صادق محمد عبد الكريم الدبش - الادب الأيروسي...لأو الغزل الصريح / الجزء الثاني .

بداية الجزء الثاني :
وأستكمال لما بدئنا به في بحثنا هذا سنتناول بعض شعراء هذا الأدب وحسب التسلسل الزمني وبشكل مختصر ومن دون أسهاب .

من شعراء الجاهلية ....الشاعر أمرؤ القيس :
هو حندج بن حجر ( 130-80 ق.هـ نحو497-545 م) من أشهر شعراء العرب، كان أبوه ملك أسد وغطفان، وأمه أخت المهلهل (الزير) الشاعر البطل المشهور. اشتهر بلقبه "امرؤالقيس"، وبـ"الملك الظليل" لاضطراب أمره طوال حياته، وبـ"ذي القروح" لما أصابه من مرض قبل موته. كان محبًا للهو واللعب، مولعًا بمغازلة النساء ومفاكهتهن. ومن جميل شعره في الغزل نقتطف الأبيات التالية:
خليلي مر بي على أم جندب = لنقضي لبانات الفؤاد المعذب
فإنكما إن تنظراني ساعة = من الدهر تنفعني لدى أم جندب
ألم ترياني كلما جئت طارقا = وجدت بها طيبا وإن لم تطيب؟
................
..ويوم دخلت الخدر، خدر عنيزة = فقالت لك الويلات إنك مرجلي
تقول، وقد مال الغبيط بنا معا = عقرت بعيري ياامرأ القيس فانزل
فقلت لها سيري، وأرخي زمامة = ولا تبعديني من جناك المعلل
فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع = فألهيتها عن ذي تمائم محول. .
عنترة بن شداد
أحد أبطال العرب وشعرائهم المشهورين (نحو600 م/22ق.هـ).كانت أمه حبشية، فسرى إليه السواد منها. كان من أحسن العرب شيمة وأعزهم نفسًا. يوصف بالحلم على شدة بطشه. أحب عبلة ابنة عمه، ولاقى في سبيلها ضروبًا من المرارة والعذاب، بسبب لونه، وعدم تمتعه بحريته في بداية حياته، ولأسباب عائلية اجتماعية. قال في حبها قصائد غزلية خالدة.
هرب والدا عبلة بابنتهما إلى بني شيبان، من وجه عنترة، فقال الشاعر:
ياطائر البان، قد هيجت أشجاني = وزدتني طربا يا طائر البان
إن كنت تندب، إلفا قد فجعت به = فقد شجاك الذي بالبين أشجاني
زدني من النوح، واسعدني على حزني = حتى ترى عجبا من فيض أجفاني
وقف لتنظر ما بي، لا تكن بي عجلا = واحذر لنفسك من أنفاس نيراني
وطر، لعلك في أرض الحجاز ترى = ركبا على عالج أو دون نعمان
يسري بجارية تنهل أدمعها = شوقا إلى وطن ناء، وجيران
نا شدتك الله يا طير الحمام إذا = رأيت يوما حمول القوم، فانعاني
وقل : طريحا تركناه وقد فنيت = دموعه، وهو يبكي بالدم القاني .
سألت امرأة من بني كندة عنترة أن يقيم معها في ديار قومها، واعدة إياه بتزويجه من يريد من بناتها، فقال:
لو كان قلبي معي، مااخترت غيركم = ولا رضيت سواكم، في الهوى، بدلا
لكنه راغب فيمن يعذبه = وليس يقبل لا لوما ولا عذلا
ولقد ذكرتك، والرماح نواهل = مني وبيض الهند تقطر من دمي
فوددت تقبيل السيوف لأنها = لمعت كبارق ثغرك المتبسم
حسناتي عند الزمان ذنوب = وفعالي مذمة وعيوب
ونصيبي من الحبيب بعاد = ولغيري الدنو منه نصيب
كل يوم يبري السقام محب = من حبيب وما لسقمي طبيب
وهلاكي في الحب أهون عندي = من حياتي إذا جفاني الحبيب . 7.

