صادق محمد عبد الكريم الدبش - الأدب الأيروسي... أو الغزل الصريح / الجزء الثالث .

الجزء الثالث
نسترسل في بحثنا هذا في جزئه الثالث متناولين أحد الشعراء الأفذاذ والذي ترك بصمة في تأريخ الأدب العراقي ...أنه الشاعر [ حسين مردان ] :
ما جاء في موقع صحيفة المدن الألكترونية - رئيس تحريرها ساطع نور الدين حول ألأدب الماجن ( الشعر الأباحي المغمور ....من حسين مردان الى جوزيف نجيم ، ما يلي .
وخلال العقود الماضية، حضر المجون بشكل خجول في بعض الأعمال الشعرية. فهناك قصائد ماجنة بعناوين "سوقية" للشاعر المصري نجيب سرور، منشورة في الانترنت، وما زالت موضع تحريم ومنع.
ومجون الفلسطيني ابراهيم طوقان، في عشيقاته "المسيحيات"، كان يُتناقل شفوياً ونسْخاً، ولم يُطبع حتى اليوم .
وثمة تجارب شعرية "ماجنة"، طُبعت في كتب، مثل أعمال اللبناني جوزف نجيم، والشاعر[ حسين مردان] . وهذا الأخير، في ديوانه "قصائد عارية"، بقي شبه مغمور، حتى أعادت "دار الجديد" اللبنانية طباعته، بنسخة طبق الأصل، وكان طُبع أواخر العام 1949، فأثار عاصفة من النقد، وأحدث ضجة في الأوساط الأدبية في العراق. فأمرت الحكومة بمصادرته وتقديم الشاعر إلى المحاكمة، في 26 حزيران 1950، ومن بين الاسئلة التي وجهت للشاعر في المحكمة، سؤال عن سرّ تسمية الشاعر لديوانه بـ"قصائد عارية". فردّ على ذلك بقوله: "إن الشاعر يجب أن يكون صريحاً في تعبيره عما يختلج في نفسه. لم أتوخّ في قصائدي إلا إظهار الحقائق العارية، ليتبينها الناس". ثم ووجه بسؤال عما إذا كان في الأدب العربي القديم ما هو أكثر صراحة من مثل هذا الموضوع، فعدّد الشاعر المتهم بعض الأمثلة. وقد استمرت المحاكمة أكثر من شهر، وشُكّلت لها لجنة أدبية من كبار الأدباء، أعلنت في النهاية أنّ ما جاء في ديوان الشاعر لا يشكل جريمة، وعند ذاك قرّرت المحكمة الإفراج عن الشاعر وديوانه .
وأعلن في قصيدة "زرع الموت" أن
ابليس والكأس والماخور أصحابي
نذرتُ للشبق المحموم أعصابي
مِنْ كل ريانة الثديين ضامرة
تجيد فهم الهوى بالظفر والناب.
... وعن قصيدته "لعنة ابليس" قال: "لم أؤمن بالحب يوماً. لكن هذه الفتاة لست أدري لمَ لا أستطيع نسيانها. لقد ذهبت، وقد لا أراها مرة ثانية. ولكن نظرتها ستظل تنبش في عظامي إلى الأبد"... ولعل مثل هذا العبارات التي تسبق القصيدة، أقوى من القصيدة نفسها، وربما يكون الاختزال بالنثر أعمق من النظم.
يبدو مردان ماجناً لكنه ليس متبذلاً.
يقول واقع الأمور من دون مواربة: "لا تعبد المرأة إلا الرجل الذي يخضعها لشهوته". شكّلت صدمة "قصائد عارية" كسراً لحدود المطبوع المتعارف عليه من منظور قيمي للمجتمع، وخطوة في ما اصطلح عليه النقاد بـ"الأدب المكشوف"، واشتهر منه في زمن مضى ديوان "أفاعي الفردوس" للشاعر الياس أبو شبكة، وديوان "أغاني الربيع" للشاعر فؤاد بليبل. وثمة من يقارن بين حسين مردان والياس أبو شبكة، ويقارب شعره مع شعر بودلير لناحية تقارب المناخ في الحديث عن وجدانية العلاقة بالنساء بل عن الغريزية الخالصة. وبين هذه المصنفات "الماجنة"، كان جوزف نجيم أشبه بالغائب، والدراسات حوله نادرة.
سيرة الشاعر :
ولد في بلدة طويريج (الهندية - محافظة بابل - جنوبي العراق)واليوم يتبع القضاء الى محافظة كربلاء ، وتوفي في بغداد.
كان والده عريفاً (شرطيًا) فتنقل معه حسب مقتضى وظيفته، فعاش حتى الخامسة في مدينة الحلة، ثم انتقل إلى قرية جديدة الشط - محافظة ديالى
أتم تعليمه الابتدائي في «بعقوبة» وترك المدرسة أثناء دراسته المتوسطة
اتجه إلى بغداد فاشتغل مصححًا ومحررًا في جريدة «الأهالي» (1952)، وحكم عليه بالسجن عاماً، بسبب ما نُسب إليه من نشر أشعار إباحية، ثم عاد إلى جريدة «الأهالي»، وبعد إغلاقها أشرف على الصفحة الأدبية في جريدة «الأخبار» ثم في «المستقبل»، ثم عمل محرراً في مجلة ألف باء..
