مالك بن المرحل السبتي - اللهُ أكبرُ في منارِ الجامعِ

http://www.banimalk.net/file/pic/vb/here.gif
اللهُ أكبرُ في منارِ الجامعِ = من سبتةٍ تأذينَ عبد خاشع
اللهُ أكبرُ للصلاة أقيمُها = بين الصفوفِ من البلاطِ الواسعِ
اللهُ أكبر مُحرماً وموجهاً = وجهي إلى ربي بقلب خاشع
الحمدُ للّه السلامُ عليكمُ = آمين لا تفتح لكلِّ مخادعِ
إنّ النساءَ خدعنني ومَكَرْنَ بي = وملأنَ من ذكر النساءِ مسامعي
حتى وقعتُ وما وقعتُ لجانب = لكنْ على رأسي لأمر واقعِ
واللّهِ ما كانت إليه ضرورة = لكنَّ أمرَ اللّه دونَ مُدافعِ
فخطبْنَ لي في بيتِ حُسنٍ قلنَ لي = وكذبنَ بلْ هوَ بيت قبحٍ شائعِ
بكراً زعمن صغيرةً في سنّها = حسناءَ تُسفرُ عن جمالٍ بارعِ
خَوْد لها شعرٌ أثيثٌ حالكٌ = كالليلِ يجلو عن صباحٍ ساطعِ
حوراءُ يرتاعُ الغزال إذا رنتْ = بجفون حشفٍ في الخمائل راتعِ
تتلو الكتاب بغنّة وفصاحةٍ = فيميلُ نحوَ الذكر قلبُ السامعِ
بسَّامةٌ عن لؤلؤ متناسق = من ثغرها في نظمه المتتابعِ
أنفاسُها كالراح فُضَّ ختامها = من بعد ما خُتمت بمسكٍ رائعِ
غيداءَ كالغصنِ الرطيب إذا مشت ناءَتْ بردفٍ للتعجل مانعِ
تخطو على رِجْلي حمامة أيكة مخضوبة تُصبي فؤاد الخاشعِ
ووصفنَ لي من حُسنها وجمالها = ما البعضُ منه يُقيم عذرَ الخالعِ
فدنوتُ واستأمنتُ بعد توحّش = وأطاعَ قلبٌ لم يكن بمطاوعِ
فحملنني نحو الوليّ وجئنني = بالشاهدين وجلد كبشٍ واسعِ
وبغرفة من نافع لتفاؤلٍ = واللهِ عزَّ وجلَّ ليس بنافعِ
فشرطنَ أشراطاً عليَّ كثيرةً = ما كنتُ في حملي لها بالطائعِ
ثم انفصلتُ وقد علمتُ بأنني = أوثقت في عنقي لها بجوامعِ
وتركنني يوماً وعدنَ وقلنَ لي = خذ في البناءِ ولا تكنْ بمدافعِ
واصنعْ لها عرساً ولا تحوج إلى = قاضٍ عليك ولا وكيل رافعِ
فقرعتُ سنّي عندَ ذاك ندامةً = ما كنتُ لولا أن خُدعت بقارعِ
ولزمنني حتى انفصلتُ بموعدٍ = بعد اليمين إلى النهار الرابعِ
فلو انني طلّقتُ كنتُ موفقاً = ونفضتُ من ذاك النكاح أصابعي
لكنْ طمعت بأن أرى الحسن الذي = زوّرن لي فدممتُ سوءَ مطامعي
فنظرتُ في أمر البناء مُعجّلاً = وصنعتُ عُرساً يالهامِنْ صانعِ
وطمعتُ أن تُجلى وأبصر وجهها = وتقرُّ عيني بالهلال الطالعِ
فذكرنَ لي أن ليسَ عادةُ أهلها = جَلْوَ العروس وتلك خدعةُ خادعِ
وظننتُ ذاكَ كما ذكرنَ ولم يكنْ = وحصلتُ منه في مقام الفازعِ
وحملنني ليلاً إلى دار لها = في موضع عن كلِّ خير شاسعِ
دار خراب في مكان موحش = ما بينَ آثار هناكَ بلاقعِ
فقعدتُ في بيتٍ صغير مُظلم = لا شيءَ فيه سوى حصير الجامعِ
فسمعتُ حساً عَنْ شمالي مُنكراً = وتنحنحاً يحكي نقيقَ ضفادعِ
فأردتُ أن أنجو بنفسي هارباً = ووثبتُ عند الباب وثبةَ جازعِ
فلقيتهنَ وقد أتينَ بجذوةٍ = فرددنني وحبسنني بمجامعِ
ودخلنَ بي للبيت واستجلسنني = فجلستُ كالمقرور يوم زعازعِ
وأشرنَ لي نحو السماء وقُلنَ لي = هذي زويبعةُ وبنت زوابعِ
هذي خليلتُك التي زوجتها = فاجلس هنا معها ليوم السابعِ
وتهنأ النُّعمى التي خولتها = فلقدْ حصلتَ على رياضٍ يانعِ
فنظرتُ نحو خليلتي متأملاً = فوجدتُها محجوبةً ببراقعِ
وأتيتُها وأردتُ نزع خمارها = فغدتْ تدافعني بجدٍ وازعِ
فوجأتُها في صدرها ونزعته = وكشفتُ هامتها بغيظ صارعِ
فوجدتُها قرعاءَ تحسبُ أنها = مقروعةُ في رأسها بمقارعِ
حولاء تنظرُ قرنها في ساقها = فتخالها مبهوتة في الشارعِ
فطساءَ تحجو أن روثةَ أنفها = قطعت فلا شلّت يمين القاطعِ
صماءَ تُدْعى بالبريح وتارةً = بالطبلِ أو يؤتى لها بمقامعِ
بكماءَ إن رامت كلاماً صوّتتْ = تصويتَ معزى نحو جدي راضعِ
عرجاءَ إن قامتْ تُعالج مشيها = أبصرت مشية ضالع أو خامعِ
فلقيتها وجعلتُ أبصقُ نحوها = وأفرُّ نحو دُجى وغيث هامعِ
حيرانَ أعدو في الزقاقِ كأنني = لصٌ أحسَّ بطالب أو تابعِ
حتى إذا لاحَ الصباحُ وفتحوا = بابَ المدينة كنتُ أول كاسعِ
واللّه مالي بعدَ ذاكَ بأمرها = علمٌ ولا بأمور بيتي الضائعِ
 
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...