نقوس المهدي
كاتب
يلومونني في عشق ذات الغدائر = وما لوم حسادي علي بضائري
فإني ورب البيت لم أنس عهدها = وما خنتها في ظاهري وسرائري
بها كنت من عهد الصباء مولعاً = وقد عم شيبي والوداد مخامري
بديعة حسنٍ لا يضاهي سناؤها = محيا لها كالشمس وقت الظهائر
ممنعة الأرجاء يعلو منارها = على النيرات العاليات الزواهر
محجبة لا يستطيع شهودها = سوى للذوات الطيبات الظواهر
سباني من العهد القديم جمالهاhttp://www.aldiwanalarabi.com/icons/pixel.gif = فصرت لها من ذاك طوع الأوامر
وفيها نسيت المال والأهل والربا = وما زال ذكراها يجول بخاطري
حوت كل زينٍ لا تعد صفاتها = وحاشا مزاياها تعد لحاصر
فإن ترن بالدعج السقيمة أجرحت = لواحظها جرح الصفاح البواتر
وجعد لها كالليل يحكي ابتسامها = بروق الحما في المظلمات الدياجر
وثغر شبيه الصاد والسن لؤلو = وما بينها ظلم الجبوح العواطر
وخد يفوح المسك من لفتاته = فيحيى شميم الخد جدب الدواثر
وقد لها كالسمهري اعتداله = يميس متى هب النسيم بباكر
وصدر يحاكي الباع فيه فواكه = وليمٌ جلا حزناً وبهجة ناظر
ضنا خصرها حاكى نحولي من أجلها = كما حاكت الأرداف ما في ضمايري
رعى الله ذاك الوجه ذا النور والبها = وحي الرياح العارضات المواطر
أيا كعبة الزوار من كل جانبٍ = ويا مطلب الأخيار بادٍ وحاضر
ويا مهبط الأسرار قد حال بيننا = خبوتٌ طوالٌ مع بحورٍ زواخر
وقد طال وقت البين والتوق آخذ = بطوقي ولكن قيدتني كبائبري
وشيبي وضعف الجسم والدار نازح = وقل فراغي في الزمان المدابر
أهيمُ متى هب النسيم وما سنى = بروقُ العشا من نحو سلعٍ وحاجر
وإن ذكر الحجاج أو عشر حجةٍ = يسيل على الأذقان فيض المحاجر
فيا هل لأيام الوصالِ بعودةٍ = وهل يرجع المعهود يا أم عامر
من الرشف والتقبيل والضم دائماً = ورؤية وجه النور من غير ساتر
نبث من الأسرار ما كان كامناً = ونملي أحاديث الصبا في المسامر
واطفى غليل الشوق بالقرب واللقا = ويرتاح سري بالشهود وظاهري
أطوف وأسعى في السفوح بقربكم = وأطلب حاجاتي بتلك المشاعر
فيا رب يا وهاب يا سامع الدعا = أنلنا منانا من قديم وآخر
وأصلح ووفقنا لما فيه رشدنا = وسامح وأغفر ما لنا من جرائر
وأختم على الإيمان أعمارنا وكن = إلهي معيناً في صعاب المصائر
أعذنا من النيران والخزي والردا = ومن كل هولٍ يا لجأ كل حائر
وأمنن علينا يا كريم بجنةٍ = نفوز بها كالصالحين الأكابر
وصل وسلم ما سرى البرق في الدجا = على المصطفى المختار كنز الذخائر
وعم جميع الآل والصحب دائماً = وكل منيبٍ تابع القوم شاكر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* عبد الله بلفقيه... هو عبد الله بن حسين بن عبد الله، من بني الفقيه. له علم بالفقه والأدب، من العلويين، من أهل حضرموت.ولد سنة 1784 وتوفي في 1850
فإني ورب البيت لم أنس عهدها = وما خنتها في ظاهري وسرائري
بها كنت من عهد الصباء مولعاً = وقد عم شيبي والوداد مخامري
بديعة حسنٍ لا يضاهي سناؤها = محيا لها كالشمس وقت الظهائر
ممنعة الأرجاء يعلو منارها = على النيرات العاليات الزواهر
محجبة لا يستطيع شهودها = سوى للذوات الطيبات الظواهر
سباني من العهد القديم جمالهاhttp://www.aldiwanalarabi.com/icons/pixel.gif = فصرت لها من ذاك طوع الأوامر
وفيها نسيت المال والأهل والربا = وما زال ذكراها يجول بخاطري
حوت كل زينٍ لا تعد صفاتها = وحاشا مزاياها تعد لحاصر
فإن ترن بالدعج السقيمة أجرحت = لواحظها جرح الصفاح البواتر
وجعد لها كالليل يحكي ابتسامها = بروق الحما في المظلمات الدياجر
وثغر شبيه الصاد والسن لؤلو = وما بينها ظلم الجبوح العواطر
وخد يفوح المسك من لفتاته = فيحيى شميم الخد جدب الدواثر
وقد لها كالسمهري اعتداله = يميس متى هب النسيم بباكر
وصدر يحاكي الباع فيه فواكه = وليمٌ جلا حزناً وبهجة ناظر
ضنا خصرها حاكى نحولي من أجلها = كما حاكت الأرداف ما في ضمايري
رعى الله ذاك الوجه ذا النور والبها = وحي الرياح العارضات المواطر
أيا كعبة الزوار من كل جانبٍ = ويا مطلب الأخيار بادٍ وحاضر
ويا مهبط الأسرار قد حال بيننا = خبوتٌ طوالٌ مع بحورٍ زواخر
وقد طال وقت البين والتوق آخذ = بطوقي ولكن قيدتني كبائبري
وشيبي وضعف الجسم والدار نازح = وقل فراغي في الزمان المدابر
أهيمُ متى هب النسيم وما سنى = بروقُ العشا من نحو سلعٍ وحاجر
وإن ذكر الحجاج أو عشر حجةٍ = يسيل على الأذقان فيض المحاجر
فيا هل لأيام الوصالِ بعودةٍ = وهل يرجع المعهود يا أم عامر
من الرشف والتقبيل والضم دائماً = ورؤية وجه النور من غير ساتر
نبث من الأسرار ما كان كامناً = ونملي أحاديث الصبا في المسامر
واطفى غليل الشوق بالقرب واللقا = ويرتاح سري بالشهود وظاهري
أطوف وأسعى في السفوح بقربكم = وأطلب حاجاتي بتلك المشاعر
فيا رب يا وهاب يا سامع الدعا = أنلنا منانا من قديم وآخر
وأصلح ووفقنا لما فيه رشدنا = وسامح وأغفر ما لنا من جرائر
وأختم على الإيمان أعمارنا وكن = إلهي معيناً في صعاب المصائر
أعذنا من النيران والخزي والردا = ومن كل هولٍ يا لجأ كل حائر
وأمنن علينا يا كريم بجنةٍ = نفوز بها كالصالحين الأكابر
وصل وسلم ما سرى البرق في الدجا = على المصطفى المختار كنز الذخائر
وعم جميع الآل والصحب دائماً = وكل منيبٍ تابع القوم شاكر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* عبد الله بلفقيه... هو عبد الله بن حسين بن عبد الله، من بني الفقيه. له علم بالفقه والأدب، من العلويين، من أهل حضرموت.ولد سنة 1784 وتوفي في 1850