آخر وظائفه في المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون - قسم الشؤون الثقافية
كان اتجاهه يساريًا ماركسيًا، وقد انتخب عضوًا في الهيئة الإدارية لاتحاد الأدباء العراقيين بعد ثورة 14 تموز 1958 - وصار عضوًا في الهيئة الإدارية للاتحاد عام 1970 .
حين وُلد حسين مردان في عام 1927م، لم يكن يعلم أن سنة وفاته ستكون عكس سنة ميلاده، أي أن الـ (27) ستكوم (72)، وكيف له أن يعلم بما لا يعلمه إلا علام الغيوب..
في 4/10/1972م، غيَّب الموت حسين مردان، الذي كان يقـول: (أنا أعرف نهايتي، فغدا سأموت بسكون، كما تموت الأشجار القديمة في أعماق الغابات، سأموت إلى الأبد)، ويُضيف:
(إن الموت هو الدرب الوحيد الذي يصل إلى الهدوء)، غيَّبه الموت بعد أن وصل بعد خمسة وأربعين عاما من عمره المملوء بكل ما لا يسر، إلى (قمته الحياتية الصغيرة) التي قامت على ثلاث دعائم هي تسلُّمه وظيفة المدير الثقافي لإذاعة بغداد، واستقراره فيها امتلاكه بيتا بسيطا في منطقة البلديات ببغداد
تواصله مع القراء عبر مقال أسبوعي ينشره في مجلة (ألف باء) العراقية، التي كانت تصدر كل يوم أربعاء
ومن يبحث في سيرة حسين مردان وما فيها من أتراح وأفراح، يجد أن حياته قد مرت بأربع مراحل هي :
السنوات الخمس عشرة قضاها في طويريج ...وقضى خمس سنوات في بعقوبة ، بعد انتقال عائلته إليها، وفي تلك المدينة عطَّر أنفاسه بروائح البرتقال والليمون، وكحَّل عينيه بمرأى نهرَي ديالى وخريسان، وقد برز في هذه المرحلة أمران مهمان هما :
مشاركته في إحدى التظاهرات التي خرجت هادرة في بعقوبة استنكارا لمعاهدة بورتسموث عام 1948م، وإلقاؤه كلمة في المتظاهرين، وقد قال حسين مردان عن كلمته تلك: قمت أزرع الفضاء بجمل نارية، لا ينطق بها إلا من كان يحلم بشرف التفاف الحبل حول عنقه.. وهكذا أصبحت الخطيب الأول لتظاهرة ذلك اليوم
وبعد انتهاء تلك التظاهرة، راحت الشرطة تطارد حسين مردان فألقت القبض عليه وساقته إلى المحكمة .
لقد ظل حسين مردان طوال حياته وخلافا لما يظنُّه بعض الدارسين، مرتبطا بمدينة بعقوبة بحبل سري يشده إليها أبدا، ذلك هو الحب الكبير لفتاة أحلامه وبطلة قصائده ومحرِّكة وجدانه ومشاعره الجيّاشة.. المرأة التي أحبها من طرفه ولم تشعر بحبه يوما)، وجاء فيها أيضا: (أن مردان وهو على فراش المرض تمّنى زيارتها له ولو مرة واحدة، لكنها حتى بعد أن أعلموها برغبته في رؤيتها للمرة الأخيرة بخلت عليه بتلك النظرة، فمضى ـ أبو علي ـ وحيدا حزينا إلى العالم الآخر) .
يقول حسين مردان ...فجأة قررت هجر المدرسة، والمجيء إلى بغداد، كنت حينذاك في العشرين من عمري.. كتلة نار وسيوف، وتلقَّفني شارع الرشيد.. الفساتين الملونة والزجاج، وقلت لنفسي: من هذا الرصيف الرمادي ستبدأ مسيرتي نحو قمة الجبل، وكانت الدهشة تشدُّني من كل جانب حتى وصلت مقهى الزهاوي.
المرحلة الثالثة: وهي المرحلة التي تبدأ بمجيء حسين مردان إلى بغداد وتمتد حتى بلوغه الأربعين من عمره، وتغطّي هذه المرحلة عشرين سنة من عمره، وهذه المرحلة مليئة بالضجيج الإعلامي وبالحركة في مختلف الاتجاهات وبالنشاط الشعري والأدبي الكثيف .
ـ المرحلة الرابعة: وتشمل السنوات الخمس الأخيرة من حياته، والتي تميزت بالاستقرار النسبي، والتي وصل فيها إلى ما سميناه بـ قمته الحياتية الصغيرة .
