نقوس المهدي
كاتب
بضَّةٌ كحلاء أزرَت بالغزال = قدّها كالغصن ليناً واعتدال
لا تضاهيها مهاةٌ بالفلا = وكذا في الحَضر ربّاتُ الدلالُ
ولها وجهٌ كبدرٍ لائحِ = ولها شَعرٌ كمسوَدِ الليال
صال يحكي طوله عن جيدها = وعن القرطين مصحوب النعال
ولها خدٌّ أسيلٌ ماؤه = لو تخلّيه يد الوجنات سال
ولها خالٌ على وجنتها = من جميع النقص في الأوصاف خال
فهي كالمِجمَر والخال البخور = أو كزنجيٍّ على النيران صال
أو كلصٍ فوق نطعاة الدماء = والعيون الدعج ترميه النبال
كاعبٌ هيفاء أما ردفها = جلَّ عن دعصٍ عظيم في المثال
أبصَرتني يوم عيدٍ عَصرَه = وأنا إذ ذاك فيها في وبال
فَرَنَت نحوي بطرف ساحرٍ = جاوز الحدَّ بتعذيب الرجال
ثم قالت رُح سليماً لا تكن = كالذي مات بحسرات الوصال
معشر الغيد غدت عادتنا = كلّها هجرٌ وعنّا لا تسال
ثم سارت كغزالٍ نافرٍ من يد الصيّاد مغلول الحبال
فاقتفى قلب المعنّى إثرها = وتسلّى الكفُّ في نَتفِ السِّبال
وجَرَت من عَينيَ اليمنى عيون = ومن اليسرى سحابٌ متوال
وزمان فيه قد قلّ الظهير = وأنا البائس معدوم النوال
لم يكن لي خِلٌّ صادق = وصديق لودادٍ ما أقال
وكريم ارتجي منه الغنى = كي اروم الريمَ أخذاً بالحلال
غير رب المجد معطاء النوال = أحمد الأفعال محمود الخصال
حاتمٌ في الجُود بحرٌ ف يالكرم = ملجأ الوفد إذا ما الخَطب جال
كم فقير بات منه حامداً = مطمئن القلب مسرور العيال
إن ئنّي بالوزير أبن الوزير = خير ما ظُنَّ بأرباب الكمال
كيف لا وهو الجود الذي حكى = حاتمَ الطائيَّ في حسن الفعال
وحكى العيسيَّ واللائي غدوا = مثلةً في كل ضربٍ من قتال
فهو في الهيجاء مُسعر حربها = كم إلى الرمضاء ألقى من جبال
سَل عن الضرغام إبران فكم = جرّعت من بأسه كأس الزوال
يوم حرب الشاه تلقى ضَيغماً = منه يسطو بسلاحٍ فوق رال
شزرة الأذنين أما نَسرها = فهو دامٍ من قتال للرعال
قُبَّة الأيطل من خيل العِراب = لا ترى الركل كورقاء الزجال
في خميسٍ أرهبت راياته = وجنودٍ عدُّها ريث الرمال
دأبهم في الحرب كرٌّ دائماً = لا مفرٌّ بل مَقَرٌّ لا محال
مرمغلّون إذا اشتدّ الوغى = للأعادي في سيوفٍ ونبال
فهناك السُمر يوفي حقُّها = منهم والبيض منهم في اشتغال
يا لهم كم جندلوا من فارس = كاشر عن نابِهِ مما ينال
شِلوُهُ فيما يُرى كالزندبيل = أو كطودٍ من على الغبراء مال
في نجيع الحتف مطروحاً ودين = هكذا دِينَ الذي عادى الرجال
لا يَرَون الردع عن حرب العدى = بل يرون الرَّصع بالسُّمر العوال
مُشمَعِلّونَ إذا حلّ العدى = شمعلٌ إمّا يلاقوا من نصال
كيف لا والسِّجلُ أضحى ربَّهم = وهو في الهيجاء محمود
كاشف الصبل إن حلَّ الورى = يوم فيه الرّوع في الرُّوعِ استحال
كعبةَ القصّاد أضحت داره = منزل الوقد بها حَطُّ الرحال
يا أبا عدلٍ أبا عادلَ لا = تردُدِ الكفَّ من الأصفر خال
واشبلن يا شبل إنّي مرملٌ = وكن المِزوَعَ في بذل النوال
دُمتَ في خيرٍ وعّزٍ وهَنا = وسرورٍ وعلاءٍ واعتدال
عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسين السويدي العباسي البغدادي، زين الدين، أبو الخير ولد سنة الميلاد 1722 وتوفي 1786 . مؤرخ من العراق، ولد ونشأ وتوفي في بغداد