الغزل الأباحي :
تعريف الغزل الإباحي:
يجمع هذا الاتجاه بين الغزل الفاحش الصريح، وغير الفاحش، وقد شاع في مدن الحجاز، وخاصة في مكة والمدينة، وكان زعيمه الأول هو الشاعر [ عمر بن أبي ربيعة ] في مكة، [ والأحوص ] في المدينة، ومهما يكن من أمر فقد أخذ عمر بن أبي ربيعة الزعامة المطلقة في هذا الباب، وغلّب البعض تسمية هذا النوع من الغزل منسوبة إلى عمر فقالوا..( الغزل العمري ) .
تعددت الدلالات علي طابع هذا الغزل عند النقاد، فسماه بعضهم ...الأباحي، واعتبره البعض الآخر غزلاً مادياً ودعاه طه حسين « غزل المحققين » ولا تخلو نسبته الى هذه الظواهر المختلفة من الصدق.
ويعتبر غزل عمر بديعًا، لأننا نستطيع أن ننفذ منه الى معرفة کثير من المحرکات النفسية للمجتمع العربي فى مكة والمدينة، وما أصابه من تبدل تحت تأثير الحضارة الجديدة، وقد أتاح لنا بواسطة هذا الحوار المفتوح في الديوان بين السيدات أن نتعرف الى کثير من جوانب الحياة المعاصرة له، وخاصة حياة النساء، وما نِلْنَ من حظوظ في الحرية، وأيضاً فإنه کشف في أحاديثهن عن جوانب کثيرة من نفسياتهن وما يتغلغل فيها من تُرّهات وخلجات ووجدانات.
ومحور القصيدة الغزلية العمرية هو عمر نفسه وعشق النساء له، ثم يتطرق إلى الأحاديث المفتوحة التي يجريها بين النساء في مكة والمدينة. ومن هنا کان لغزله طابع آخر يخالف فيه طابع الغزل العربي کله، إنه طابع القصص والحوار الذى يشيع في شعره، طابع المعشوق لا العاشق، فقد آتي النساء في شعره لا ليبثهن مشاعر الحبّ، ولا ليصف جمالهن، ولا ليشكو عن هجرهن أو ليصف آلامه، وإنما جاء بهن ليعبرن عما ينفث من لواعج الحب فيهن، وليصفن حسنه البديع، وما يتألمن به من هجره وصدّه، فهن مصورات في شعره، مشغولات به، هائمات بجماله، تتردّد الأحاديث بينهن عن فنه وإغرائه.
المصدر : موقع الثقافة العامة / الغزل الإباحي الحضري... ميزاته.
صورة لشعرية ابن أبي ربيعة الغزلية بطبيعتها المزدوجة، فيقول:
بينما ينعــتنني أبــصرنني = دون قيد الميل يعـدو بي الأغر
قالت الكبرى: أتـعرفن الفـتى؟ = قالت الوسطى: نعم.. هذا عـمر
قالت الصغـرى، وقد تيمتـها: = قد عرفناه.. وهل يخفـى القمر؟ .