أحيل حسين مردان إلى المحاكم في حياته ست مرات، فهل هناك شاعر عراقي أحيل إلى المحاكم بهذا العدد من المرات غيره ؟
كانت المرة الأولى بسبب خطابه الذي ألهب حماسة المتظاهرين في بعقوبة عام 1948م، والمرة الثانية كانت بسبب مجموعته الشعرية (قصائد عارية)، والمرة الثالثة كانت بسبب قصيدته (اللحن الأسود) التي طبعها في كراس خاص وصدرت عام 1950م، وقد صادرت الحكومة ذلك الكراس، أما المرة الرابعة فكانت بعد انتفاضة الشعب العراقي عام 1952م، وكانت تهمته رفض النظام الحاكم، وفي هذه المرة أعتقل وجرى تقديمه إلى المجلس العرفي العسكري، فحُكم عليه بوجوب عدم نشر كتاب جديد لمدة عام، وأُطلق سراحه بكفالة.
أما المرَّتان الخامسة والسادسة فكانتا بسب افكاره ويروى عن حسين مردان أنه قرأ ما يقرب من مئة ألف صفحة من الفلسفة الماركسية، استعارها من الشيوعيين الذين كانوا يشاركونه السجن..
بد من الإشارة إلى أن حسين مردان قد أصدر بعد (قصائد عاريـة) و(اللحن الأسود)، مجموعته (صور مرعبة) عام 1951م، وتضمَّنت المجموعة نوعا من النثر أطلق عليه تسمية (النثر المركز)، وفي عام 1953م، أصدر مجموعته (الربيع والجوع) وهي نثر مركز أيضا، وفي منتصف الستينات أصدر مجموعته (الدنيا تنّور)، ثم جاءت بعدها مجموعتاه (طراز خاص) و (الأرجوحة هادئة الحبال
والذي يقرأ ما كتبه حسين مردان ستواجهه هذه الصرخات:
لن أحترم العالم ما دام هندبوس منكسر العينين
التراب وحده يفهمني
أليست حياتنا شريعة للغاب ؟
أنا بقايا وحشية الغاب
ويصرخ حسين مردان عبر شعره العمودي قائلا
وطني لو أنَّ الشعرَ يردعُ طامعا
ويردُّ كيدَ المغرضينَ ويزجُرُ
لنظمتُ أنفاسَ السعيرِ قصائدا
تشوي جلودَ المفسدينَ وتنثرُ
وطني وكلُّ يدٍ تريدُ لكَ الأذى
فاسلمْ ـ فداكَ الخائنونَ ـ ستُبترُ .
ومن الأمور الأخرى التي تُذكر عن حسين مردان أنه كان عضوا في الهيئة التأسيسية لاتحاد الأدباء والكتاب في العراق، وأن صوته قد صدح بعد ثورة 14تموز 1958م في قاعة اتحاد الأدباء عبر قصيدته(نبوءة الشعر) .
ترك حسين مردان الدراسة، في حين ذهب الشعراء الرواد إلى دار المعلمين العالية لإكمال دراستهم فيها،
اختار حسين مردان طريق التشرد، فأصبحت المقاهي والشوارع والساحات العامة أحضانا له، في حين اختار الشعراء الرواد طريق الالتزام عبر العائلة والوظيفة وبناء الذات والاهتمام بالمستقبل .
حسين مردان لم يكن معنيا من قريب أو بعيد بالشعر الحر وبما كان يشغل بال الشعراء الرواد، بل كان له طريقه الخاص الذي سار به من الشعر العمودي إلى النثر المركز مباشرة دون المرور بالشعر الحر، وهذا ما لم يفعله أحد غيره، مع ملاحظة أن حسين مردان كتب الشعر الحر ولكن بدرجة قليلة جدا .
تم تشكيل لجنة مختصة من كبار أدباء العراق لغرض دراسة (قصائد عارية) وتقديم تقرير حولها، وجاء في تقرير اللجنة المشكَّلة: (إن الأدب المكشوف فن كبقية الفنون.. وإننا لنجد في أسواق العراق والعالم والبيوتات العراقية الراقية في العراق وغير العراق من أنحاء العالم تماثيل عارية وصورا لأجسام عارية، نحتها ورسمها نحاتون ورسامون عالميون، فهل في كل ما ذُكر مخالفة للآداب العامة ؟
وفي 9/7/1950م،عقدت المحكمة جلستها الثالثة والأخيرة حول (قصائد عارية)، وقررت فيها الإفراج عن الشاعر ومجموعته الشعرية.
ولو ألقينا نظرة إلى (قصائد عارية) لوجدنا أن جميع قصائد تلك المجموعة كانت من الشعر العمودي، وقد وضع حسين مردان في بداية هذه (القصائد العارية) الإهداء الغريب الآتي
لم احب شيئا مثلما أحببت نفسي، فإلى المارد الجبار الملتف بثياب الضباب، إلى الشاعر الثائر والمفكر الحر، إلى حسين مردان، أرفع هذه الصرخات التي انبعثت من عروقه في لحظات هائلة من حياته الرهيبة .
لقد لقَّب حسين مردان نفسه في إهدائه هذه بالألقاب الآتية: المارد الجبار، الثائر، المفكر الحر، ووصف نفسه بالملتف بثياب الضباب، ووصف شعره بالصرخات، ووصف حياته بالرهيبة، فيا له من إهداء .
