نقوس المهدي
كاتب
ربي اغفر لبنات النروج كلما قطَّعنَ قلوبنا ووضعنها بين أيدينا، كلما تنفس نهد ريّان قد تزاحم في المشدِّ قلتُ إلى الأمام ياقلبا شغوفا، شدَّ القبضتين إلى سياج الحديقة : جنحتْ سفائننا باب دارك ياصبية!، لم يمض وقت طويل حينما جمعنا المجاذيف من أيدي الزمان الكثيرة، قلنا وصلنا إلى حافة اليأس ولن تسقط أحلامنا من كوكب، وصرختُ فيما يصرخ الممسوس في وهج الظهيرة: انتظريني ياخصلا شقراء تفردها الريح، تطير وتعزفها السنوات مفردة على وتر ويشهق الأبنوس، لينحسر الثوب عما بدا ليديك، لترنَّ في أذن الزمان إيقاعات أفريقيا على رقص الخلائق حول النار، رويدا رويدا لتنحدر الوعول من الجبال فهذي السهول ممرعة، وكأس النبيذ هو الملتقى ووراءنا عطش بطاسات، قد كان صيف من الرغبات الدفينة في ثنايا الثوب، ومن البعيد من البعيد أسمع موال ريفيات لم توحش قلوبهنَّ حضارة الإسمنت، لم تنفرط أحلامهنَّ في زحمة المدن الكبيرة، أتى الشرق كله وراء كلماتي حتى رقدتِ بين ذراعين مقرورتين من الضمِّ، وبعد ذلك أخذت اليدين إلى صائغ الألحان قلتُ: فُكَّ القيود تحرري يالغة الضاد، ورفعت صوتي أعلى من جبال هذي البلاد ألا انهدمي ياقلاع اجري ايتها الخيول طليقة على رحب السهوب، مزيدا من الثلج أبيض هذا
النهار كجلد ملائكة تستلقي على العشب، قدام نصب (لفايكنغ) القيتَ السلاح واستسلمت َياقلبي أمام غانية ماذا تقول!؟، أقول إلهي هل مزجتَ الطين بنور الفجر أم الضوء يشطف من نزلوا من يديك إلى الأرض، تناثر ياشعرها الزعفران تناثر في هفوات الكلام على الروح تنطقُ والأشجار تسمعُ، صفحة خدها الوضاء ياوضاء شعشعتَ طويلا في النوافذ، بياض عنقها ياإِوزُّ وهي تزغرد في التليفون وتضرب موعدا، لوتُرجئين المواعيد أجمعها حتى تحن الأنوثة كلها فيكِ، لو تفكرين بهذا قبلما يترحل الغيم الشفيف عن ناظريك، وتنكشفين في صحو نظراتي التي تُحبِلُ، أجل هي نظراتي التي تعرفينها حين تمرين أصيخ سمعي للطبيعة تموسق خضرة وأشدو، تحنن طيرها فيطير من غصن إلى نافذة، في كل نافذة لوعة الحب أحييك من النوافذ كلها، دعيني أهمهم : ولهي يلوح بالمناديل بيضاء بيضاء ولاتستسلمين، يجتاز موكب عطرك تشيعه طيور الكناري ويحفُّ به الفراش ولاتتلفتين، أقص شهقة أُلصقها بالغلاف الأخير للمسة تركتها على يدي ولاتكتملين، حسنا شهقة ولمسة في عراء الثلوج لاتكفيان، ماذا سأفعل!؟، عندما صحتُ صاحتْ معي كل زهرة ذبلتْ وراء ظهر غيابك، لمّا أقبلْتِ أقبلَتِ العصافير والجوري ثم انقطعتِ بمصافحة والتحمتِ بحرارة الضمِّ والقبلِ، لكن بصحة من نقرع الكأس هذا النهار: مونيكا وسيسيليا أم سلمى وماريّا!؟، إني أُهنئ العشب باللحم الطريّ يلمسه لمسا رفيقا، وأهتفُ: أين المدام تأخر وهج الخدود يامُوَرَّدَ الشفتينِ، ربي اغفر لبنات النروج هذا الجمال المؤثر في الروح وليس ثمة روح بهذي البلاد: عين على البنك وأخرى وراء الضرائب تلهث، وإذا نظرتَ إلى فوق ترى غيوما مغلفة بورق الجرائد وشمسا مبرقعة طوال العام، وماذا تبقى؟، ماتبقى ثلج على ثلج ومتزلجون في ذاك البياض اللانهائي يغيبون في منحنى ضحك السكارى، وهذا الصيف أقصر من ثياب البنات، وثم هنيهة وتهب عاصفة ثلجية وتخلع الأوتاد، في صيف من الأصياف دنتْ شفتا فراولة من جحود الدهر: من أيّ البلاد أتيت!؟