فارس البحرة - بعض الشمس يكفي ونصوص إيروتيكية أخرى

بائع يلقي جثة سمكة في المقلاة و هو يرنو إلى مصلّبة الطريق، أرى عينيها المسمولتين، ذيلها الطريف، و الفالق الذي انتزعت منه أحشاؤها.
حلاقٌ ناحل يستدير برأسه فيلمحني أتسلل على الرصيف، بيده مجفّف شعر أسود كالمسدس مصوّب إلى رأس الزبون.
امرأتان تتخاطبان بالتركية، في وجه إحداهما طيبة لا تخفى، على البعد ثالثة تدفع أمامها عربة طفل، أتكون عربية ؟ تركية، حجابها الذهبي الفاقع مقنزع للوراء كالساحرات.
باب بني مغلق في النهار، و الليل أيضاً، فوقه مكتوب ما معناه: الملتقى، أعلاه كوّة لا أبلغها، ربّما تتعرى وراءه النساء و يمرغن الأجساد بالعواميد.

واجهة للمساج التايلندي، فارغة إلا من كلمة LOVE و مصابيح ملونة ترسم امرأة جاثية، عندما تضيء في الليل تحرك ذراعها، كأنها تقول للرجال: أقبلوا!.

رجل أسمر ربعة كهل طويل الشعر قليلاً يرفع ركبة يبسط ساقاً باسماً يتهادى على دراجته.

و أنا أردّد لحن:Come on baby light my fire

و أفكر

ما أن أبلغ بيتي سأكتب
[ بين البؤس و السعادة
شعرة بعرض شارع]

29.10.09



دراجة

كلبان يركضان باتجاهنا، تتسع عينا الولد فيعاجل رعبه بابتسامة مصطنعة: لا يؤذيان أحداً، يقول. أرفع كتفي مرة خافضاً زاويتيّ فمي مرة، متباسطاً مطمْئناً

صاحب أحدهما يقبل باشّاً كمن يقبل على طفل، لا بدّ فرحته للقاء الكلب الآخرعلى عادة الألمان. أستدير فأرى طفلة صغيرة باسمة، بنظارة زرقاء الإطار، مدورة العدسات، كبيرة. رفعها الرجل عالياً مسروراً، كما يُرفع الأطفال. الولد إلى جواري يكلم نفسه كالعادة، يوتّر سبابّة اليمنى و يومئ بيديه
أوراق خريف أصغر مما توقعت تخترق خطواتنا
نباح الكلبين المأخوذين باللقاء ارتفع حتى صاحت أم الطفلة وراءنا كي يهدءا

نعيب غربان بعيدة من أيكة على اليسار

دراجتي القديمة المختفية منذ سنتين مقفلة إلى سياج المترو عند المنعطف
مقعدها قرضه الفأر، على مقودها مبدّلا سرعة جديدان، ضوؤها الخلفي محطم في جوفه الأشرطة السوداء. أقراص الحركة الخلفية كما هي
عرفتها من اللون الفيروزي لملقط الدولاب الأمامي المنصهر بجسمها الكحلي

من كلمة:Alternativeعلى بدنيتها
عرفتها

من لهفتي.

02.11.09



رائحة الذهب


فكرت بالذهب
بالسكوت الذي منه
بما صنع به
من فعل بالوردة
بإسم الوردة فكرت
ببورخس ربّما
بخيميائيّه الذي غمر الوردة في رماد الموقد
و أخرجها من الذهب

بغتةً
عنّت على أنفي رائحة الحشيش
خضراء كصدأ النحاس
نافذة كصدأ الحديد
الطالع على حبل غسيل
مديد
عبر ظلماتي الداخلية.

06.11.09



بعض الشمس يكفي

كي أرى ثياب الغجر زاهية، الثوب فوق البنطلون، غطاء الرأس، الضحكة السمراء، تشبه ثياب الغجر في كل مكان

و بعضها يكفي لأفرح للهندي، يثبت ثلاث مساطر خشبية من طرفها إلى ظهر بسطته، و يباعدها كالمروحة من طرف، ليعلق الأطواق و الأساور، قرب الخواتم و الخلاخل، ما يستقر في الأنف و السرة، أو يعبر اللسان و الحاجب و شحمة الأذن

تعجبني أي من اللوحات بالحبر الأسود و الأحمر على ورق الكانسون الممدود على الأرض أو المسنود بنصف ظهرٍ إلى الجدار، قرب الرسامين الباسمين، و بعضُ الشمس أصفرُ يغمر كلًّ شيء

أقف قليلاً قبل أن أرتمي في عتمة الأنفاق
كمن يدخّن واحدة
أشعر بغبارها على ثيابي
لا أترك شيئا ً يشغلني عنها
و الآن _في الليل_ لا أسمح لشيء أن يصرفني عن ذكراها

سأغزل منها الكرة
الصغيرة الكبيرة
و أخبئها في خزانة الثياب

مع العجائب الأخرى

كما وعدتكِ.
03.12.09




ذكرى

ازحت الستارة و أنا أفكر: أيجوز أن أخرق عزلتي بنشر أِشعار إباحية؟
الشارع و السيارات يكسوهما الثلج
لدي حذاء شتوي سميك النعل عال أذهب به إلى شغلي غداً

