نقوس المهدي
كاتب
http://www.banimalk.net/file/pic/vb/here.gif
بِربّةِ الخالِ وَالخلخالِ والحللِ = قَد هِمتُ وَلهانَ في سَهلٍ وفي جبلِ
رَماني السّحرُ مِن أَجفانِها سَحراً = في مَهمَهِ الوَجدِ لِلأَخطارِ وَالوَجلِ
أَكُلُّ سِحرٍ غَدا بِالصّبِّ يَفعلُ ذا = أَم ذا يُخَصُّ بِسِحرِ الجَفنِ والمُقَلِ
تَرنو لِحاظاً فَتَرمي النبلَ مقلتُها = مَكسورة الجَفنِ في كُحلٍ وَفي كَحلِ
فَمن أَصابَت صَريعٌ لا حياةَ له = وَكَم قَتيلٍ بِنبلِ الأعينِ النجلِ
لَو فَوَّقت نَبلَها نحوَ الخليِّ غَدا = يَهيمُ في عِشقِها وَلهانَ غير خلي
بِنتُ الجَمالِ وَذاتُ الحسنِ مُفردةٌ = وَالشّمسُ حسناً بِلا شبهٍ ولا مثلِ
فَحُسنها الجَوهَرُ المَكنونُ حَلَّ بِها = لَكنَّهُ عَرَضٌ في غَيرها فسلِ
كَالضوءِ في الشَّمسِ يَبدو غَيرَ مُنتقلٍ = وَفي الأَهِلَّةِ كَم يَبدو بمنتقلِ
وَلَيسَ يَنفكُّ عَنها الحُسنُ في زَمَنٍ = وَالشّمسُ صَدر النهارِ الشَّمس في الطَّفَلِ
لَعساءُ يُبدي لَنا ياقوتُ مَبسَمِها = درّاً وَريقاً غَدا يَشفي من العِللِ
في اللّونِ وَالذّوقِ ثمّ الطعمَ كانَ لَنا = مِثلَ الزُّلالِ ومثلَ الخَمرِ والعسَلِ
لَمياء في ثَغرِها الحالي يَطيبُ لَنا = عِندَ العِناقِ لَذيذَ اللّثمِ وَالقُبلِ
بِنتُ المُلوكِ أُسود الغابِ في شرَفٍ = وَهيَ الغَزالةُ تُردي مُهجَةَ البطلِ
وَفي ثُريّا العزِّ كانَ مَكنَسها = وَإِنّها الشّمسُ حَلَّت دارَة الحمَلِ
أَرْخَتْ سَوالِفَها كَاللَّيلِ حينَ سَجا = على خُدودٍ تثجي الشَّمسَ بِالخَجلِ
وَأَنفُها بَينَها مثلُ الحُسام بدا = بَرقاً فبرقاً تَوالى غَيرَ مُنفَصِلِ
وَجيدُها فَوقَه شَنفانِ مِن دُررٍ = في كلِّ أُذنٍ لَها شنف تَبيَّن لي
وَقَد تأمّلت فيها جَلَّ خالِقُها = أُجري التفكّرَ في ذا الحالِ وَهوَ جَلي
فَشِمتُ فَوقَ عَمودِ الصّبحِ أَربَعةً = مِنَ البدورِ وكلٌّ خَير مُكتملِ
وَفي كِلا جانِبي ذاكَ العَمودِ لَنا = بَدَت تَلوحُ ثريّا عَنه لم تملِ
عَلِقتُها غادةً خوداً مهفهفةً = حَوراءَ دعجاءَ تزري الغصنَ بالميلِ
تَجَسَّمت وَهيَ روحٌ لا اِرتِيابَ بها = مِن أَكمَلِ الحسنِ في حَلْيٍ وفي حللِ
هَيفاءَ وَهيَ كَخوطِ البانِ مائِسةً = وَقَدُّها الغصنُ في دِعصٍ مِنَ الكفلِ
نَحيلةُ الخصرِ عقدُ العشرِ مِن يَدِها =أَضحى يُمَنطِقهُ لَو غير منتحِلِ
لَو لَم يُعد ضوؤُها شَمسَ الضّحى لَغَدت = أَن لَو أَضاءَت فَمِنها الضّوءُ لَم يَصِلِ
بَليغَةُ اللّفظِ مِن عرباء عارِبَةٍ = وَلَفظُها الدّرُّ في بِدْعٍ ومبتذَلِ
فَلَو تَجَسَّم كانَ الدرّ مُنتَظِماً = وَلَم يَكُ الدّرُّ إِلّا لَفظها العَسلي
فَجَوهَرُ الحُسنِ مِنها كانَ مَنشأُهُ = وَلَم يَكُ الحسنُ فيها غَيرَ مُكتَمِلِ
وَجَوهَرُ العِشقِ مِنّي كانَ مَعدِنُهُ = وَلَم يَكُن عاشِقٌ إِلّا وَيُنسَبُ لي
وَما عَليّ على عِلمي سِوى حَسن = وَلا أَرى حسناً في الدَّهر غَيرَ علي
* عبد اللطيف بن علي بن عبد الكريم بن عبد اللطيف بن زين الدين بن محمد فتح الله الحنفي البيروتي ثم الدمشقي الشهير بمفتي بيروت