، أنا من بلاد العرب!، أعرف هذ من سحنة البدو فيكَ، (أضحكُ!)، لكن من أي تخوم الأسى!؟، جئت من النهرين أغطس وتشيلني موجة عطر، أرفع رأسي لألمح عشتار يومئ نهدها في الباص على مدرج الجامعة فوق عشب الحديقة في الكلام الإباحي، قبِّلني ببطئ همستْ من التحنان في صوت بطئ كعربات الرومانسيين في الأفلام، ثم تهادى النبر:حافية أصابعك النحيلة وهي تجوس الدغل أكثر مما تتحمل النروج في خيال الفتى العراقي، يالأصابع الموسيقي عارية تداعب الأوتار فتفزُّ قيثارات غافية، وزقورات تُشيّد من لحظة الحب، كم تبدو ملونة هذي الحياة، مظللا ذاك الهواء بالقلم الرصاص كما رأيتك في نهايات السطور، لو رَقَّ هذا الهواء على معصميكِ، عن لُمَّتيكِ، لو ينحني السُّرو على سواقي مقلتيكِ، ويشرب نخب من راحوا إليكِ، يعلو ويهبط صدركِ الأسيان ويلعب البطُّ، كنا علَّقنا ثمارا فوق بطنكِ سوف نقطفها قريبا ونرحل في المواسمِ، ويمكن بعد ذلك أن ترينَ سلالنا على الظهور كفلاحين هنودا في حقول الشاي، قبلني ببطئ كي نطير إلى شجو الحمام على السطوح، ارسم لي الشمس بالكلمات آخذها وأحفظها، من أنت!؟، ماالأكوان تحت غطاء رأسك!؟ماالرايات تخفق في جانحيكَ!؟، أنا من انتظرتُ شفاهك الندية بشفاه أجيال من العطشى إلى الماء الفرات، وأنت من انتظرتِ حلاوة البرحيّ على شفتيه من أعلى العثوق، سومري لاتخفت النيران في جسدي، وهذا النمل يسعر، ذاك اللحم ينملُ، في زمان بعيد رأيتُ وجهك في غرف الملوك وأرض سومر تشهد، وسفوح الأهرامات تذكر جيدا أنني في غفلة من الحراس قبَّلتُكِ فانثنيتِ، قومي اقعدي استلقي لتشهق الطبيعة بكل زخرفها فوق صدركِ، ألاانثنِ ياغصن يامياد ياأملود يافتان، خفر البنات أم غنج الإناثِ أجمعهنَّ فيكِ!؟، على مهل وأنت تقومين وتقعدينَ، على مهل إلى أن تتنفس الفاختات بين سعف الفراتينِ، وتندى عثوق تدلت من ذكريات الحسائيين عن نخيلِ أبي الخصيب، على مهل وأنت تبركين وتنهضين، تتشمسين تتفيئين، على مهل لأرسم جداول بين فخذيكِ وأنت تتمددين، وأتبع أنهارك إلى ماوراء المصبات حيثما يكون رضاب شفتيكِ دواء للطبيعة .
* عن
موقع الف لحرية الكشف في الكتابة والانسان
..
النهار كجلد ملائكة تستلقي على العشب، قدام نصب (لفايكنغ) القيتَ السلاح واستسلمت َياقلبي أمام غانية ماذا تقول!؟، أقول إلهي هل مزجتَ الطين بنور الفجر أم الضوء يشطف من نزلوا من يديك إلى الأرض، تناثر ياشعرها الزعفران تناثر في هفوات الكلام على الروح تنطقُ والأشجار تسمعُ، صفحة خدها الوضاء ياوضاء شعشعتَ طويلا في النوافذ، بياض عنقها ياإِوزُّ وهي تزغرد في التليفون وتضرب موعدا، لوتُرجئين المواعيد أجمعها حتى تحن الأنوثة كلها فيكِ، لو تفكرين بهذا قبلما يترحل الغيم الشفيف عن ناظريك، وتنكشفين في صحو نظراتي التي تُحبِلُ، أجل هي نظراتي التي تعرفينها حين تمرين أصيخ سمعي للطبيعة تموسق خضرة وأشدو، تحنن طيرها فيطير من غصن إلى نافذة، في كل نافذة لوعة الحب أحييك من النوافذ كلها، دعيني أهمهم : ولهي يلوح بالمناديل بيضاء بيضاء ولاتستسلمين، يجتاز موكب عطرك تشيعه طيور الكناري ويحفُّ به الفراش ولاتتلفتين، أقص شهقة أُلصقها بالغلاف الأخير للمسة تركتها على يدي ولاتكتملين، حسنا شهقة ولمسة في عراء الثلوج لاتكفيان، ماذا سأفعل!؟