يقول حسين مردان: فجأة رميت بـ ـ قصائد عارية ـ إلى الشارع، فاهتزَّ كل عمود في بغداد ...
وظف حسين مردان المفردة الشعبية في قصائده وجعلها اساسا في قاموسه الشعري لما فيها من فنية وواقعية ولتعميق الصورة وجعلها اكثر دينامية واقصر الطرق لايصال الفكرة الى ذهن المتلقي.. وهذا يعني انه يريد ان يؤكد اصالته وشعبيته وانتمائه الى بيئته... كقوله :
بسيول ضحكتها الطليقة
وبلون وجنتها الانيقة
فبكل منعطف حديقة
اصباغها.. من ذيل (نفنوف) خفيف
وقوله
و(شيف) من البرتقال
تشب على ثلجه الحرق
وقوله: وانت يا انت
يا فوهة (التنور).. يا اختي .
يبقى اسم الشاعر حسين مردان محفورا في ذاكرة الشعر والنقد العراقيَّين، وقد كُتب عنه الكثير منذ وفاته وحتى يومنا هذا .
إن جماعة أدبية كان اسمها (الوقت الضائع)، وهو مأخوذ من اسم رواية لمارسيل بروست، قد أرسلت في عام 1946م عددا من أعضائها إلى بعقوبة، بحثا عن حسين مردان، ومن أولئك الأعضاء: القاص والرسام نزار سليم والقاص عبد الملك نوري والقاص عدنان رؤوف، وقد التقوا بمردان الذي أُعجب بثقافتهم وسعة اطلاعهم، ومن ساعة اللقاء تلك قرر مع نفسه أن مكانه في بغداد وليس في مكان آخر..
إن الجواهري التقى حسين مردان وأظهر له أسفه لمصادرة ديوانــه (قصائد عارية) ولمحاكمته، وعرض عليه مساعدته ألا انه رفض .
إن شخصية حسين مردان كانت واحدة من شخصـــيات رواية (خمسة أصوات) لغائب طعمة فرمان الخمسة، واسمه في الرواية شريف
أصدرت مجلة (الأقلام) العراقية في عددها المرقم / 11 لسنة 1984م، ملفا عنه أيضا، شارك فيه أدباء وشعراء آخرون..
أصدر الدكتور علي جواد الطاهر عنه كتابا نقديا تحت عنوان (من يفرك الصدأ ؟ أو حسين مردان في مقالات له ونثر مركز وشعر: 1968ـ 1972م)، وقد صدر الكتاب عن دار الشؤون الثقافية العامة ـ بغداد، عام 1988م، ومما قاله الدكتور الطاهر في كتابه: إن للمقالة المردانية حظها العالي من الإبداع.. وحظ لصاحبها الذي يميزه في تاريخ المقالة العربية فضلا عن العراقية .
لقد أنصف الدكتور الطاهر في ذلك الكتاب حسين مردان أيما إنصاف، حين أعطى صفة (المردانية) لمقالات حسين مردان، وكان ذلك اعترافا بالتميز لا على صعيد المقالة العراقية وحسب بل والعربية أيضا.
كُتبت عن حسين مردان قصائد وكلمات لأدباء وشعراء عديدين، منهم: عبد الوهاب البياتي، سعدي يوسف، رشدي العامل، فوزي كريم، ماجد السامرائي، طراد الكبيسي، محمود الظاهر، عبد الرضا علي، حميد الخاقاني، رياض قاسم، وآخرون .
الإنتاج الشعري :
- صدر له الدواوين التالية: «الأرجوحة هادئة الحبال» - بغداد - مطبعة الرابطة ، «طراز خاص» - المكتبة العصرية - صيدا، بيروت 1967 ، «قصائد عارية» - دار المشرق - بغداد 1950، وطبعة ثانية في بغداد، عام 1995، و«نشيد الإنشاد»: قصيدة من قصائد الحب في الأدب القديم.. ليس على غلافها بيانات، وقصيدة «اللحن الأسود» - مطبعة الرابطة، بغداد .
الأعمال الأخرى:
- أصدر عدة مؤلفات وصفها بأنها «نثر مركز» - تحمل عناوين مختلفة: «صور مرعبة» - بغداد 1951، و«عزيزتي فلانة» - بغداد 1952، و«الربيع والجوع» - بغداد 1953، و«هلاهل نحو الشمس» - شركة التجارة والطباعة - بغداد 1959، وأصدر عدة دراسات نقدية: «مقالات في النقد الأدبي» - المطبعة العربية - بغداد 1955.
والأزهار تورق داخل الصاعقة - وزارة الإعلام - بغداد 1972، وقد جمع الدكتور علي جواد الطاهر مقالات حسين مردان (في مجلة ألف باء) وقدّمَ لها، ودرس فن المقالة عنده، وفنه الشعري، في دراسة أبرزت نشاطه المقالي، ونثره المركز من خلال كتاب «من يفرك الصدأ؟» - دار الشؤون الثقافية، بغداد 1988.
