عبد اللطيف فتح الله المفتي - بربة الخال والخلخال والحلل

http://www.banimalk.net/file/pic/vb/here.gif
بِربّةِ الخالِ وَالخلخالِ والحللِ = قَد هِمتُ وَلهانَ في سَهلٍ وفي جبلِ
رَماني السّحرُ مِن أَجفانِها سَحراً = في مَهمَهِ الوَجدِ لِلأَخطارِ وَالوَجلِ
أَكُلُّ سِحرٍ غَدا بِالصّبِّ يَفعلُ ذا = أَم ذا يُخَصُّ بِسِحرِ الجَفنِ والمُقَلِ
تَرنو لِحاظاً فَتَرمي النبلَ مقلتُها = مَكسورة الجَفنِ في كُحلٍ وَفي كَحلِ
فَمن أَصابَت صَريعٌ لا حياةَ له = وَكَم قَتيلٍ بِنبلِ الأعينِ النجلِ
لَو فَوَّقت نَبلَها نحوَ الخليِّ غَدا = يَهيمُ في عِشقِها وَلهانَ غير خلي
بِنتُ الجَمالِ وَذاتُ الحسنِ مُفردةٌ = وَالشّمسُ حسناً بِلا شبهٍ ولا مثلِ
فَحُسنها الجَوهَرُ المَكنونُ حَلَّ بِها = لَكنَّهُ عَرَضٌ في غَيرها فسلِ
كَالضوءِ في الشَّمسِ يَبدو غَيرَ مُنتقلٍ = وَفي الأَهِلَّةِ كَم يَبدو بمنتقلِ
وَلَيسَ يَنفكُّ عَنها الحُسنُ في زَمَنٍ = وَالشّمسُ صَدر النهارِ الشَّمس في الطَّفَلِ
لَعساءُ يُبدي لَنا ياقوتُ مَبسَمِها = درّاً وَريقاً غَدا يَشفي من العِللِ
في اللّونِ وَالذّوقِ ثمّ الطعمَ كانَ لَنا = مِثلَ الزُّلالِ ومثلَ الخَمرِ والعسَلِ
لَمياء في ثَغرِها الحالي يَطيبُ لَنا = عِندَ العِناقِ لَذيذَ اللّثمِ وَالقُبلِ
بِنتُ المُلوكِ أُسود الغابِ في شرَفٍ = وَهيَ الغَزالةُ تُردي مُهجَةَ البطلِ
وَفي ثُريّا العزِّ كانَ مَكنَسها = وَإِنّها الشّمسُ حَلَّت دارَة الحمَلِ
أَرْخَتْ سَوالِفَها كَاللَّيلِ حينَ سَجا = على خُدودٍ تثجي الشَّمسَ بِالخَجلِ
وَأَنفُها بَينَها مثلُ الحُسام بدا = بَرقاً فبرقاً تَوالى غَيرَ مُنفَصِلِ
وَجيدُها فَوقَه شَنفانِ مِن دُررٍ = في كلِّ أُذنٍ لَها شنف تَبيَّن لي
وَقَد تأمّلت فيها جَلَّ خالِقُها = أُجري التفكّرَ في ذا الحالِ وَهوَ جَلي
فَشِمتُ فَوقَ عَمودِ الصّبحِ أَربَعةً = مِنَ البدورِ وكلٌّ خَير مُكتملِ
وَفي كِلا جانِبي ذاكَ العَمودِ لَنا = بَدَت تَلوحُ ثريّا عَنه لم تملِ
عَلِقتُها غادةً خوداً مهفهفةً = حَوراءَ دعجاءَ تزري الغصنَ بالميلِ
تَجَسَّمت وَهيَ روحٌ لا اِرتِيابَ بها = مِن أَكمَلِ الحسنِ في حَلْيٍ وفي حللِ
هَيفاءَ وَهيَ كَخوطِ البانِ مائِسةً = وَقَدُّها الغصنُ في دِعصٍ مِنَ الكفلِ
نَحيلةُ الخصرِ عقدُ العشرِ مِن يَدِها =أَضحى يُمَنطِقهُ لَو غير منتحِلِ
لَو لَم يُعد ضوؤُها شَمسَ الضّحى لَغَدت = أَن لَو أَضاءَت فَمِنها الضّوءُ لَم يَصِلِ
بَليغَةُ اللّفظِ مِن عرباء عارِبَةٍ = وَلَفظُها الدّرُّ في بِدْعٍ ومبتذَلِ
فَلَو تَجَسَّم كانَ الدرّ مُنتَظِماً = وَلَم يَكُ الدّرُّ إِلّا لَفظها العَسلي
فَجَوهَرُ الحُسنِ مِنها كانَ مَنشأُهُ = وَلَم يَكُ الحسنُ فيها غَيرَ مُكتَمِلِ
وَجَوهَرُ العِشقِ مِنّي كانَ مَعدِنُهُ = وَلَم يَكُن عاشِقٌ إِلّا وَيُنسَبُ لي
وَما عَليّ على عِلمي سِوى حَسن = وَلا أَرى حسناً في الدَّهر غَيرَ علي



* عبد اللطيف بن علي بن عبد الكريم بن عبد اللطيف بن زين الدين بن محمد فتح الله الحنفي البيروتي ثم الدمشقي الشهير بمفتي بيروت
 
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...