نسب عمر وعشيرته وأهله :
عمر بن أبي ربيعة23 - 93 هـ / 643 - 711 م .
هو عمر بن أبي ربيعة المغيرة، ويغلب عليه أن ينسب إلى جده. فيقال ابن أبي ربيعة، وكنيته المشهورة أبو الخطاب، وهو ينحدر من عشيرة مهمة في مكة، وهي عشيرة بني مخزوم، والتي كانت أحد البطون العشرة التي تؤلف قريش البطاح، وكان صوتها مسموعًا بين هذه البطون وفي مجلس شيوخها .
ومنه يقول في قصيدته... يَا رَاكِباً نَحْوَ المَدينَة ِ جَسْرَة ...نختار لكم مجتزء من القصيدة :
كَلشَّمْسِ تُعْجِبُ مَنْ رَأَى ويزينُها = حسبٌ أغرُّ، إذا تريدُ فخارا
سقيتْ بوجهكِ كلُّ أرضٍ جئتها، = وبمثلِ وجهكِ نستقي الامطارا
لَو يُبْصِرُ الثَّقْفُ البَصِيرُ جبينَها = وَصَفَاءَ خَدَّيها العَتيقَ لَحَارَا
وأرى جمالكِ فوقَ كلّ جميلة ٍ، = وجمالُ وجهكِ يخطفُ الأبصارا
إني رايتكِ غادة ً خمصانة ً، = رَيَّا الرَّوادِفِ لَذَّة ً مِبْشارا
مَحْطوطَة َ المَتْنَيْنِ أُكْمِلَ خَلْقُها = مِثْلَ السَّبِيكَة ِ بِضَّة ً مِعْطارا
تَشْفي الضَّجيع ببارِدٍ ذي رَوْنَقٍ = لو كانَ في غلسِ الظلامِ، أنارا
فَسَقَتْكَ بِشْرَة ُ عَنْبَراً وَقَرَنْفُلاً = والزنجبيلَ، وخلطَ ذاكَ، عقارا
والذوبَ من عسلِ الشراة ِ، كأنما = غصبَ الأميرُ تبيعهُ المشتارا
وكأنّ نطفة َ باردٍ وطبرزداً = وَمُدَامَة ً قَدْ عُتِّقَتْ أَعْصارا
تَجْري عَلى أَنْيَابِ بِشْرَة َ كُلَّما = طَرَفَتْ وَلاَ تَدْري بِذَاكَ غِرَارا
يروى به الظمآنُ، حينَ يشوفه=لذَّ المقبلِ، بارداً، مخمارا
ويفوزُ من هي في الشتاءِ شعاره،=أَكْرِمْ بِهَا دُونَ اللّحافِ شِعارا
جودي لمحزونٍ ذهبتِ بعقلهِ،= لم يقضِ منكِ بشيرة ُ الأوطارا
وإذا ذَهَبْتُ أَسومُ قَلبي خُطِّة ً= مِنْ هَجْرِها أَلْفَيْتُهُ خَوَّارا
واغْرَوْرَقَتْ عَيْنايَ حِينَ أُسومُها = والقلبُ هاجَ لذكرها استعبارا
فبتلك اهذي ما حييتُ صبابة ً، = وبها، الغداة َ، أشببُ الأشعارا
من ذا يُواصلُ إنْ صَرَمْتِ حِبالَنا = أَمْ مَنْ نُحَدِّثُ بَعْدَكِ الأَسْرَارا
هيهات منكِ قُعَيْقِعانُ وأهلُها = بالحَزنَتينِ، فشطَّ ذاك مَزار .
وفي أحداها يقول :
بَاكِرَة ٌ في الظَّاعِنينَ رَمِيمُ .
أَبَاكِرَة ٌ في الظَّاعِنينَ رَمِيمُ، = ولم يشفَ متبولُ الفؤادِ، سقيمُ؟
أم اتعدَ الحيُّ الرواحَ، فإنني = لِكُلِّ الَّذي يَنْوي الأَمِيرُ وَجومُ
فَرَاحُوا، وَرَاحَتْ، وَکسْتَمَرَّتْ كَأَنَّها = غَمامَة ُ دَجْنٍ تَنْجَلي، وَتَغَيمُ
مبتلة ٌ، صفراءُ، مهضومة الحشا، = غذاها سرورٌ دائمٌ، ونعيم
قد اعتدلتْ فالنصفُ من غصنِ بانة ٍ = ونصفٌ كثيبٌ لبدتهُ سجوم
منعمة ٌ، أهدى لها الجيدَ شادنٌ، = وَأَهْدَتْ لَهَا العَيْنَ القَتُولَ بَغومُ
تراختْ بها دارٌ، وأصبحتِ العدى = لديها، كما شاؤوا، وقال نموم
رَمِيمُ کلَّتي قَالَتْ لِجَارَاتِ بَيْتِها: = ضمنتُ لكم أن لا يزالَ يهيم
ضمنتُ لكم أنْ لا يزالَ كأنهُ، = لَطِيفِ خَيَالٍ مِنْ رَمِيمَ غَريمُ
وقالتْ لأترابٍ لها شبه الدمى ، = تنكبنَ شيئاً، والدموعُ سجوم
