حسين عيسو - مأساة ممو وزين.. قصيدة حب من التراث الكردي

خيالك زين في ذهني
يأس وضباب وألم
منذ غبت عن سمائي
لا أنيس لا قرار
هاج بي الوجد

وضاق بي المكان
بلغ الشوق أشده
ولهيب يلسع كالنار فؤادي
فتعالي أطفئيه بكؤوس الخمر
من تلك الشفاه
زين زندين تعالي
فرغ الكأس أمامي
وحياتي مثل كأسي فارغة
جسدي الفاني يذوب
فتعالي اسقينيها
كأس راح
علها تنسي الوجود
أسقنيها خالصة
خمرةً تودي بعقلي
لأرى نور بهائك
آه يا زين تعالي أسقنيها من شفاهك
بلسماً
يثمل العقل بخمر الحب
والقلب الجريح
ديلبيرين
فأنا العاشق الذي
أفقد الشوق قراره .
نهري الخابور ** مثلي
هجرتك الينابيع والعيون
جفت الأزهار حولك
مثل قفر وحدك اليوم تعاني
أنت مثلي
وقلبي مثل قلبك مجدب
زهرة النرجس غابت
وشذى عطر السفرجل .
يا نسيم الصبح ان سرت جنوبا
ومررت بالمنازل
دار زين ليس بعيدا
ستراها كمليكة
آيةٌ , هي الجمال الإلهي
بعينه
ليس من أنثى على ظهر البسيطة
تضاهيها في الدلال
فهي زهرة بل خميلة
إنها إبداع خالق
شعرها وحده فتنة
كخيوط النورِ مائج
شلال نهرٍ
يتهادي في انسياب
يستر الصدر المعاند
خصل منه بأطراف الجبين
تتراقص في دلال
فتزيد السحر سحرا
وعيون بسهام الفتك
وأهداب سواد الليل منها
أتقن الخالق كحله
وبريقٌ ساحرٌ يرسل خدرا وبلسم
وقدٌّ أميدُ
صب في أروع قالب
آية في الحسن فهي
حسن وجمال ودلال
دون تجميل وروج
تبقى أكمل
هل لمخلوق خبير
فعل أفضل
لا فصنع الخالق أجمل .
أدنُ منها في تواضع
ثم ناولها الرسالة
بمداد من دمي
وكتاب هو روحي
ومعانٍ , لحن فلبي المتقد
وهمسا قل لها
حلمنا كان قصيرا
وتبدد في الهواء
سببت مأساة عمري
وحياتي في الغياب تائهة
في دياجير الشقاء
ثم لا تنسى تعود
بتراب عالق في قدميها
من التل في يوم اللقاء
يوم "نوروز" حياتي
قل لها
الخاتم الماسي مثل روحي
هل تريد نزع روحي
وهو ذكراها الوحيد
فيه بلسم لفؤادي والدواء
فيه شوقي وحنيني
لن أعيده
الا في يوم الوصال المستحيل .
ذلك الثعلب راوغ
وافترى كذبا علينا
قلت يا زين الحقيني
حسبك مكر الثعالب
لا تلوذي بالضباع
بَكّو والشر المجسد
مثل ثعلب
بخباثة ... ودهاء
رمى أشلاء الحبيبة للضباع
انتقاما بجريرةِِ
أنني أحببت زين
قلبي الدامي انسحق
تحت كيد الكائدين
أيها الساقيُ حسبي
عقلي مخمورٌ
والعمر أدركه المغيب .
يوم موتي لا تقولي
أيها المالك جسمي وروحي
"لن تقولي"
لأني ما ملكته
والحديقة
أضحت اليوم ملاذا
للثعالب والضباع



----------------------
*قصة حب أسطورية كتبها شعرا , الشاعر الكردي أحمدي خاني وتدور الحكاية , كما لدى كل الشعوب الأخرى بين عاشقين لم يكتب لهما الوصال , وتدور أحداثها "كما يعتقد حوالي العام 1393 , أما ملاّيي جزيري فيعيدها الى تاريخ أقدم من ذلك بكثير كما يذكر الدكتور نور الدين زازا" على ضفاف دجلة في جزيرة بوطان المعروفة اليوم باسم جزيرة ابن عمر , وقد نقلت بعضا منها بتصرف وتغييرات عديدة .
** تم تغيير اسم دجلة الى الخابور , لزوم الشعر !.



.
صورة مفقودة
 
أعلى