أقرَّت نجومُ الحسن أنك بدرُها = وأنك في روض المحاسن زهرُها
ووجه لو اَنَّ الأعين العور كُحِّلت = ببهجته يوماً لراجَعَ بصرُها
وللجُدَري فيه رسوم محاسنٍ = يُرى فيه آثارَ المحاسن أثرُها
على قامةٍ مازال يُغبَط ردفُها = ويُحسَدُ ساقاها ويُرحَم خصرُها
فتسعة أعشار الملاحة قُسِّمَت = عليك وفي كلِّ الخلائق عُشرُها
وقد نُقِشت نقشَ الدنانير عدنا = صفاتك إلا أن عقلك تبرُها
محاسن زاد العقل فيها محاسناً = فيحسن مرآها ويحسن ذكرُها
لذكرك طِيبٌ في النفوس لو اَنَّه = لجسمك لم يُجلَب من الهند عطرُها
فصارت بك الأيامُ أعيادَ لذَّةٍ = فما كاد أضحاها يبين وفِطرُها
تقلِّبُ طرفاً لو تقلَّبَ سحرُهُ = على الأرض لم يظهر ببابل سِحرُها
فلو كنتَ في سوق الجواهر ضاحكاً = إذا عُرِضَت لم يغلُ في السوق قَدرُها
أرى لك قبل الأُنس مزح تَظرُّفٍ = كذلك قبل الشمس يطلع فجرُها
وما عابَ نفسَ المرء كثرةُ مزحها = إذا قلَّ منها خلف ذلك نُكرُها
وطبعاً وأخلاقاً إذا بانَ كشفُها = تبيَّن من تحت التكشُّف سترُها
تخلَّقتَ أخلاقاً هي الخمر لذَّةً = وطيباً ولكن في التظرُّفِ سكرُها
خلائق يُرضي اللهَ في السرِّ صونُها = ويرضي عباد اللَه في الجهر نشرُها
فيكثر عند الناس في ذاك حمدُها = ويكثر عند اللَه في ذاك أجرُها