سئل الإمام أبو الفرج بن الجوزي رحمه الله بأبيات:
يا أيها العالم ماذا ترى = في عاشق ذاب من الوجد
من حب ظبي أغيد أهيف = سهل المحيا حسن القد
فهل ترى تقبيله جائزا = في الفم والعينين والخد
من غير ما فحش ولا ريبة = بل بعناق جائز الحد
إن كنت ما تفتي فإني إذا = أصيح من وجدي وأستعدي
فكتب رحمه الله تعالى الجواب :
يا ذا الذي ذاب من الوجد = وظل في ضر وفي جهد
إسمع فدتك النفس من ناصح = بنصحه يهدي إلى الرشد
لو صح منك العشق ما جئتني = تسألني عنه وتستعدي
فالعاشق الصادق في حبه = ما باله يسأل ما عندي
غيبه العشق فما إن يرى = يعيد في العشق ولا يبدي
وكل ما تذكر مستفتيا = حرمه الله على العبد
إلا لما حلله ربنا = في الشرع بالإبرام والعقد
فعد من طرق الهوى معرضا = وقف بباب الواحد الفرد
وسله يشفيك ولا يبتلي = قلبك بالتعذيب والصد
وعف في العشق ولا تبده = واصبر وكاتم غاية الجهد
فإن تمت محتسبا صابرا = تفز غدا في جنة الخلد.