ابن مليك الحموي - بدا يختال كالقمر المفدى

بدا يختال كالقمر المفدى = مليح الخصر أحسن من تبدى
تثنى مفردا كالغصن فاعجب = لقتر بالتثني صار فردا
غزال مقلتاه الاسد صادت = متى قالوا الظباء تصيد أسدا
يعربد سيف ذاك اللحظ منه = وقد اضحى بقيم علي حدا
ومن عجب تصديه لقلبي = وأعهده صقيلا ما تصدى
تلثم بالهلال فلا عجيب = بشمس ضحى الجمال اذ تردى
مليك الحسن سطان البرايا = له اضحت ملاح العصر جندا
له من شعره رايات حسن = وقد عقدت له الاصدغ بندا
علام بها بضل كليم قلبي = وقد آنست من خديه وقدا
له مقل صحاح ناعسات = كستني في الهوى سقما وسهدا
يريني حين هجران هواه = ومن فيه يريني الريق بردا
بعارضه اقول ووجنتيه = وأجعل خضرتي آسا ووردا
نهيم بجلنار الخد حتى = يرى رمان ذاك الصدر نهدا
حكى ظبي النقى جيدا ولحظا = ويحكي غصنه هيفا وقدا
ولولا الخصر والارداف منه = لما اشتقت الغوير معا ونجدا
اروم وصاله فيروم هجري = واطلب قربه فيزيد بعدا
فهلا رقة بعديه قلبي = كما لي خصره بالقسم اعدى
اذا ما زارني منه خيالٌ = وبات معانقي زنداً وزندا
لئمت مواطىء الاقدام الفا = والفا بعدها وازيد عدا
وان لم يرض بالاقدام لثما = لثمت فما حلا منه وخدا
وانثرها دموعا كالالآلي = تكاد بجيده ينظمن عقدا
فمه يا مرشدي في اللوم عني = فلا بلغت فيما رمت رشدا
ودعني في الغرام امت هوانا = ليحيى من زكا جدا وجدا
جواد في المكارم حاز سبقا = وكم اسدى لنا نعما ورفدا
يعد سؤال مستجديه ودا = كما ترك السؤال بعد حقدا
اذا وفد الوفود عليه يوما = يقول لوفده حييت وفدا
على بسط الندى طبعت يداه = كما خلقت لقبض السيف قصدا
بجزر عدا ومد عطا ارتنا = فديت يدا حوت جزرا ومدا
ببالغ في الهبات لسائليه = ويعطيها مضمرة وجردا
له فيما بأيدي الناس زهد = وفيما في يديه اشد زهدا
يدور السعد حيث تشا يداه = ولا عجب له ان صار عبدا
هبات يمينه لم تحص عدا = وكيف القطر يحصى ان يعدا
سداد الرأي لو رام انتسابا = لكان لرأيه يعزى ويسدى
لنا ما زال يخلف ما اضعنا = ولم يخلف لنا حاشاه وعدا
فمن ليث الشرى انضى وامضى = ومن غيث السما اسدى واندى
فيا مولى سما درج المعالي = وساد على الورى فخر ا او مجدا
وجود جداك صيرني غنيا = وكنت فتى فقير الحال جدا
فكيف اخاف بعد نداك فقرا = وقد أخذت يداك على عهدا
فحسبي من يديك عطا وبذلا = وحسبك من فمي شكرا وحمدا
وخذها قينة عذراء بكرا = عروسا لم تكن لسواك تهدى
ولم تر موضعا للنقد فيها = ومن شأن العروس تريد نقدا
بلغت الحمد فيك اليوم علماً = بأنك في العطا لم تبق جهدا
اتتك بحسن عاقبة تهني = وعاقبة جزاها لا يؤدى
فدم واسلم وعش لا زلت مولى = على العبرا تحوز المجد فردا
ولا برحت لك الرزقاء طوعا = تحد عنانها والدهر عبدا


.
 
أعلى