صورتي ترنو إلي من الزجاج المضاعف
بيدي كأس النبيذ
تذكرتكِ
و ابتسمت

تذكّرت جان جاك روسو

و أن اللحظات الحقيقية ضمّها النسيان
أو عجز أن يفعل.
21.12.09







معاهدات

تنسى النساء لقّاطات شعرهن على الطاولة، ينسين علب الشامبو و الجل في الحمام، ينسين سراويلهن بين الأغطية، فلماذا لا يسهون عن قلوبهن أيضاً؟

الجوبارد
أستطيع التباكي كامرأة فقدت إخوتها الأربعة في معارك مع المشركين. أستطع أن أمدّ رأسي من النافذة لأصف الغيم، كأني أصف عزلتي، و عزلة الناجي إلى جزيرة من غرق السفينة. أتلمّس الجوع في بطني، و البرد في أصابعي. أتذكر الأجساد التي درت معها أمس في الحلم، الشعور الذي ينبت في القبلة، مثلما تنبت الحياة في البذرة، التي تنبت في ظلام وحل الشتاء

هناك من يعثرون على الماء عندما يرتجف الشِّعب بين أيديهم، و هناك من يجدون القبلة منسية على الشفة، كشامة تحت الجلد، مكالماتٌ هاتفيةٌ تشف عنها الجدران، حين يسقط عليها نور القيلولة. و جنسٌ تُرى حيواناته، تعبر برسومها الجانبية جدران الكهوف

معاهداتٌ أبرمها البشر مع الفخذين و الساقين، مع أصابع القدمين و ظاهرهما، و الأخمصين و الجلد الرهيف، وقبل ذلك مع النهدين من أدناهما إلى أعالي الحلمتين، مع الدوائر التي تصبّ في السرة، وصولاً إلى الأشفار كبيرها فصغيرها، انتهاء بكبير المفاوضين البظر. معاهدات وقعها القضيب في النهاية، و ختمت عليها أعماق المهبل

بحثاً عن الأرض التي تبلغ خضرتها السواد، و يرنّ الماء فيها عندما يسقط على الهناءة

للحب أبواب كثيرة
الجنس أحبّها.
21.12.09





تعويذة الريح

بالماء أو الحناء أريد أن أرسم على فخذيك. أُمِرّ الريشة فلا بدّ تشعرين بها رقيقة على جلدك، و أشعر أنا بدخيلة الأسلاف حين نقشوا على أجساد آلهتهم متاهاتٍ طينيةً تارة عشبيةً أخرى، فيما الغِشية في رؤوسهم يقطعها الوميض، و أفواههم مطبقة على رغبات حيّة كاللسان، تشبه رغبتي فيكِ.

أتخفّف من جذوري، أنزعها كالحصى من الحذاء، فأرى في المنقلب الآخر جذوراً كقوس قزح، و أنني إذ أتمرّغ على جسدك كنقوش تلفّ معبداً أو قصراً أو خصراً أو ركبة لا يلزمني إلا أن أكون بشراً لأترك ورقة غار على شفة فرجك.

أتركك في العتمة كالآثار في الليل، في النسيان كالأوطان في المغترب. أشدّ أقلام الشراشف و أطبخ لأجلك كما الرجال الأولون يظفرون بنسائهم، يقطّعون البصل الأخضر و الجذور، كي يفوزوا ببطن المرأة التي يرغبون.

لا أقول الريح تمر في جسدي، أقول روح الريح، حروفها و الزخارف، تعويذة الريح و سنّها المعدني، في مغارة الملائكة البائدة ذات الحوافر و الوبر.
لا أقول وجدت سر الليل، بيد أني أقيم فيه كالزئبق في جفنةٍ، و الزيت في قرن ثورٍ، و الظلام في المداخن القديمة، حيث تدور نجوم الثلج تتّسخ و تذوب.

لا أقول أحبّك، أبقي على ذبالتي، تضيء الجلود و حبال الأحذية المشمّعة قرب البقدونس و الثمار البيضية و ريش الحجل.

أكتب بلغة تجهلينها،لا تعرفين أنني أكتب لك، ترين الحروف الرشيقة، ربما تشعرين باللهب المكتوم حين يلامس شعري حلمتيك المغلقتين على المتعة، مثل مدينة مسوّرة على سفح جبل.

كنت أخشى ألا يكون العالم كما تمنّيتُه، بتّ أخشى أن يصير كذلك
لا أتمنى

العمر أقصر من الوعود، الوردة أجمل، الحب أصدق
هواء الوادي تلوّنه النار و الأغنية
و حبي يقوم بأودك اليوم، و يدفع عنك العطش

الزمن ينال من أنوف التماثيل

أنظر إلى صورة إله التِياهواناكو
أرتعش
و أكتب عنكِ.
13.01.10

* عن موقع الف لحرية الكشف في الكتابة والانسان



.



.

ألف










صورة مفقودة
 
أعلى