رنت باجفان غزال اكحل = قانصة اسد الشرى بالكحل
ثم انثنت تميس في معاطف = تزري باعطاف الرماح الذبل
شمس الضحى في خجل من حسنها = من حسنها شمس الضحى في خجل
يا من رأى شمسا على غصن نقا = يميله سكر الصبا في الحلل
ظبية خدر مالها من قانص = شمس جمال مالها من مجتلى
قلبي صريع طرفها وكم رمت = فاقصدت مقلتها من مقتلي
فمصرع العشاق من قوامها = وطرفها بين القنا والاسل
ارى السيوف بالدروع تتقي = الا سيوفا تنتضى من مقل
اصبح قلبي غرضا ترشقه = بالنبل ربات العيون النجل
ما هي الا لحظة واحدة = تجمع ما بين المنى والاجل
فتك الضبا حين تسل وضبا = اجفانها قواتل في الخلل
تبسم عن مفلج رقت به = سلافة الراح وصفو العسل
ما لطعين عاسل من قدها = برء سوى رضابها المعسل
ما لذي لي غير الرضاب منهل = واظمأ القلب لذاك المنهل
ما ضرها لو سمحت برشفة = من ريقة فيها شفاء العلل
يا زمن الوصل على كاظمة = اعائد أنت بذاك العيش لي
إذ موردي عذب وروض بهجتي = غض وحبل الوصل لم ينفصل
أيام أنس قد بلغت وطري = فيها وأدركت قصارى أملي
بكل نشوى اللحظ من سكر الصبا = تسعى بكاسات الرحيق السلسل
هيفاء مقلاق الوشاح ان مشت = لكنها صامتة المخلخل
أين الشقيق الغض من وجنتها = والغصن من قوامها المعتدل
قد عطلت من الحلي جيدها = غانية بالحسن عن كل الحلى
اصبحت اهوى عذلي لذكرها = لذكرها اصبحت اهوى عذلي
رقيقة الخدين قاس قلبها = خفيفة الخصر رداح الكفل
كم بخلت بوصلها عن عاشق = لو سألته نفسه لم يبخل
وشادن يعطو بجيد اتلع = وناظر بسحره مكتحل
ظبي إلى الفرس انتمى جماله = فكيف اضحى طرفه من ثعل
ليت الذي اعل جسمي = كان بوعد وصله معلل
لم أنس يوم المنحنى = كان بوعد وصله معلل
والنفس قد طارت شعاعاً بدداً = من لوعة الوجد وبرح الوجل
ولم يكن الا وقوف ساعة = حتى حدا بالركب حادي الابل
قد كان حظ العين يوم رامة = خلسة لحظ من خلال الكلل
لا تطلبوا لي عن هواهم بدلا = فلست أرضى بعدهم بالبدل
من بعدهم حال سواد مفرقي = شيبا ولكن حبهم لم يحل
يا قلب ما لا قيت من صبابة = بجائر في حكمه لم يعدل
يرى دمي محللا ووصله = محرماً علي لم يحلل
هل لك ان تصحو من سكر الهوى = فقد أتى صحو النزيف الثمل
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* أبو المحاسن الكربلائي: هو محمد الحسن بن حمادي بن محسن بن سلطان آل قاطع الجناجي، ولد بكربلاء سنة 1876 وتوفي سنة 1925