سليمان الصولة - عين الغزالة تحت عين غزال

عين الغزالة تحت عين غزالِ = أكِّد تجد إنسانها في الخالِ
واعلم بأن الليل ليل ذوائبٍ = والبدر بدر ملاحةٍ وجمال
قدَّ الدجى قدَّ الرباب فضرَّجت = آس الخضاب بحمرة الجريال
فاشرب على ورد الخدود بكوكب = ناقٍ يجود بجوهرٍ سيّال
تعلو فواقعه وتسقط مثلما = يقع الجراد على غدير زلال
أفلا يسرك قرب باردة اللمى = ويزيل عنك حرارة البلبال
وهي التي جلت السلاف فخلتها = قمراً يزف غزالةً بهلال
سبحان من خلق الرباب ملية ال = أرداف ذات مخصَّرٍ ميّال
بيضاء تكتسب النجوم ملاحةً = من جيدها الحالي وفيها الحالي
ما قابلت فلك الزجاج بثغرها = إلّا تبدل ليله بلآلي
لم أدر حين ضممت ناحل خصرها = أهو الضجيع أم الضجيع خيالي
ومن التي نعت الدجى لخليلها = أحمامة الوادي أم الخلخالِ
كيف السبيل لسلسبيل رضابها = وعلىالأسيل مدارج الأصلال
ولدى الشفاه الحمر سمرُ عوامل = ولدى العيون السود بيض نصال
ما زال يمنعني الرضاب قوامها = حتى نجا المعسول بالعسَّال
تاهت عليَّ ألا تتيه صبيةٌ = ذمَّ الشبابَ لها مشيب قذالي
وأمالها كالسمهريِّ دلالُها = وأمالني كالمشرفيِّ زوالي
يا رب ما لي ما خلوتُ بسلوةٍ = وتخال ذات الخال أني خالي
فدَّيت حسنكَ والدلالَ بكل ذي = حسن وذات ملاحة ودلال
ضدان متفقان منك على دمي = عينٌ مغازلة وقلب سال
لا تنكري هذا البياض بعارضي = فبياض شيبي من بياض خصالي
لو تخضبين بآس فرعك طلعه = لتحول الكافور مسك غزال
زعم السواك رضاب ثغرك سكَّراً = حتى السواك به من الجهال
قل يا سواك بميم ثغرك مسكرٌ = فسواك أعلم منك بالجريال
علم ابن باز اللَه نوري المرتضي = بمحاسن الأقوال والأعمال
المعتني بعبيده وعديده = مثل اعتناء الليث بالأشبال
من لا تغيره الخطوب عن الولا = والجود عند تغيُّر الأحوال
المقتني سمرَ القنا للقالي = والمجتني ثمَر الغنى لمُوال
غوث العفاة العارض الهامي الذي = أمنت حماة به من الأمحال
حسب السياسة أن تظل ولاتها = كمحمدٍ محمودة الأفعال
لِتُجار من حسراتها وتُقال من = عثراتها وتنال خير منال
فهو المصيب وكلُّ رأيٍ مخطئٌ = وهو المجيب وكل سمحٍ كالي
وهو المدافع في العلى بيراعةٍ = أمضى من الفصَّال والعسّال
ما حاجتي بالغيث أمسك أو همَى = ويداه كافلتي من الإقلال
وجنان جلق يانعٌ بسماحه = وسواه يمطر وهو في إمحال
ساوى الأجانب بالأقارب عدله = فتشاكلا بإزالة الإشكال
ومحا الجهالة بالعلوم كما محا = ظلم الظلوم ببأسه الرئبالي
شيم امرئٍ أرضى الحميد وعبده = إذ غاظ كلَّ منافقٍ جوَّال
ته أيها المترفق المتدفق ال = متألق المتصدق المتلالي
وافخر فأنت العالم العلَم الذي = يوماه يوم ندىً ويوم نضال
والأبلج البر الذي أعياده = أبديةٌ ليست بذات زوال
وإذا الفتى نسب الأمور لربه = بلغ المراد ودام خلو البال
قد أقبل العيد المجيد مقدماً = لك حلة الإقبال والإجلال
فارفل بها ما دام عيدٌ مقبلاً = أو مدبراً واسلم لكل هلال
واقبل مخدرةً تريك بخدها = عين الغزالة تحت عين غزال



.

جواد سليم
 
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...