هو شاعر متميز، جريء الصورة، يقتحم عالم القارئ دون استئذان، ويجبره على مشاركته الإعجاب بغرابة التشكيل، حتى وإن خالفه في جرح النبيل والجميل.
المصدر : منقول عن كاردينيا / مجلة ثقافية عامة ( حسين مردان ...دكتاتوتر الأدب وبودلير العرب ...أعداد وأشراف / المهندسة أيمان البستاني ) .
المصادر /مقالات متنوعة عن الشاعر حسين مردان .
مقالة الاستاذ كاظم حسوني .
أما الشاعر زاهر الجيزاني، فتناول شخصية حسين مردان من زاوية مختلفة، مبتدءاً حديثه بالقول بان، بغداد الأربعينات والخمسينات، كانت أشبه بالمسرح والكواليس، بغداد المسرح هي مدينة الشعر والسياسة آنذاك، أمّا خلف الكواليس فهم الضباط والاقطاعيون، وسلطة الملك، حيث يتكدس في أيديهم المال والعقار والوظائف.
وما يقول عنه الكاتب أبراهيم الزبيدي في مقال ( الكبير أبو علي..صفحات من كتاب دولة الإذاعة).المنشور على صفحات مجلة كاردينيا في 21 أب 2014م...
كان أبو علي، قصير القامة، الممتلئ، ذو الخدين الممتلئين والكرش الهابط والصلعة اللامعة، مزيجاً من أشخاص عديدين. فهو الشاعر الرقيق والغاضب العنيف. الصحفي المغامر والمتخوف في آن. السياسي الثائر والمواطن المستسلم لقدره والزاهد في غده. الصديق الودود والرفيق الذي لا ينجو من لسانه السليط وشتائمه الساخنة صديق أو عدو.
من جانبه أكد القاص شوقي كريم انه عمل مسلسلاً ابان الثمانينات مع المخرج مهند الأنصاري عن الشاعر حسين مردان يبرز بعضاً من أهم مراحل حياته الصاخبة، وأضاف شوقي انه استعان بكتاب الدكتور علي جواد الطاهر (من يفرك الصدأ) الذي اطلع على حلقات المسلسل وكان متحمساً لعرضه على الشاشة، الا ان الرقابة منعت عرضه ولم يبث آنذاك وظل مؤجلاً لسنوات طوال.
ويرى شوقي ان حسين مردان يمثل ظاهرة اجتماعية وشعرية كبيرة، وان حياته تصلح لعمل درامي مميز، وهو في انتظار بث مسلسله الذي يروي حياة مردان ويبرز معالمها للمشاهد.
أما القاص حسين الجاف: فأوضح ان شخصية حسين مردان تمثل هدية الأخوة والتآخي العراقي، لان أباه كردي وأمه عربية، ولد في الحلة ونشأ في ديالى قبل هجرته الى بغداد، وكا عبثياً وجودياً، دخل السجن وعاش مع كبار المثقفين والأدباء وأعطى كل ما يمكن أن يعطيه شاعر متألق يحب الحياة، مضيفاً بأن مردان كان يجد ضالته في التمرد الثقافي والاجتماعي، وفي الفقر والرفض والسجون والوحدة والتشرد، والكثير من كتبه من شعر ونثر ينمّ عن ذلك، ثم خلص الى القول، بأن مردان يعد علامة من العلامات البارزة في الأدب العراقي الحديث .
المصدر :منقول عن الشبكة / كتابة: كاظم حسوني/ المدى بيت الثقافة والفنون / حسين مردان ...دكتاتور الأدب .
في السنة الأخيرة من حياة الشاعر حسين مردان ....تقول السيدة شيماء الصراف:
تعرّفت على حسين مردان في السنة الأخيرة من عمره في بيت أحمد حامد الصرّاف، أبي ( والدها ) ...
رأيت حسين مردان في بيتنا مع الأديب مصطفى قلمجي في إحدى مساءات خريف 1971، رجلاً ربعة في الجسم ممتلئاً قليلاً، لا يمتلك أيّة وسامة إنما كانت هناك طيبة وتفاؤل في وجهه وجديّة تقف في الظل منها روح طفوليّة قلقة.
بدأت علاقة جميلة مع أهل البيت كلّهم، علاقة تتميّز بالدفء والعمق الإنساني.
وجوده في أُمسيات تضم مصطفى جواد، مير بصري، أحمد سوسة، مهدي مقلَّد...وأعتقد انه صدّم الصرّاف وزوجته بآرائه...(شيئ من الإباحيّة...عدم وجود قيم أخلاقيّة) هكذا كنت اسمعهما يصفانه بعد السهرة الأولى وحتى الثانية..ولكن، وهذه من المفارقات، ان هذه الصدمة هي التي فتحت باباً ومنفذاً له في قلبيهما؛ لقد كانت رسالته كالآتي : هكذا أنا، أُقبل أو أُرفض.