لا تضاهيها مهاةٌ بالفلا = وكذا في الحَضر ربّاتُ الدلالُ
ولها وجهٌ كبدرٍ لائحِ = ولها شَعرٌ كمسوَدِ الليال
صال يحكي طوله عن جيدها = وعن القرطين مصحوب النعال
ولها خدٌّ أسيلٌ ماؤه = لو تخلّيه يد الوجنات سال
ولها خالٌ على وجنتها = من جميع النقص في الأوصاف خال
فهي كالمِجمَر والخال البخور = أو كزنجيٍّ على النيران صال
أو كلصٍ فوق نطعاة الدماء = والعيون الدعج ترميه النبال
كاعبٌ هيفاء أما ردفها = جلَّ عن دعصٍ عظيم في المثال
أبصَرتني يوم عيدٍ عَصرَه = وأنا إذ ذاك فيها في وبال
فَرَنَت نحوي بطرف ساحرٍ = جاوز الحدَّ بتعذيب الرجال
ثم قالت رُح سليماً لا تكن = كالذي مات بحسرات الوصال
معشر الغيد غدت عادتنا = كلّها هجرٌ وعنّا لا تسال
ثم سارت كغزالٍ نافرٍ من يد الصيّاد مغلول الحبال
فاقتفى قلب المعنّى إثرها = وتسلّى الكفُّ في نَتفِ السِّبال
وجَرَت من عَينيَ اليمنى عيون = ومن اليسرى سحابٌ متوال
وزمان فيه قد قلّ الظهير = وأنا البائس معدوم النوال
لم يكن لي خِلٌّ صادق = وصديق لودادٍ ما أقال
وكريم ارتجي منه الغنى = كي اروم الريمَ أخذاً بالحلال
غير رب المجد معطاء النوال = أحمد الأفعال محمود الخصال
حاتمٌ في الجُود بحرٌ ف يالكرم = ملجأ الوفد إذا ما الخَطب جال
كم فقير بات منه حامداً = مطمئن القلب مسرور العيال
إن ئنّي بالوزير أبن الوزير = خير ما ظُنَّ بأرباب الكمال
كيف لا وهو الجود الذي حكى = حاتمَ الطائيَّ في حسن الفعال
وحكى العيسيَّ واللائي غدوا = مثلةً في كل ضربٍ من قتال
فهو في الهيجاء مُسعر حربها = كم إلى الرمضاء ألقى من جبال
سَل عن الضرغام إبران فكم = جرّعت من بأسه كأس الزوال
يوم حرب الشاه تلقى ضَيغماً = منه يسطو بسلاحٍ فوق رال
شزرة الأذنين أما نَسرها = فهو دامٍ من قتال للرعال
قُبَّة الأيطل من خيل العِراب = لا ترى الركل كورقاء الزجال
في خميسٍ أرهبت راياته = وجنودٍ عدُّها ريث الرمال
دأبهم في الحرب كرٌّ دائماً = لا مفرٌّ بل مَقَرٌّ لا محال
مرمغلّون إذا اشتدّ الوغى = للأعادي في سيوفٍ ونبال
فهناك السُمر يوفي حقُّها = منهم والبيض منهم في اشتغال
يا لهم كم جندلوا من فارس = كاشر عن نابِهِ مما ينال
شِلوُهُ فيما يُرى كالزندبيل = أو كطودٍ من على الغبراء مال
في نجيع الحتف مطروحاً ودين = هكذا دِينَ الذي عادى الرجال
لا يَرَون الردع عن حرب العدى = بل يرون الرَّصع بالسُّمر العوال
مُشمَعِلّونَ إذا حلّ العدى = شمعلٌ إمّا يلاقوا من نصال
كيف لا والسِّجلُ أضحى ربَّهم = وهو في الهيجاء محمود
كاشف الصبل إن حلَّ الورى = يوم فيه الرّوع في الرُّوعِ استحال
كعبةَ القصّاد أضحت داره = منزل الوقد بها حَطُّ الرحال
يا أبا عدلٍ أبا عادلَ لا = تردُدِ الكفَّ من الأصفر خال
واشبلن يا شبل إنّي مرملٌ = وكن المِزوَعَ في بذل النوال
دُمتَ في خيرٍ وعّزٍ وهَنا = وسرورٍ وعلاءٍ واعتدال
عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسين السويدي العباسي البغدادي، زين الدين، أبو الخير ولد سنة الميلاد 1722 وتوفي 1786 . مؤرخ من العراق، ولد ونشأ وتوفي في بغداد