ر
رضا البطاوى
من المقولات الشائعة فى الجماعات المتشددة أن كلام المرأة مع الرجل الغريب حرام وهذا القول لا أساس له من الصحة لما يلى من الأسباب :
- قوله تعالى بسورة الأحزاب "ولا تخضعن بالقول فيطمع الذى فى قلبه مرض وقلن قولا معروفا" يبين الله للمرأة أن كلامها مع الرجل مباح بشرطين الأول عدم الخضوع بالقول أى ألا يكون فى صوت المرأة نبرة تجعل الرجل الشهوانى يطمع فى الزنى بها أى بألفاظ أخرى ألا تلين المرأة حديثها مع الرجل والثانى أن يكون كلام المرأة مع الرجل فى المعروف أى فى الخير.
-قوله تعالى بسورة المجادلة: "قد سمع الله قول التى تجادلك فى زوجها وتشتكى إلى الله والله يسمع تحاوركما " فهنا المرأة التى ظاهر منها زوجها كلمت رجلا غريبا هو الرسول (ص) فى أمر الظهار وهذا دليل على إباحة كلام المرأة للرجل الغريب فى الخير
- قوله تعالى بسورة الأحزاب "وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبى "لنتساءل كيف وهبت المرأة نفسها للنبى (ص) هل بالقول أم بالإشارة ؟وقطعا وهبت نفسها بالقول لأن الهبة تكون قولا .,
-قوله تعالى بسورة الممتحنة: "يا أيها الذين أمنوا إذا جاءكم المؤمنات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار" كيف يعرف المؤمنون هنا بإيمان المهاجرات إذا كان الكلام محرم بينهم ؟ هل بالإشارة ؟لو فرضنا صحة التفاهم بالإشارة فكيف ستتم الإشارة مثلا للملائكة أو بالرسل السابقين ؟ بالقطع الإشارة فى التعبير عن الملائكة والرسل السابقين وغير ذلك كالقدر عاجزة ومن ثم فالإمتحان – أى امتحان المؤمنين للمؤمنات المهاجرات – عبارة عن كلام بينهم .
- قوله تعالى بسورة مريم: "فتمثل لها بشرا سويا قالت إنى أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا" هذا الحوار بين مريم (ص) وجبريل (ص) هو حوار بين ذكر غريب وامرأة لأن جبريل (ص) نزل فى صورة بشر – أى "فتمثل لها بشرا سويا" - فلو كان الكلام محرما بين الطرفين ما تكلم جبريل (ص) ولا تكلمت مريم (ص) .
- قوله تعالى بسورة آل عمران: "كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب" هذا الحوار بين المرأة مريم (ص) والرجل زكريا (ص) يدلنا على إباحة الكلام بين الرجل الغريب والمرأة وزكريا (ص) غريب عن مريم (ص) عندى فلم تثبت له صفة القرابة المحرمة للزواج بينهما فى القرآن وإنجيل النصارى المحرف فيه أن مريم (ص) هى قريبة اليصابات زوجة زكريا (ص) ولا يوجد فيه تحديد لدرجة القرابة.
- قوله تعالى بسورة البقرة "لا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء أو أكننتم فى أنفسكم علم الله أنكم ستذكرونهن ولكن لا تواعدوهن سرا إلا تقولوا قولا معروفا" والمستفاد هو جواز كلام الرجل الغريب مع من يريد خطبتها من الأرامل – وملحق بهن المطلقات نهائيا- سواء كان الكلام تصريحا لها على إنفراد أو أمام الناس وجواز أن يتقابلا ليتكلما فى السر بشرط واحد هو قول المعروف وهو الخير يدل على هذا أن الله استثنى من المواعدة السرية مواعدة القول المعروف .
- قوله تعالى بسورة مريم: "ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقى حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير" فهنا الحوار بين الرجل الغريب موسى (ص) وابنتى الرجل الكبير دليل أخر على جواز حديث المرأة مع الرجل فى الخير ولو كان موسى (ص)يعلم أن كلامه مع المرأتين محرم ما كلمهن.