وَلِلْفِتْيَة ِ: کنْحَازُوا قَليلاً فَإنَّهُ = لنا في أمورٍ قد خلونَ ظلوم. .
وله أيضا :
أَبتِ الرَّوادِفُ والثُّدِيُّ لِقُمْصِها :
أَبتِ الرَّوادِفُ والثُّدِيُّ لِقُمْصِها = مسَّ البطون، وأنْ تمسّ ظهورا
وإذا الرياحُ معَ العشيّ تناوحتْ، = نَبَّهْنَ حَاسِدَة ً، وَهِجْنَ غَيورا .
فهو حضري لأنه ظهر في المدن، وکان شعراؤه من أهل الحضر الذين نالوا نصيباً کبيراً من ترف الحياه ونعيم العيش؛ وهو إباحي لأن منشديه لم يتورعوا فيه عن وصف لذائذ الوصال بين المرأه والرجل، وبالغوا في ذلك احياناً ولم يجدوا حرجاً في کثير من الأوقات. وهو مادي لتلك الأسباب التي ذکرنا، لأنه يصور أحاسيس الحب المادية.
وهو غزل واقعي، لأنه يعکس واقع المجتمع الحضري، ونفسية المرأة في ذلك العصر، ويدخل بنا الى ردهات تلك الحياة الناعمة، حيث لا ذِکر إلا الهوي، ولا حديث إلا عن العلاقة، ولا اهتمام إلا بشؤون القلب، وقد شاء الدکتور طه حسين أن يهتم بالجانب الذي يمس الغزليين في هذا الشعر، فسمى أصحابه «المحققين» لأنهم اهتموا بالناحية العملية من الحب، وقصدوا الى الوصال، ولم يذهبوا کالعذريين إلى تصوير اليأس والحرمان وإظهار العفة والبراءة. 8..
ومنهم كذلك الشاعر أبو نؤاس :
أبو نواس أو الحسن بن هانئ الحكمي الدمشقي شاعر عربي من أشهر شعراء العصر العباسي. يكنى بأبي علي وأبي نؤاس والنؤاسي. وعرف أبو نواس بشاعر الخمر. قال البعض انه تاب عما كان فيه وأتجه إلى الزهد وقد انشد عدد من الأشعار التي تدل على ذلك.
ولد في مدينة الأحواز من بلاد خوزستان جنوب غربي إيران سنة (145هـ / 762م) وكانت أمه فارسية واسمها جُلبان.
تمثال للشاعر أبو نؤاس في العاصمة العراقية بغداد .
بعد هزيمة مروان في معركة الزاب الأعلى، انتقلت أسرة الشاعر إلى البصرة، والطفل أبو نواس في الثانية من عمره، وقيل في السادسة، وما لبث أن مات أبوهُ، فأسلمته أمه إلى الكتاب، ثم إلى عطار يعمل عنده أجيراً، يبري عيدان الطيب.
توفي والده فانتقلت به أمه من أهواز إلى البصرة في العراق، وهو في السادسة من عمره، وعندما أيفع وجهتهُ إلى العمل في حانوت عطار وحين آلت الخلافة إلى بني العباس، انتقل من البصرة إلى الكوفة، ولم تذكر لنا كتب التاريخ سبب ذلك، غير أنه التقى ( والبة بن الحباب الأسدي الكوفي ) أحد الشعراء اللامعين في ميدان الخلاعة والتهتك، فعني به والبة أي عناية، إذ عمل على تأديبهِ وتخريجهِ. وصحب جماعةً من الشعراء الماجنين ( كمطيع بن إياس وحماد عجرد) . ثم انتقل إلى بادية بني أسد فأقام فيهم سنةً كاملةً آخذاً اللغة من منابعها الأصيلة. ثم عاد إلى البصرة وتلقى العلم على يد علمائها أدباً وشعراً.
توفي في عام (199هـ / 813م)، قبل أن يدخل المأمون بغداد، وقد أختلف في مكان وفاته أهي في السجن أم في دار إسماعيل بن نوبخت. وقد أختلف كذلك في سبب وفاته وقيل إن إسماعيل هذا قد سمهُ تخلصاً من سلاطة لسانهِ. وذكر الخطيب البغدادي، صاحب كتاب تأريخ بغداد، في الجزء السابع، صفحة 448، إن الشاعر أبو نؤاس دفن في مقبرة الشوينزية في الجانب الغربي من بغداد عند تل يسمى تل اليهود وهي مقبرة الشيخ معروف حالياً.
