قد بلغتك خطا المهرية الرسم = دار الأحبة فاشكر نعمة النعم
كرائم وهبت مسراك ما لبست = وهن مثلك بين السهل والحرم
لو كنت تنصف ما أرغمت آنفها = ولا خضبت الحصى من خفها بدم
يا نوق عذرا فإن الشوق كلفني = إلى الحبيب بمسرانا فلا تلمي
ما لي ولا لك بعد الدار من أرب = هذي الظباء وبيت المورد الشبم
من كل مخطفة الأعطاف مثقلة = الأرداف ناعمة الأطراف كالعنم
كأنما الثغر يهواها إذا خطرت = مثلي فيلثم منها موطىء القدم
كأنما الموت يجري في محاجرها = وكل لحظ رسول طالب بدم
يا أهلها قد كفتكم في صيانتها = حمل الرديني والصمصامة الخذم
وشاحها معدم والحجل مقتدر = مثر كذاك اختلاف الرزق في القسم
كأنما هي من لين ومن ترف = ماء تجسد للأبصار كالصنم
إياك يا در عن لألاء لبتها = وارجع إلى اليم والأصداف والظلم
ولا تقل إنني من جنس مبسمها = فأنت توجد بالأدنى من القيم
عشق الغواني وعشق المجد مشتبه = وإنما الفرق بين الناس بالهمم
فعين هذا تراعي وصل غانية = وعين موسى عن الإسلام لم تنم
الأشرف الملك الوهاب مبتدئا = شم الأنوف بما فيها من النعم
نال العلى بيد بيضاء ما برحت = من فوق كل يد أو تحت كل فم
الله أكبر كم رزق وكم أجل = يجريهما بين حد السيف والقلم
ما الموج إلا التطام البحر من حسد = له ولا البرق إلا خجلة الديم
يا موقد النار للأضياف من كرم = وموقد النار للأعداء من نقم
فكم لسلمك من نار على علم = وكم لحربك من نار على علم
السيف مثلك طلق الوجه مبتسم = = إذا اكفهرت وجوه الخيل والبهم
ما بين حر من الخرصان مضطرم = ولج بحر من الماذي ملتطم
هنالك البيض تفري الهام من شره = وتكرع السمر في الأكباد من قرم
هناك إن نفيس النفس معتقد = أن البقاء له في حيز العدم
بكر المعالي نفور قط ما أنست = إلا لبذل نوال أو لسفك دم
شرفت أيوب يا موسى كما شرفت = بالمصطفى نفس إبراهيم في القدم
أعدت للدين والدنيا وساكنها = عصر الشبيبة بعد الشيب والهرم
جود هو البحر أغنى الخلق كلهم = فيه فقرب بين الناس كلهم
أنا الذي شملتني منك عاطفة = فما أقول على ما فات وا ندمي
غرستني بيد أثرى ثراي بها = فاقطف ثمار جني الشكر من كلمي
واسعد بعيد رزقت الناس كلهم = فيه ففزت بأجر الناس كلهم
.
صورة مفقودة
ronai