قصة ايروتيكية عبد الباقي قربوعه - لسعة القنفذة!

عبدالباقي قربوعة

عبد الباقي قربوعه روائي وقاص جزائري.
في صراع لذيذ أبطأ الأفعُوان يستفز القنفذة، يقترب منها حينا، ثم يندفع إلى الوراء حينا آخر، الغريب في هذه الأدغال الحلوة أن لا شيء يوحي بالخوف، كل الأراضي القاحلة والمعشوشبة، كل الأغصان النابضة بالحياة، كل الحواس مستيقظة على آخرها، حتى الشمس التي اختزلها موقف الافتراس إلى بصيص وردي زيف ألوان المكان.

كل شيء محتفل، حتى ذلك الماء البنفسجي الذي حاصره الزجاج، ربما ليحوله إلى طوفان عجيب تحمل منه الأودية والبرك، وتغتسل منه الكائنات النائمة في الأدغال، لا أحد يدري لماذا هذا الأفعُوان يؤجل ابتلاع القنفذة، ولا أحد يدري أيضا لماذا يندفع كل مرة إلى الوراء سريعا، مع أنه يصارع كائنا وديعا مقابل ما يحمله هذا المصارع من سم قاتل.

العجيب في الأمر أن الأفعُوان يزداد انتصابا وصلابة كلما تلسعه خصمته، وعندما تلاحمت الحواس للاحتفال بمتعة الصراع، ابتلعت القنفذة الأفعُوان في سابقة غير معهودة من شراسة غابة الأدغال، ولأن القنفذة خشيت أن يحدث لها مثلما حدث للنحلة تقيأت خصمها، وفضلت أن تُبقي عليه حيّا، لتظل حيّة هي الأخرى فتستمر لذة المبارزة.

أفرغ الأفعُوان سمه كله وخرج يرتجف ذابلا، حتى هي لقفته جذبا بطريقة أعجب، فظهر السم لا هو بقاتل ولا أي شيء، ثم نزل ستار المسرح، وملأت أشعة الشمس المكان، وانضم كل منهما إلى مسرحية الحياة البريئة.
عبد الباقي قربوعه.


.

صورة مفقودة
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...