مَساءً وقَفتِ الأَشجارُ
رماديّةً ومريضةً
في الغَابةِ بأجمعها،
لأنَّ في قاعِ المروجِ غرِقَ النّهار .
لكنّكِ بعيداً رَميتِ مِنَ البَدنِ
الثّيابَ
وأوقدتِ فيّ نوراً أبيضَ ،
أُنثى المساءِ،
بشَعرٍ جذورٍ و وجْهِ حَيَوانٍ.
ولاتَزالُ عيوني تشعُّ و تتّسعُ،
في الغابةِ حِين القَمر ُالأبيضُ
يُشرِقُ .
الأشْجارُ كَبُرت حتّى داخلِ أيّار
وما تريدُ أنْ تترمّدَ وتنعَزِلَ ثانيةً.
لكنّي لا أدري، أيْنَ تمكُثينَ،
أذكرُ فقطْ، كيفَ استلقيتِ حارّةَ العُريِ
عِندَ فمي.
وفوقَنا جرَّ القَمرُ هالتَهَ
الليلَ بطولِهِ.
وصيّرني مريضا ً.
إنّني إلى فَمِكِ الأحمْرِ
هكذا مَريْض.
ذاكَ الّذي أسْكرَ نفْسَهُ مِنْ دمي.
لسوفَ أتَذكّرُ هذا بعْضَ اللَيالي
في الغَابةِ ...
أنْتِ، لِمَ لا تعودينْ
إليّ، في الثّوبِ الأبيَضِ.
قريْبا ً أصيرُ عجوزاً
وكالأشْجارِ مريضا ً
وأَجوفَ ...
وكانَ بمقدوري، كما ذاتَ حينٍ في الضّوءِ الأبْيَضِ،
أنْ أكوْنَ زوجَكِ اللّيليَّ
بشَعرٍ جِذورٍ ووجْهِ حَيَوان.
.
صورة مفقودة