بِنَفسيَ مِن أَمسى يَرنّحُ قَدَّها = مِن الريح خفّاقُ الجَلابيب نافِحُ
تثنَّت فَما أَدري أَغصن أَراكَةٍ = أَم الخَيزرانُ الغَضّ غادٍ وَرائح
مِن البيض لَم يَربح لَدَيهُنَّ عاشق = سِوى حُرَقٍ تُطوى عَلَيها الجَوانح
شَكَت عَبَث الريح الخَفوق بِثَوبها = وَقَد سَطَعت بِالطيب مِنها الرَوائح
تَمدُّ يَدَيها وَهِيَ حانِقَة لِكَي = تَستّر حسن الساق وَالحسن فاضح
تلجلَجَ مِنها المَنطق العَذب وَاِنثَنَت = عَلى خَجَلٍ تحمرُّ مِنها المَلامح
تَلفَّتُ مِثلَ الظَبي في القاع راعَه = مَهالك قَد حَفَّت بِهِ وَمَطاوِح
فَفي الجيد وَالعَينين وَالساق شاغل = وَفي مِعصَميها وَالنُهود مَطامح
وَفي جَفنها الوَسنان سَيف وَسائف = وَفي قَدّها المنآد رمح رامح
.
أديب التقي (أديب محمد سعيد التقي) ولد 1895 وتوفي سنة 1945 بدمشق