بِربّةِ الخالِ وَالخلخالِ والحللِ = قَد هِمتُ وَلهانَ في سَهلٍ وفي جبلِ
رَماني السّحرُ مِن أَجفانِها سَحراً = في مَهمَهِ الوَجدِ لِلأَخطارِ وَالوَجلِ
أَكُلُّ سِحرٍ غَدا بِالصّبِّ يَفعلُ ذا = أَم ذا يُخَصُّ بِسِحرِ الجَفنِ والمُقَلِ
تَرنو لِحاظاً فَتَرمي النبلَ مقلتُها = مَكسورة الجَفنِ في كُحلٍ وَفي كَحلِ
فَمن أَصابَت صَريعٌ لا حياةَ له = وَكَم قَتيلٍ بِنبلِ الأعينِ النجلِ
لَو فَوَّقت نَبلَها نحوَ الخليِّ غَدا = يَهيمُ في عِشقِها وَلهانَ غير خلي
بِنتُ الجَمالِ وَذاتُ الحسنِ مُفردةٌ = وَالشّمسُ حسناً بِلا شبهٍ ولا مثلِ
فَحُسنها الجَوهَرُ المَكنونُ حَلَّ بِها = لَكنَّهُ عَرَضٌ في غَيرها فسلِ
كَالضوءِ في الشَّمسِ يَبدو غَيرَ مُنتقلٍ = وَفي الأَهِلَّةِ كَم يَبدو بمنتقلِ
وَلَيسَ يَنفكُّ عَنها الحُسنُ في زَمَنٍ = وَالشّمسُ صَدر النهارِ الشَّمس في الطَّفَلِ
لَعساءُ يُبدي لَنا ياقوتُ مَبسَمِها = درّاً وَريقاً غَدا يَشفي من العِللِ
في اللّونِ وَالذّوقِ ثمّ الطعمَ كانَ لَنا = مِثلَ الزُّلالِ ومثلَ الخَمرِ والعسَلِ
لَمياء في ثَغرِها الحالي يَطيبُ لَنا = عِندَ العِناقِ لَذيذَ اللّثمِ وَالقُبلِ
بِنتُ المُلوكِ أُسود الغابِ في شرَفٍ = وَهيَ الغَزالةُ تُردي مُهجَةَ البطلِ
وَفي ثُريّا العزِّ كانَ مَكنَسها = وَإِنّها الشّمسُ حَلَّت دارَة الحمَلِ
أَرْخَتْ سَوالِفَها كَاللَّيلِ حينَ سَجا = على خُدودٍ تثجي الشَّمسَ بِالخَجلِ
وَأَنفُها بَينَها مثلُ الحُسام بدا = بَرقاً فبرقاً تَوالى غَيرَ مُنفَصِلِ
وَجيدُها فَوقَه شَنفانِ مِن دُررٍ = في كلِّ أُذنٍ لَها شنف تَبيَّن لي
وَقَد تأمّلت فيها جَلَّ خالِقُها = أُجري التفكّرَ في ذا الحالِ وَهوَ جَلي
فَشِمتُ فَوقَ عَمودِ الصّبحِ أَربَعةً = مِنَ البدورِ وكلٌّ خَير مُكتملِ
وَفي كِلا جانِبي ذاكَ العَمودِ لَنا = بَدَت تَلوحُ ثريّا عَنه لم تملِ
عَلِقتُها غادةً خوداً مهفهفةً = حَوراءَ دعجاءَ تزري الغصنَ بالميلِ
تَجَسَّمت وَهيَ روحٌ لا اِرتِيابَ بها = مِن أَكمَلِ الحسنِ في حَلْيٍ وفي حللِ
هَيفاءَ وَهيَ كَخوطِ البانِ مائِسةً = وَقَدُّها الغصنُ في دِعصٍ مِنَ الكفلِ
نَحيلةُ الخصرِ عقدُ العشرِ مِن يَدِها =أَضحى يُمَنطِقهُ لَو غير منتحِلِ
لَو لَم يُعد ضوؤُها شَمسَ الضّحى لَغَدت = أَن لَو أَضاءَت فَمِنها الضّوءُ لَم يَصِلِ
بَليغَةُ اللّفظِ مِن عرباء عارِبَةٍ = وَلَفظُها الدّرُّ في بِدْعٍ ومبتذَلِ
فَلَو تَجَسَّم كانَ الدرّ مُنتَظِماً = وَلَم يَكُ الدّرُّ إِلّا لَفظها العَسلي
فَجَوهَرُ الحُسنِ مِنها كانَ مَنشأُهُ = وَلَم يَكُ الحسنُ فيها غَيرَ مُكتَمِلِ
وَجَوهَرُ العِشقِ مِنّي كانَ مَعدِنُهُ = وَلَم يَكُن عاشِقٌ إِلّا وَيُنسَبُ لي
وَما عَليّ على عِلمي سِوى حَسن = وَلا أَرى حسناً في الدَّهر غَيرَ علي
* عبد اللطيف بن علي بن عبد الكريم بن عبد اللطيف بن زين الدين بن محمد فتح الله الحنفي البيروتي ثم الدمشقي الشهير بمفتي بيروت