إن ما اجتذب الصرّاف فيه هو هذه العفوية والبساطة الجميلة، كان هناك عدم التكلّف والتصنّع، الحاجة إلى التواصل والإرتباط بعلاقات انسانيّة، أمّا أمّي وهي امرأة صعبة في العادة، فقد كانت حاضرة في كل تلك الأمسيات التي لن ترجع أبداً، لقد نشأت بينها وبين مردان علاقة ودِّية جميلة . أتذكّر : جاءنا مرّة زائراً مع قلمجي كالعادة، كانت أُمسية خريفيّة بهيجة وكنّا في طارمة الدار الأماميّة ، نزل مردان من السيّارة وحيّا الجميع وابتدر أمّي بالحديث بلهجة طفل جذل : شوفي أم شيماء هذا أول قاط جديد البسه بحياتي .
في تلك الأمسيات كانت الأدوار تتغيّر وتتبدّل فقد يشارك الجميع في الحديث والنقاش، وقد ينقسمون إلى متحدِّث وجمهور مستمع.... أو متحدِّثين ومستمعين، في العادة كان حسين مردان يتكلّم ويضحك كثيراً، يأكل ويشرب ويدخِّن السكائر الواحدة إثْر الأخرى وكل هذا في آن معاً. وهو يستعرض مافي ذهنه من آراء، يقص حوادث حياته اليوميّة وذكرياته، فلم يكن حديث المتسامرين مقصوراً على أدب أو تاريخ بل هو خليط من كل شيئ. قصّ علينا يوماً رجوعه إلى بيتهم واستقبال أمّه له وكانت قد عرفت بما حصل من صدور ديوان شعر له فيه كلام ناب، يقول :" جانت واكفة تخبز على التنّور وتناوشت محراث يمه وضربتني بي" . وفي أحيان كانت لهجته يشوبها الكثير من العجب بالنفس والقطعيّة والحسم وخصوصاً حين يتحدّث عن آراء له في الأدب، ولكن شفيع هذه الحالة طيبته وصدقه وزهو طفولي واضح بنفسه .
كان حسين مردان كرديّاً من الفيليّة ، لم أره أو أسمعه مرّة يـّكابر أو ينكر عرقه . كان كلامه أحياناً، يشوبه زهو بأصله وكرديـّته دون أن يخرج إلى التبجّح والتشنّج، هذا الزهو الذي رأيته مثلاً عندما جرى الحديث مرّة عن عالمنا الدكتور مصطفى جواد فذكر عرقه الكردي ثم اتـّصل الحديث عن الزهاوي وأحمد شوقي . كان حسين مردان عراقيّاً في كلّ قطرة من دمه وجارحة من جوارحه، يعيش عراقيّته ولا يعرف غيرها .
لا يحتفظ حسين مردان بأقنعة يرتديها ويـُسقطها وفقاً للظروف، وهذا انطباع أوّلي سيبقى للنهاية .
قال لنا حسين مردان ان الطبيب نصحه بعد إجراء الفحوصات لقلبه ورئته، أنْ يبدِّل نوعيّة أكله وشرابه وأنْ يمتنع عن التدخين خصوصاً فرئته سوداء من كثرة التدخين، وأضاف ضاحكاً :" الطبيب قال لي ما كدرنه نشوف شيئ لأن رئتك كلـِّش (جدّاً) سودة". لم يغيِّر قط من اسلوب حياته؛ ظلّ يأكل ويشرب ويتعب وينام كالسابق تماماً، أمّا السيكارة فلم يتركها ولا للحظة واحدة، إنها من شهود حياته السعيدة الجديدة، بل انه كلّما ازداد انشراحاُ وانبساطاً في الجلسة والحديث ازداد تدخيناً.
المرّة الثانية : دخل المستشفى، قلبه ؟ رئته ؟ أمور أخرى ؟ أم هو عبّ للحياة بطريقة خطأ ومن ثم ابتزاز لجسد منهَك من سنين طويلة وتحميله ما لا يطيق هو ماأوصله إلى هذه الحالة ؟ ذهبت أمي وأبي لزيارته، كان متعباً ولكنه مبتسماً . فرح كثيراً برؤيتهما وضحك كعادته، تساءل : متى تعود تلك الأمسيات والسهرات الجميلة في بيتنا في "الكنج"، طمأناه بحديث يحمل حبّاً وتقديراً ثم أضافا :" بس هالمرّة تلتزم أبو علي، بكلام الطبيب ونفرح كلنا برجعتك..." .
في المرّة الثانية سقط حسين مردان، تغلّب عليه خصمه، ربما باغته الموت فصرعه من دون مقاومة .
قال لي شخص رآه في المستشفى وهو ميّت أنّ وجهه يحمل تعبير من تلقّى صفعة مفاجئة ومن دون إنذار فأشاح بوجهه مشمئزّاً مستنكراً. قلت في داخلي : نعم، فلم تكن هذه على الإطلاق من قواعد اللعبة التي اختارها بنفسه ووضع قواعدها على انفراد .
1927م-1972م ...ترك المدرسة في سن مبكِّرة تماماً . امتهن ـ لأجل العيش ـ مهن مختلفة منها عامل بناء ....له مقالات في النقد الأدبي . جميع كتبه طُبعت في بغداد .