- قوله تعالى بسورة القصص: "وقالت لأخته قصيه فبصرت به عن جنب وهم لا يشعرون وحرمنا عليه المراضع من قبل فقالت هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون" فهذه أخت موسى (ص) كلمت آل فرعون فى أمر كفالة أخيها وقد كانت تعرف شريعة جدها إبراهيم (ص) وهذا يعنى أنها لم تجد فيها شىء يحرم الكلام مع الرجال الغرباء.
- قوله تعالى بسورة الذاريات: "فأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف وبشروه بغلام عليم فأقبلت امرأته فى صرة فصكت وجهها وقالت عجوز عقيم قالوا كذلك قال ربك إنه هو الحكيم العليم" هذه امرأة إبراهيم (ص) تحدثت مع رجال غرباء – هم الملائكة ضيف إبراهيم (ص) الذين نزلوا فى صورة بشر- ولم تكتف بذلك بل ضحكت أمامهم وفى هذا قال تعالى بسورة هود: "وامرأته قائمة فبشرناها بإسحق ومن وراء إسحق يعقوب" وأما الحديث الموضوع الباطل الذى يحرمونه به خروج المرأة من بيتها وكلامها مع الرجل الغريب وهو أن المرأة عورة فإذا خرجت من بيتها استشرفها الشيطان، فهى قول كله جنون حيث يتعارض مع الإسلام ونكتفى بدليلين على بطلانه وهما الأول أن معنى كون المرأة عورة هو أن تغطى جسمها كله حتى عينيها فإذا فعلت فكيف تمشى وهى لا ترى؟ والثانى أن الشيطان ليس خارج البيت وإنما الشيطان فى كل مكان نوجد به بدليل أن جرائم الزنى ترتكب فى بيوت ومنها بيوت الدعارة وبعد ليس العيب أن نفعل الخطأ وإنما العيب أن نستمر فى تعمد ارتكاب الخطأ بعد علمنا به فالله لا يحاسبنا على الأخطاء أى الذنوب وإنما يحاسبنا على تعمدها تعمد سيىء وفى هذا قال تعالى بسورة الأحزاب: " وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم وكان الله غفورا رحيما"
.
- قوله تعالى بسورة الأحزاب "ولا تخضعن بالقول فيطمع الذى فى قلبه مرض وقلن قولا معروفا" يبين الله للمرأة أن كلامها مع الرجل مباح بشرطين الأول عدم الخضوع بالقول أى ألا يكون فى صوت المرأة نبرة تجعل الرجل الشهوانى يطمع فى الزنى بها أى بألفاظ أخرى ألا تلين المرأة حديثها مع الرجل والثانى أن يكون كلام المرأة مع الرجل فى المعروف أى فى الخير.
-قوله تعالى بسورة المجادلة: "قد سمع الله قول التى تجادلك فى زوجها وتشتكى إلى الله والله يسمع تحاوركما " فهنا المرأة التى ظاهر منها زوجها كلمت رجلا غريبا هو الرسول (ص) فى أمر الظهار وهذا دليل على إباحة كلام المرأة للرجل الغريب فى الخير
- قوله تعالى بسورة الأحزاب "وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبى "لنتساءل كيف وهبت المرأة نفسها للنبى (ص) هل بالقول أم بالإشارة ؟وقطعا وهبت نفسها بالقول لأن الهبة تكون قولا .,
-قوله تعالى بسورة الممتحنة: "يا أيها الذين أمنوا إذا جاءكم المؤمنات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار" كيف يعرف المؤمنون هنا بإيمان المهاجرات إذا كان الكلام محرم بينهم ؟ هل بالإشارة ؟لو فرضنا صحة التفاهم بالإشارة فكيف ستتم الإشارة مثلا للملائكة أو بالرسل السابقين ؟ بالقطع الإشارة فى التعبير عن الملائكة والرسل السابقين وغير ذلك كالقدر عاجزة ومن ثم فالإمتحان – أى امتحان المؤمنين للمؤمنات المهاجرات – عبارة عن كلام بينهم .
