قال التلميذ الكارهُ لدروس النحو، الهارب من فصل اللغة العربية،
يقتلنى كل صباحٍ
حرف الجر الى المدرسةِ،
وينزعنى
من فوق سرير الغبطة والاحلام الشتويةِ
ما اجمل ظرف زمان المشى وحيدا
خلف البنت البيضاء
كفل الفجر
المجرورة بالحسرة فى عينىْ عاشقها المتأمل مبهورا ما تحت الثوب الشفاف الواضح بالفعل الفاضح
والفاعل مرفوع بالضمةِ
فوق الصدر الاطرى
من كرة المطاط
ويتقافز ويرج الكون فأرتجّ
واحتجّ
انا عاشقها الموصولُ المفعولُ بهِ
من رفّةِ هدبيها وحنينِ يديها
حين ستُلقى بسلام الورد
وتنهى القلب عن التحليقِ بعيدا
خلف خيال مجنونٍ
وانا ان قالت كن سأكون
وان عزَفتْ فوق كمنجاتٍ
سأغنى بكلامٍ محزون
ياليلُ الصبُ متى غدهُ
والصب المبتدأُ
المبتدِىءُ بصهدٍ
يتحول فى لحظات البوح
الى انسام حريرٍ رقراقٍ راقٍ
والياء نداءٌ
والليل منادى
يتهادى
كزوارق سحرٍ
فى نهرٍ
يتمادى فى الطولِ
متى غدهَ
خبرٌ لا يأتى بجديدٍ
كل الاخبار سواسيةٌ فى الحزن
كأ سنان المشطِ
والقول سديد
و القلب حديدٌ
ان لم يشربْ من كأس محبتهِ
ويصير خيالا
ويدندن
اوراد المحبوب الاحلى والاحْ لى
ويقول الولد المفتون بتقطيع الكلمات
الجزء الاول من احلى
تعبير عن ألم يجتاح الكفين
اذا لامستا نارا
اوداعبتا كرة المطاط على صدر البنتِ
والجزء الثانى تنطقه البنت
فان نطقت بالياء المكسورة معناها لى
هذى اشيائى لى
لا تلمسها من فضلكَ
أو لى الحقُ برّدكَ
او صدكَ
ان نطقتها بالياء المفتوحة فى ادبٍ جٍم
أو غضب محتدمٍ
قد يصل الى حد اللطمِ
على خدّىْ ولد أرعنَ معدومِ الدّم
ولا يرعى حق انوثات البنت وخجل تورّدها
فالمعنى معروفٌ ساعتها
يا أيتها البنتُ الممنوعة
من صرف القلب عن العشقِ
وليس بيدها
ما شرب الولد العاشق من نهر الكوثر
ما معروف موقعها
شربَ
الفعل الماضى المبنىُّ على الفتحِ
الفتح من الفتحةِ
ليس الفتح المودى للرجم وللجَلد النائم فى بطن الشاعرِ
والولد اللم يشرب
كيف يكون الفاعلَ
ياكل عتاة النحو بلغة الضاد العربيةِ؟
ِمن حرف الجر
ونهر الكوثر ممنوعٌ ان يُشرب منه
الى يوم قيام الساعةِ
وقيام الساعةِ تكملة البيت السابقِ
والنهر مضافٌ
والكوثر سيضاف الى من عشِقَ وشفّ وعفّ
ومات شهيدا للعشق الجمرِ
ففكر فى الامرِ قليلا
ياهذا الولد الهارب
وارجع لدروس النحوِ
وقدّم حاءك فى بُح
ستحب النحو وتصبح
شاعرنا الافصح
والانجح
والمفتون بأوزان الشعر
وليس بأوزان كرات المطاط على صدر البنت البيضاء كفل الفجر المجرورة بالحسرة فى عينىْ عاشقها
والخ
الخ
الخ
.
صورة مفقودة