نقوس المهدي
كاتب
بدأت أدرك أنّ الكتابة عن قضايا كـ"رائحة الأناناس" في واقعنا العربي، تعاني من عدّة صعوبات، خاصّة إذا كان الموضوع يتمثّل في (الجنس، الكتابة، الجسد…) فواقعنا يعاني من الازدواجيّة، يمارس فيه الجنس بشبق ثم يحتقره، يقرأ ما يشاء ليتسلّى، ويتمتّع، ثمّ يُخضِع ما قرأ لمقصّ اليوم، وما أكثرها في عصرنا.
اليوم، نحن نعاني من ردّة خطيرة وانحدار معرفي، ففي الايروتيك الفنّ الذي لم يكن جديدا بل يمتد لعمق تاريخي طويل، الآن تتعدد الهجمات عليه، والنّعوت في وصفه. والأدهى من ذلك حتّى أدب الجسد يراه كثيرون من باب المتعة، أدب متعة وتسلية، هي تسميات ونظرة قديمة في ذهن العربي. اطلاعه على كتابة الجسد من باب نزهة الخواطر، اللهم الّا بعض الكتب التي تناولت الجسد كرحلات اكتشافيّه.
.
Sura Alkhafaji - Iraq
الردّة اليوم، نستطيع اكتشافها من خلال نظرة لحالة ثقافيّة، حالة الرّقيب والقمع مقارنة بعصر ألف ليلة وليلة، الأغاني، رجوع الشّيخ الى صباه، قائمة طويلة من المؤلّفات.
كانت كتب في متناول العامّة من النّاس كأي الكتب… اليوم لو نرى ما سيحدث لمثلها.
بالطّبع ما لاقته روايات ومؤلفات عصرنا في هذا المجال.
الجسد منطقة مظلمة… والكتابة ضوء… المنطقة المجهولة، محرّم الكلام عنها، ويعد عيباً... لو عدنا إلى الكتب السّماوية، القرآن مثلا يصرّح بأسماء أعضاء جسديّة دون أيّ حجاب… في الكتاب المقدّس هناك قصيدة طويلة كُتبت للبشر "نشيد الإنشاد".
لدى الإغريق آلهة للرّغبة والجنس ايروس، ايمروس. السّومريون كتبوا نصوصا ايروتيكية غاية في تقديس الجسد وطقوسه.
أيضا كان السّيف رمزا للعضو الذّكوري، والغمد للأنثوي، كما في القصيدة العربيّة، وبيت النّابغة الذبياني مثالا لذلك.
وكثيرة هي النّصوص التي كانت متداولة في العصور القديمة هي ممنوعة اليوم!
اليوم بالإضافة إلى هذه الردّة، نعاني اشتباك في المفاهيم، حتّى أنّنا لا نميّز بين الاستعراضات السطحيّة … والتّهريج… والدّعوات الخالية من العمق، تحت تسميات عديدة منها "نص ايروتيكي".
أعتقد أنّ أيّ شخص يمتلك الجرأة، سيكتبه لأنّه لا تحكمه ضوابط، فقط هو جرئ ولا أدري ما اسم الجرأة دون أي عمق، ربّما هي تهريج…
بين الاباحيّة والايروتيكيا فارق قرأته للكاتبة غلوريا شتاينم حيث قالت إنّ اعتبار جسد المرأة سلعة هو الاباحيّة، أمّا الأسلوب الأدبي الشّيق والمتلطّف، الذي يحتفي بالجسد في معرفة الجسد هو الايروتيك، مبيّنة الأصل "الجذر" الاشتقاقي للأدب الاباحي pronograph والبغاء prostitution .
اليوم نصوص فارغة، وبالمقابل نصّ عميق ممتع يتمتّع برؤية عالية وهذا ما يميز كاتب ذكي عن آخر يناقضه!
في عصرنا الحالي، مؤلفات طويلة من مسرح، ومرايا أدونيس وقصائد حسن مردان مرورا بتجربة تميزت بغرابة ما قام به الشّاعر العراقي عبد القادر الجنابي (قصائد برائحة الفرج) كتبها على ورق خاصّ، وضمّخها برائحة الأناناس، التي بحسب أطباء هي الرّائحة الأصليّة لفرج الأنثى. واستمرت تجارب واعية إلى يومنا هذا، تُكتب بتميّز.