وقد رآه بعض أصحابه في المنام فقال له: ما فعل الله بك ؟ فقال: غفر لي بأبيات قلتها في النرجس: قصيدة
تأمل في نبات الأرض وانظر = إلى آثار ما صنع المليك
عيون من لجين شاخصات = بأبصار هي الذهب السبيك
على قضب الزبرجد شاهدات = بأن الله ليس له شريك .
وله :
دع المساجد للــعباد تسكنها....... وطف بنا حول خمار ليسقينا
ما قال ربك ويل للذين سكروا ..........ولكن قال ويل للمـصلينا .
ويقول في موضع آخر مصرحا بفجوره في قصيدة من البحر الطويل :
وناهِدَةِ الثّدْيَينِ من خَدَمِ القَصْرِ - - سبتْني بحسْنِ الجيدِ والوَجْهِ والنّحرِ
غُلاميّةٌ في زِيّهَا، برْمكيَّةٌ، - - مزوَّقَةُ الأصْداغ، مطمومةُ الشعْرِ
كلِفْتُ بما أبصرْتُ من حُسنِ وَجهِها - - زماناً، وما حبّ الكواعبِ من أمْري
فما زلتُ بالأشْعَارِ في كلّ مَشْهَدٍ - - أُلَيّنُها، والشِّعْرُ من عُقَدِ السّحْرِ
إلى أن أجابَتْ للوصالِ، وأقبلَتْ - - على غيرِ ميعادٍ، إليّ مع العصْرِ
فقلتُ لها: أهلاً ودارَتْ كؤوسنا - - بمشمولةٍ كالورْسِ، أوشُعَل الجمرِ
فقالت: عساها الخمر؟ أنّي بريئةٌ - - إلى الله من وَصْلِ الرّجالِ مَعْ الخمرِ
فقلت: اشربي إن كان هذا محرّماً، - - ففي عنُقِي يا ريمُ وزرُكِ معْ وزْرِي
فطالبَبْتُها شيئاً فقالت بعبرةٍ: - - أموتُ إذنْ منهُ، ودمعتُها تجري
فما زِلتُ في رِفقٍ، ونفسي تقولُ لي: - - جويريّةٌ بكْرٌ! وذا جزعُ البِكْرِ..
ويرى طه حسين أن الغزل بالمذكر أو الغلمان اتجاه جديد لم يكن معروفا في الجاهلية والإسلام وعصر بن أمية، إذ هو من آثار الحضارة العباسية، والأمر الغريب أن أبا نواس يجهر بغزل المذكر رغم أن وجود الجواري في هذا العصر .
استطاع أبو نواس أن ينقل أوصاف المرأة إلى الغلمان. ولولا استخدامه ضمير المذكر، لا يمكن التعرف على المتغزل فيه. ويقول في ذلك (البحر: مجزوء الرمل):
قل لذي الطّرفِ الخَلوبِ، - -ولِذي الوجهِ الغَضُوبِ
ولمن يثني إليهِ ال - - حسنُ أعناقَ القلوبِ
يا قضيبَ البانِ يهتزّ - - على ضِعْسٍ كثيبِ
قد رضينَا بسلامٍ، - - أو كلامٍ من قريبِ
فبروحِ القُدس عيسى، - - وبتعظيمِ الصّليبِ
قفْ إذا جِئْتَ إلينا، - - ثمّ سلّمْ يا حَبيبي .
وأكدّ معظم الدارسين أن أبا نواس من الشعراء الخلعاء الذين أجهروا بفجورهم خاصة في ميدان التغزل بالغلمان كمشهد لم يظهر عند الشعراء السابقين، وهو مظهر من مظاهر عولمة الشعر العباسي بعد دخول العنصر الأعجمي، وأنه الرائد في هذا الفن وفتح المجال للشعراء فيه.
المصدر : أبو نواس والتغزل بالمذكر.عـــــود الــنــــــد .
المـجـلـة الثـقـافـيـة الشهرية /الناشر: د. عـدلـي الهواري .

نهاية الجزء الثاني .



صادق محمد عبد الكريم الدبش .
1/8/2015م



صورة مفقودة

.Fotna Galal - Egypt
 
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...