- قوله تعالى بسورة مريم: "فتمثل لها بشرا سويا قالت إنى أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا" هذا الحوار بين مريم (ص) وجبريل (ص) هو حوار بين ذكر غريب وامرأة لأن جبريل (ص) نزل فى صورة بشر – أى "فتمثل لها بشرا سويا" - فلو كان الكلام محرما بين الطرفين ما تكلم جبريل (ص) ولا تكلمت مريم (ص) .
- قوله تعالى بسورة آل عمران: "كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب" هذا الحوار بين المرأة مريم (ص) والرجل زكريا (ص) يدلنا على إباحة الكلام بين الرجل الغريب والمرأة وزكريا (ص) غريب عن مريم (ص) عندى فلم تثبت له صفة القرابة المحرمة للزواج بينهما فى القرآن وإنجيل النصارى المحرف فيه أن مريم (ص) هى قريبة اليصابات زوجة زكريا (ص) ولا يوجد فيه تحديد لدرجة القرابة.
- قوله تعالى بسورة البقرة "لا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء أو أكننتم فى أنفسكم علم الله أنكم ستذكرونهن ولكن لا تواعدوهن سرا إلا تقولوا قولا معروفا" والمستفاد هو جواز كلام الرجل الغريب مع من يريد خطبتها من الأرامل – وملحق بهن المطلقات نهائيا- سواء كان الكلام تصريحا لها على إنفراد أو أمام الناس وجواز أن يتقابلا ليتكلما فى السر بشرط واحد هو قول المعروف وهو الخير يدل على هذا أن الله استثنى من المواعدة السرية مواعدة القول المعروف .
- قوله تعالى بسورة مريم: "ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقى حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير" فهنا الحوار بين الرجل الغريب موسى (ص) وابنتى الرجل الكبير دليل أخر على جواز حديث المرأة مع الرجل فى الخير ولو كان موسى (ص)يعلم أن كلامه مع المرأتين محرم ما كلمهن.
- قوله تعالى بسورة القصص: "وقالت لأخته قصيه فبصرت به عن جنب وهم لا يشعرون وحرمنا عليه المراضع من قبل فقالت هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون" فهذه أخت موسى (ص) كلمت آل فرعون فى أمر كفالة أخيها وقد كانت تعرف شريعة جدها إبراهيم (ص) وهذا يعنى أنها لم تجد فيها شىء يحرم الكلام مع الرجال الغرباء.
- قوله تعالى بسورة الذاريات: "فأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف وبشروه بغلام عليم فأقبلت امرأته فى صرة فصكت وجهها وقالت عجوز عقيم قالوا كذلك قال ربك إنه هو الحكيم العليم" هذه امرأة إبراهيم (ص) تحدثت مع رجال غرباء – هم الملائكة ضيف إبراهيم (ص) الذين نزلوا فى صورة بشر- ولم تكتف بذلك بل ضحكت أمامهم وفى هذا قال تعالى بسورة هود: "وامرأته قائمة فبشرناها بإسحق ومن وراء إسحق يعقوب" وأما الحديث الموضوع الباطل الذى يحرمونه به خروج المرأة من بيتها وكلامها مع الرجل الغريب وهو أن المرأة عورة فإذا خرجت من بيتها استشرفها الشيطان، فهى قول كله جنون حيث يتعارض مع الإسلام ونكتفى بدليلين على بطلانه وهما الأول أن معنى كون المرأة عورة هو أن تغطى جسمها كله حتى عينيها فإذا فعلت فكيف تمشى وهى لا ترى؟ والثانى أن الشيطان ليس خارج البيت وإنما الشيطان فى كل مكان نوجد به بدليل أن جرائم الزنى ترتكب فى بيوت ومنها بيوت الدعارة وبعد ليس العيب أن نفعل الخطأ وإنما العيب أن نستمر فى تعمد ارتكاب الخطأ بعد علمنا به فالله لا يحاسبنا على الأخطاء أى الذنوب وإنما يحاسبنا على تعمدها تعمد سيىء وفى هذا قال تعالى بسورة الأحزاب: " وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم وكان الله غفورا رحيما"
.
صورة مفقودة