فرق كبير بين عصر القمع الحديث… وعصر فيه حريّة القديم، وكلّما تقدّم بنا الزّمن، رجعنا الى الوراء… كما هو فرق بين ما يثير الضّحك من نصوص دعائيّة… وبين ما يخضع فعلا لتسمية أدب ايروتيكي.
اليوم، نحن نعاني من ردّة خطيرة وانحدار معرفي، ففي الايروتيك الفنّ الذي لم يكن جديدا بل يمتد لعمق تاريخي طويل، الآن تتعدد الهجمات عليه، والنّعوت في وصفه. والأدهى من ذلك حتّى أدب الجسد يراه كثيرون من باب المتعة، أدب متعة وتسلية، هي تسميات ونظرة قديمة في ذهن العربي. اطلاعه على كتابة الجسد من باب نزهة الخواطر، اللهم الّا بعض الكتب التي تناولت الجسد كرحلات اكتشافيّه.
.
Sura Alkhafaji - Iraq
الردّة اليوم، نستطيع اكتشافها من خلال نظرة لحالة ثقافيّة، حالة الرّقيب والقمع مقارنة بعصر ألف ليلة وليلة، الأغاني، رجوع الشّيخ الى صباه، قائمة طويلة من المؤلّفات.
كانت كتب في متناول العامّة من النّاس كأي الكتب… اليوم لو نرى ما سيحدث لمثلها.
بالطّبع ما لاقته روايات ومؤلفات عصرنا في هذا المجال.
الجسد منطقة مظلمة… والكتابة ضوء… المنطقة المجهولة، محرّم الكلام عنها، ويعد عيباً... لو عدنا إلى الكتب السّماوية، القرآن مثلا يصرّح بأسماء أعضاء جسديّة دون أيّ حجاب… في الكتاب المقدّس هناك قصيدة طويلة كُتبت للبشر "نشيد الإنشاد".
لدى الإغريق آلهة للرّغبة والجنس ايروس، ايمروس. السّومريون كتبوا نصوصا ايروتيكية غاية في تقديس الجسد وطقوسه.
أيضا كان السّيف رمزا للعضو الذّكوري، والغمد للأنثوي، كما في القصيدة العربيّة، وبيت النّابغة الذبياني مثالا لذلك.
وكثيرة هي النّصوص التي كانت متداولة في العصور القديمة هي ممنوعة اليوم!
اليوم بالإضافة إلى هذه الردّة، نعاني اشتباك في المفاهيم، حتّى أنّنا لا نميّز بين الاستعراضات السطحيّة … والتّهريج… والدّعوات الخالية من العمق، تحت تسميات عديدة منها "نص ايروتيكي".
أعتقد أنّ أيّ شخص يمتلك الجرأة، سيكتبه لأنّه لا تحكمه ضوابط، فقط هو جرئ ولا أدري ما اسم الجرأة دون أي عمق، ربّما هي تهريج…
بين الاباحيّة والايروتيكيا فارق قرأته للكاتبة غلوريا شتاينم حيث قالت إنّ اعتبار جسد المرأة سلعة هو الاباحيّة، أمّا الأسلوب الأدبي الشّيق والمتلطّف، الذي يحتفي بالجسد في معرفة الجسد هو الايروتيك، مبيّنة الأصل "الجذر" الاشتقاقي للأدب الاباحي pronograph والبغاء prostitution .
اليوم نصوص فارغة، وبالمقابل نصّ عميق ممتع يتمتّع برؤية عالية وهذا ما يميز كاتب ذكي عن آخر يناقضه!
في عصرنا الحالي، مؤلفات طويلة من مسرح، ومرايا أدونيس وقصائد حسن مردان مرورا بتجربة تميزت بغرابة ما قام به الشّاعر العراقي عبد القادر الجنابي (قصائد برائحة الفرج) كتبها على ورق خاصّ، وضمّخها برائحة الأناناس، التي بحسب أطباء هي الرّائحة الأصليّة لفرج الأنثى. واستمرت تجارب واعية إلى يومنا هذا، تُكتب بتميّز.
فرق كبير بين عصر القمع الحديث… وعصر فيه حريّة القديم، وكلّما تقدّم بنا الزّمن، رجعنا الى الوراء… كما هو فرق بين ما يثير الضّحك من نصوص دعائيّة… وبين ما يخضع فعلا لتسمية أدب ايروتيكي.