوس المهدي
كاتب
في قيظ الصيف وعز الظهيرة كان يبدأ بحثه الأيروسي.
يتجول وحيدا في الغيطان المزروعة المترامية
حول الترع وعلى ضفاف المصارف
بين النخيل وأكوام التبن
في غابات الذرة الصيفي وتحت أشجار السيسبان والكافور.
يراقب التعاريش والأخصاص
يتلصص بين تيجان الزهور الحمراء والوردية للنباتات الشيطانية التي تنمو على حواف الترع والغيطان
يباغت حقول الأرز المغرقة بالماء والرشاش الضخم لماكينات الري التي تترك وقت الصهد وحدها ترسل نعيرها العالي في الفضاء .
بعيدا عن القرى والبيوت والنفس الآدمي المحبوس في ظلال الجدران يظل كمجنون بلا مأوى
يبحث عن فتاة وحيدة تمارس الجنس ذاتيا مع نفسها
أو فتاة خلعت ملابسها تحتضن الترعة كي ترطب بدنها الفائر بالحرارة
أو امرأة هجرها زوجها تضاجع كلبا أو أي حيوان آخر
أو امرأة تبحث عن جذر البطاطا لزوجها المريض كما في رواية " الحرام " .
كان كذكر نخل أرهفه قيظ الشمس
أو كرمح يطعن رحم الفضاء
أو كسارية مفرطة الطول تذبح بكارة السماء الزرقاء ..
..............
..............
وذات مرة وجدها
كانت تخلع ملابسها وابتسمت لما رأته
وضعت جلبابها جانبا ومدت له ذراعيها
وهو الذي تجمد لم يكن يصدق عينيه وهو يتحرك باتجاه جسمها العاري
ولم يكن يصدق نفسه وهي تستسلم لطعنات رمحه
ولم يكن يصدق أذنيه وهو يسمع رهزها وبكاءها من اللذة
كان يدق بابها بعنف عندما أحس بجسدها يحتضن جسده كله
جسده كله يلج كاملا جسدها كله
جسدها يستوعب جسده وجسده يتحول جنينا في جسدها
وهو مغمض العينين يخشى فتحهما
وهو يفتحهما لا يرى شيئا من سكر اللذة في رأسه
يفتح عينيه ويغلقهما وهو يشعر بلذة أكبر من فعل ذلك
لذة حركة جفونه ولذة ظلام الرحم ذي الماء المسكر
ظل يفتح عينيه ويغلقهما
يفتحهما ويغلقهما
يفتحهما ولم يستطع أن يغلقهما
سمع بدلا من بكاء اللذة صوتا مألوفا :
ـ أصحى يا رضوان .. يخرب عقلك ..
وجد نفسه نائما في أحد الخلجان
الماء يغطي بدنه كله ما عدا رأسه وذراعيه اللذين تعلقا بحافة جسر جاف .
لم يكن " رضوان " يحلم
لكنه لم يتعرف على امرأة حلمه التي وجدها منذ ساعات
دقائق
لا يستطيع أن يحدد
فرّت لما أحست بقادم
اختفت
تلاشت
الحقيقة الوحيدة التي يلمسها " رضوان " بيديه هو أن هذه المرأة لا يمكن ألا تكون من بنات الجن.
هذه الحقيقة التي لم تخف عليه لم تدهشه في الوقت نفسه أو تسبب له ذعرا كان شعوره بلذة التجربة أقوى من أي دهشة أو ذعر .
وظلت لذة التجربة تلسعه فيما بعد
حتى بعد أن أفزعت الناس أحواله فنصحوا أهله أن يزوجوه
وزوّجوه
كانت اللسعة تشتعل في ذكره وبالذات لو أرسلت الشمس سعيرها إليه
كان دائما في قيظ الصيف وعز الظهيرة يبدأ بحثه الأيروسي .
.
Yuri Klapouh
(1963, Ukrainian)
يتجول وحيدا في الغيطان المزروعة المترامية
حول الترع وعلى ضفاف المصارف
بين النخيل وأكوام التبن
في غابات الذرة الصيفي وتحت أشجار السيسبان والكافور.
يراقب التعاريش والأخصاص
يتلصص بين تيجان الزهور الحمراء والوردية للنباتات الشيطانية التي تنمو على حواف الترع والغيطان
يباغت حقول الأرز المغرقة بالماء والرشاش الضخم لماكينات الري التي تترك وقت الصهد وحدها ترسل نعيرها العالي في الفضاء .
بعيدا عن القرى والبيوت والنفس الآدمي المحبوس في ظلال الجدران يظل كمجنون بلا مأوى
يبحث عن فتاة وحيدة تمارس الجنس ذاتيا مع نفسها
أو فتاة خلعت ملابسها تحتضن الترعة كي ترطب بدنها الفائر بالحرارة
أو امرأة هجرها زوجها تضاجع كلبا أو أي حيوان آخر
أو امرأة تبحث عن جذر البطاطا لزوجها المريض كما في رواية " الحرام " .
كان كذكر نخل أرهفه قيظ الشمس
أو كرمح يطعن رحم الفضاء
أو كسارية مفرطة الطول تذبح بكارة السماء الزرقاء ..
..............
..............
وذات مرة وجدها
كانت تخلع ملابسها وابتسمت لما رأته
وضعت جلبابها جانبا ومدت له ذراعيها
وهو الذي تجمد لم يكن يصدق عينيه وهو يتحرك باتجاه جسمها العاري
ولم يكن يصدق نفسه وهي تستسلم لطعنات رمحه
ولم يكن يصدق أذنيه وهو يسمع رهزها وبكاءها من اللذة
كان يدق بابها بعنف عندما أحس بجسدها يحتضن جسده كله
جسده كله يلج كاملا جسدها كله
جسدها يستوعب جسده وجسده يتحول جنينا في جسدها
وهو مغمض العينين يخشى فتحهما
وهو يفتحهما لا يرى شيئا من سكر اللذة في رأسه
يفتح عينيه ويغلقهما وهو يشعر بلذة أكبر من فعل ذلك
لذة حركة جفونه ولذة ظلام الرحم ذي الماء المسكر
ظل يفتح عينيه ويغلقهما
يفتحهما ويغلقهما
يفتحهما ولم يستطع أن يغلقهما
سمع بدلا من بكاء اللذة صوتا مألوفا :
ـ أصحى يا رضوان .. يخرب عقلك ..
وجد نفسه نائما في أحد الخلجان
الماء يغطي بدنه كله ما عدا رأسه وذراعيه اللذين تعلقا بحافة جسر جاف .
لم يكن " رضوان " يحلم
لكنه لم يتعرف على امرأة حلمه التي وجدها منذ ساعات
دقائق
لا يستطيع أن يحدد
فرّت لما أحست بقادم
اختفت
تلاشت
الحقيقة الوحيدة التي يلمسها " رضوان " بيديه هو أن هذه المرأة لا يمكن ألا تكون من بنات الجن.
هذه الحقيقة التي لم تخف عليه لم تدهشه في الوقت نفسه أو تسبب له ذعرا كان شعوره بلذة التجربة أقوى من أي دهشة أو ذعر .
وظلت لذة التجربة تلسعه فيما بعد
حتى بعد أن أفزعت الناس أحواله فنصحوا أهله أن يزوجوه
وزوّجوه
كانت اللسعة تشتعل في ذكره وبالذات لو أرسلت الشمس سعيرها إليه
كان دائما في قيظ الصيف وعز الظهيرة يبدأ بحثه الأيروسي .
.
صورة مفقودة
Yuri Klapouh
(1963, Ukrainian)