، عندما صحتُ صاحتْ معي كل زهرة ذبلتْ وراء ظهر غيابك، لمّا أقبلْتِ أقبلَتِ العصافير والجوري ثم انقطعتِ بمصافحة والتحمتِ بحرارة الضمِّ والقبلِ، لكن بصحة من نقرع الكأس هذا النهار: مونيكا وسيسيليا أم سلمى وماريّا!؟، إني أُهنئ العشب باللحم الطريّ يلمسه لمسا رفيقا، وأهتفُ: أين المدام تأخر وهج الخدود يامُوَرَّدَ الشفتينِ، ربي اغفر لبنات النروج هذا الجمال المؤثر في الروح وليس ثمة روح بهذي البلاد: عين على البنك وأخرى وراء الضرائب تلهث، وإذا نظرتَ إلى فوق ترى غيوما مغلفة بورق الجرائد وشمسا مبرقعة طوال العام، وماذا تبقى؟، ماتبقى ثلج على ثلج ومتزلجون في ذاك البياض اللانهائي يغيبون في منحنى ضحك السكارى، وهذا الصيف أقصر من ثياب البنات، وثم هنيهة وتهب عاصفة ثلجية وتخلع الأوتاد، في صيف من الأصياف دنتْ شفتا فراولة من جحود الدهر: من أيّ البلاد أتيت!؟، أنا من بلاد العرب!، أعرف هذ من سحنة البدو فيكَ، (أضحكُ!)، لكن من أي تخوم الأسى!؟، جئت من النهرين أغطس وتشيلني موجة عطر، أرفع رأسي لألمح عشتار يومئ نهدها في الباص على مدرج الجامعة فوق عشب الحديقة في الكلام الإباحي، قبِّلني ببطئ همستْ من التحنان في صوت بطئ كعربات الرومانسيين في الأفلام، ثم تهادى النبر:حافية أصابعك النحيلة وهي تجوس الدغل أكثر مما تتحمل النروج في خيال الفتى العراقي، يالأصابع الموسيقي عارية تداعب الأوتار فتفزُّ قيثارات غافية، وزقورات تُشيّد من لحظة الحب، كم تبدو ملونة هذي الحياة، مظللا ذاك الهواء بالقلم الرصاص كما رأيتك في نهايات السطور، لو رَقَّ هذا الهواء على معصميكِ، عن لُمَّتيكِ، لو ينحني السُّرو على سواقي مقلتيكِ، ويشرب نخب من راحوا إليكِ، يعلو ويهبط صدركِ الأسيان ويلعب البطُّ، كنا علَّقنا ثمارا فوق بطنكِ سوف نقطفها قريبا ونرحل في المواسمِ، ويمكن بعد ذلك أن ترينَ سلالنا على الظهور كفلاحين هنودا في حقول الشاي، قبلني ببطئ كي نطير إلى شجو الحمام على السطوح، ارسم لي الشمس بالكلمات آخذها وأحفظها، من أنت!؟، ماالأكوان تحت غطاء رأسك!؟ماالرايات تخفق في جانحيكَ!؟، أنا من انتظرتُ شفاهك الندية بشفاه أجيال من العطشى إلى الماء الفرات، وأنت من انتظرتِ حلاوة البرحيّ على شفتيه من أعلى العثوق، سومري لاتخفت النيران في جسدي، وهذا النمل يسعر، ذاك اللحم ينملُ، في زمان بعيد رأيتُ وجهك في غرف الملوك وأرض سومر تشهد، وسفوح الأهرامات تذكر جيدا أنني في غفلة من الحراس قبَّلتُكِ فانثنيتِ، قومي اقعدي استلقي لتشهق الطبيعة بكل زخرفها فوق صدركِ، ألاانثنِ ياغصن يامياد ياأملود يافتان، خفر البنات أم غنج الإناثِ أجمعهنَّ فيكِ!؟، على مهل وأنت تقومين وتقعدينَ، على مهل إلى أن تتنفس الفاختات بين سعف الفراتينِ، وتندى عثوق تدلت من ذكريات الحسائيين عن نخيلِ أبي الخصيب، على مهل وأنت تبركين وتنهضين، تتشمسين تتفيئين، على مهل لأرسم جداول بين فخذيكِ وأنت تتمددين، وأتبع أنهارك إلى ماوراء المصبات حيثما يكون رضاب شفتيكِ دواء للطبيعة .
* عن
موقع الف لحرية الكشف في الكتابة والانسان
..
صورة مفقودة