أنتَ تشعر بالذنب لأنك تدخن آخر سيجارة وتطفئ جمرتها في عتمة المدن الشاحبة قلوبها وتكتب القصائد الوطنية
وتقرأ قصائدي الإيروسية
وعلى مكتبكَ قارورة عطري الفرنسي كوكو شانيل
ـ تشتاق لعناقي …
تعالَ ! أقبلكَ وأقبل شفاهك المرغوبة وعنقكَ وكتفيكَ وأصابعكَ وكل جلدكَ اللاهث لليلة عشق ..تمحي تفاهة الأيام الباردة والفواتير الكثيرة المتراكمة السخيفة السطحية التي أخذت الكثير من تفكيركَ ..
تعال إلى حواء الخصبة وزلازل الغوايات السُفلى
لتضيع في أمواج البحار السبعة
وتلمس ضوء القمر قليلاً وإعصار الشمس البعيدة
تعبدك الشاعرات
ما الحب إن لم يكن عبودية للروح وللجسد معاً
وما الهيام غير أن تفلتَ الروح من الجسد ؟
أنشلكَ من الإحباط والوحدة ـ
تعالَ إلى خلوتي للحياة الحقيقية بين ذراعيّ
للعشق والإنصهار روحياً وجسدياً وجنسياً
ـ نكون أو لا نكون ـ
العشق هو أن تعبر كل المدن الحزينة
ترواغ على الوقت الذي هو عدونا الوحيد
وأن تندلع شرارة الجسد في كأس تكسره بين يديكَ
وتطعن بشظاياه وحدتك وتعود لتضاجعني مع الكون النائم في سريرك
في هذه اللحظات الروحية والإيروسية والوجودية ـ
وتمر في خيالك كل آلهات الماضي البعيد
وتبقى فينوس في سريرك تلتهم السراب ورغوة الحليب
وبراكين الحمم النسائية تقتل على شفتيها كل إنتظار
لتنام على الشوق والورود وتحتار أنتَ بجسدها السيف القاطع
كل هموم رجال العرب ـ تأتي حواء لتغزو ـ
تأتي بركاناً تحرق فيه الأرواح العشائرية الناقمة على جسد المرأة
لأنه جميل ولأنه مثير
تأتي لتشفيكَ من الجراح والغياب ـ
تزحف نحوك حارة عارية من أجيال الزيف والنقمة ـ
كل حب هو ليلة عرس ..
وكل ليالي العشق حمراء ينعدم فيها التراجع لنبقى على قيد الرجل والحياة
لأن الرجل نصف الحياة والنصف الآخر رجل أيضاً
أترك وجهك الوسيم يضيع بين أصابعي ..
أنتَ الرجل المُشتهى
.ولا منتهى سواكَ
أكتفي بالحلم لتكمل حكايتي
لا تردّني إلى الصواب فأنا أخترت معتقلكَ
وأعترفت لكَ بكل خطايايا قبلك
بينكَ وبيني حياة ثمنها قبلة ولمسة ولهفة وشهقة
بينكَ وبيني خطوة واحدة على عتبة العتمة ليطلع النهار
وتعود إلى حياتكَ الطبيعية وطرقاتكَ الضيقة
وتنسى حبنا الروحي وتنسى الدار والمدار والطلاسم واللغات
.
صورة مفقودة
Binet-Ouakka Fatima