وجهك الطفولي البريء..
غابة سحرية
تضم كل عجائب الأحلام
تتفجر وديانها
عندما تبكين يا حبيبتي
إن كان بكاء فرحٍ أو حزن،
وجهك مدهشٌ،
بكل الحالات
بكل الفصول
في كل الأزمنة..
رموش حبيبتي شجيرات صنوبر
تطلّ على المياه اللوزية
لبحر جمالها الشرقي..
شفتاها فوهة بركان
ترمي بحممٍ عسلية
وخذّاها..
باقتان من ورد الياسمين
أنفها برجٌ
بهندسة رومانية
والنهد..
كثيب رملي.
إن عصفت صحراؤها
تمسّك نهداها ببعضهما
كطفلين خائفين من فقدان توازنهما
وهما ينزلان الدّرج
كنتُ طفلا..
أجوب حقولك العشبية
وأستريح
خلف أذنك العاجية
أرسمُ
شموسا صغيرة
حول خاصرتك
وأستحم
بشلاّل صدرك
ولطالما،
لطالما نمتُ بكتفك الصغيرة
كنتُ.. أطارد الفراشات بكفيّك
وأُطعم العصافير بين أصابعك
أقفز بين حلماتك الوردية
وأسابق الأرانب بحدائق فخذيك
كنتُ أحب تأمل قصر رُكبتك
وأفتش عن الكنوز قرب صُرّتك
كنتُ أحفظ الأناشيد من فمك
وأعيد كتابتها
على أوراق ذاكرتك
لم أؤمن يوماً بأبراج السماء
كنت مؤمنا بك
مؤمنا بجسدك البلّوري
بلُطفك الناعم كملامحك
بحبك الصافي كمرايا عينيك
مؤمنا
بجمالك، بهدوئك، بروعتك
بكل عجائبك
بالحظ الكبير..
وأنا أحضنك كحمامةٍ
عن صدري ترفضُ أن تطير.
.
صورة مفقودة