بدأ بنظم القصائد الموزونة، وظلّ ينظمها فيما بعد في فترات . ابتدع اسلوب النثر المركِّز "... لأهرب من وجه الوزن الكريه" .أوّل من كتب قصيدة النثر في الوطن العربي .
المصدر : في السنة الأخيرة من حياة الشاعر حسين مردان ....شيماء الصراف .
أهدى ديوانه "قصائد عارية لنفسه"، كتب : " لم أحب شيئاً في حياتي مثلما أحببت نفسي، فإلى المارد الجبّار الملتَّف بثياب الضباب، إلى الشاعر الثائر والمفكِّر الحر، إلى حسين مردان أرفع هذه الصرخات التي انبعثت في عروقه في لحظات هائلة من حياته الرهيبة ". حسين مردان. بغداد . 27 ـ 11 ـ1949.
** خليل خوري
شاعر/مترجم سوري (وُلد في دمشق عام 1934 ). سكن العراق /بغداد بعد 1970 .
مقتطع من عدد من قصائد وتغريدات حسين مردان :
.
لا لن اتوب: وهل يتوب مفكر
حر على قول الحقيقة مجبر
هبني سجنت فلست اول ثائر
يرمى باعماق السجون ويقبر
هبني شنقت فلست اول مصلح
اودت بفكرته حبال تذعر
اني لالعن من يعيش ببلده
يعلو الغبي بها ولايتفجر
****
من كل ريانة الثديين ضامرة ٍ
تجيد فهم الهوى بالظفر ِ والناب
وقع السياط على اردافها نغمٌ
يفجر الهول في اعراقها السودِ
تكاد ترتجف الجدران صارخة
أذا تعرت أهذا الجسم للدودِ .
...............................................
أدوس على الوجود وساكنيه ِ
وأبصق فوق سكّان القبور ِ
واُقسم لو رأيت " الله " يوما
صرخت ُ بوجهه بيدي مصيري
أساطيرٌ ملفقة ٌ ودنيا
يكبّلها الزنا أبد العصور ِ
دعيني أعبد الشيطان وحدي
وأعبث في الحياة بلاضمير ِ .
..............................................
كرهت روحي الوجود وملت
عشرة الأرض من خلال الفجور
أنا من جف كأسه في يديه
وهو مازال ظامئا للخمور
يا ليالي لم أكن غير خط
اسود اللون في جبين الدهور
.............................................
وهذا الحب المخذول يصدم الفكر في طرح تساؤلات الشاعر الفلسفية ذات الشك الكبير.
ان يكن في السماء رب عظيم
وقدير يدري بما في الصدور
فلماذا نرى التقي شقيا
ونعيم الوجود للشرير
يا ليالي باطل كل شيء
ليس غير الفراغ غير القشور
..............................................
نزار قباني الذي عاش تخمة العواطف الجنسية بينما يقول حسين مردان :
وتساقطت نظراتي النشوى على
شقين علقتا بلحن اسود !!
وتجمعت محمومة في نقطة
ملمومة حمراء في أعلى الثدي
فضحكت مكتئبا وزمجر غاضبا
إبليس يلعن طهرها وترددي!! .
...............................................
ويصل به الأمر إلى احتراف الرذيلة التي تذكرنا بروحية أبي نواس بل يفوقه في كثير من الأحيان بقوله:
اني عهدتك بالوصال كريمة
فهبي جمالك ساعة لصديقي
..........................................
تمتص روحي من فمي قبلة
صفراء تنطق بالغرام الفاجر
ودعي شياطين الرذيلة حولنا
تعوي بأغنية المحب الداعر .
وفي قصيدة للطين يصرح الشاعر بمعتقده الشهواني ....
ماالحب إلا شهوة فلتبعدي
أم الزنا فمك المدنس من فمي
وتجردي لأراك جسما ناعما
بلظى الفجور يضج مثل جهنم
ولا يرى في الشرف إلا اختلاقات
ما الطهر ما الشرف الرفيع وما التقى
غير اختلاقات الزمان الأقدم
فاستهتري يابنت آدم كلنا
في الأصل للطين المدنس ننتمي .
ومما يلفت النظر إلى حد التصريح بشكل مباشر ان الشاعر يعرف انه كان شيطانا وقد توضح ذلك في قصيدة ميلاد شيطان.
ولت في ليلة رعناء باركها
رب الجحيم فلم يعلم بها الله!
فجئت في صورة الشيطان فارتعدت
على شفاه عذارى الحب أواه!!
***
قد كنت ازعم أني مثلكم بشر
لو لم يكن جدكم في الأصل حيوانا
مجموعة من جراثيم مشوهة
تدب في جنبات الأرض ألوانا .
.................................................
في قصيدة نهاية قبلة يقول الشاعر:
يا قبلة لما تزل نارها
تموج أغواري بها الثائره
أخذتها من شفتي غادة
أديبة فنانة شاعره
فانتفضت أعضاؤها لذة
وتمتمت في لهجة فاتره
أواه لو طالت ولم يبتعد
ثغرك من ثغري للآخره
فانطلق الشيطان من كهفه
يصفر لحن الشهوة العارمه
وابتسم الإثم على مخدع
معطر بالوردة الحالمه
ترف في أرجائها نغمة
مسحورة أصداؤها آثمه
وتصرخ النار على صدره
مشوقة للمهج القادمه
فمزقت أثوابها فجأة
عن جسد كالفضة الطاهره
واضطجعت كأنها صورة
إطارها وسائد عاطره .
...............................................
ارتبط الحب عنده بالموت :-
الصيف فات
وقد يفوت
ليل الشتاء ولن تجود
بخيالها الحلو الودود
وغدا نموت
وكما تموت الذكريات
غدا يموت
حبي وأحلامي الحزينة والعهود .
...............................................
يكشف الشاعر عن هوس مخيف لجسد المرأة ومكنوناتها الحسية .....قصائده هوسا حارا ورغبة هائجة تتصل حد القسوة ...ولكنها قسوة لذيذة .
لقد أتسم اهتمامه بالمرأة بجرأة لم يعهدها الشعر العراقي من قبل ، جرأة جعلت منه صاحب تجربة خاصة تستند الى ما كتبه ( من شعر جنسي فاضح جريء صفع ابتعنت وغرابة بعض القيم التي سادت عصره ، كما جاء في المقال بعنوان ( الحب والموت في قصائد حسين مردان ) بقلم الكاتب أثير الهاشمي في 7/4/2009 م المنشور على صفحة مؤسسة النور للثقافة والأعلام .
قمر
أحلى من السهر
أحلى من الغناء في مضارب الغجر
أحلى من القمر
قمر
حاجبها وتر
وعنقها ثمر
وثغرها مدفأة تقذف بالشرر
وكفها لو مر بالحجر
لأينع الزهر .
.....................................................
لشاعر يتخذ من الغزل عنصرا ظاهرا بقوة عبر صفات إخبارية يتخذها للبوح بالجمال الأنثوي :
والتحم الثغران في قبلة
وحشية عنيفة قاتلة
وانفجر البركان في لحظة
فغيبتنا نشوة حافلة .
.............................................
وهذه المقاطع منقولة من مقال منشور على صفحة ( صوت العراق ) بقلم الأديب خلدون جاويد بعنوان (قصائد عارية ) .في 23/7/2011م /.
.......
رجل وإمرأة
" أسهل عندي أن اُهدّم جبلا بأظأفري من أن أقول للمرأة التي اُحبها : إرحميني"
ضحك الحُسْنُ على مبسمها
يتحدى النار في جمجمتي
فتوسلتُ إليها ويدي
تحت ردفيها كشلو ٍ ميّت ِ
لحظة ً واحدة ً لاغيرها
ويجف الشوق ياسيدتي
فتهاوت كشعاع ٍ أبيض ٍ
فوق كرسي ٍ قديم ٍ مُونق ِ
وبدت حلمة ُ ثدي ٍ ناضج ٍ
تحت ثوب ٍ من حرير ٍ أزرق ِ
فتلوّت ْ في دمائي ثورة ٌ
ثورة الفسق على الحب النقي
فتقدمت ُ كوحش ٍ جائع ٍ
ترعد الشهوة في أعصابـِيَهْ
فاذا ما استسلمت مرغمة
وتفرّجتُ عليها عارية ْ
صرخت ويحك لن تتركني
فلقد حركت في أحشائيه ْ
كل مافي اللحم من شوق اللظى
فاطفِئ النور وخذ أفخاذيه .
..........................................
العاصية :
" أظلم أنواع العذاب انتقال الشهوة من العصب الى الرأس ... "
يا ابنة النار واللظى والضرام ِ
قد سرى الحب صارخا في عظامي
فالصقي صدرك الكبير بصدري
ودعينا في نشوة الأحلام ِ
أنت مسكينة ٌ لقد خدّروها
بحديث الخيال والأوهام ِ
نحن إن لفـّـنا الردى واحتوانا
بين أحضانه ظلام الرّجام ِ
لن تعود الحياة يوما إلينا
بعد أن يعبث البـِلى بالعظام ِ
أنا جرثومة الفساد تربّتْ
في مهاوي الزنى وظل الحرام ِ
فانزعي هذه الغلالة عني
أشتهي رؤية اللظى في الظلام .
.................................................
كذلك هذه المقاطع منقولة من مقال منشور على صفحة ( صوت العراق ) بقلم الأديب خلدون جاويد بعنوان (قصائد عارية ) .في 23/7/2011م /. وهي من ديوان حسين مردان ( ديوان قصائد عارية ) .
.......
انني أحب هذا الشاعر ويقصد ( الجواهري ) وأُعجب بنبوغه ولأنه أيضاً يمثّل لنا أرقى ما وصل اليه الشعر الكلاسيكي العربي من تطور وعظمة.مقال: ديوان الجواهري ـ الأعمال النثرية".
نهاية الجزء الثالث .



صادق محمد عبد الكريم الدبش
1/8/2015 م



.


جواد
 
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...