أنَبتُ عِذارٍ أم شائقُ روضةٍ = مشى فوقها نملٌ بأرجلِه حِبرُ
أم العنبرُ المفْتوتُ من فوق وجنةٍ = أسالتْه نار الخدِّ فانْبهمَ الأمرُ
فحيَّى عِذاراً أذهل الصبُّ مذ بَدَا = وإن ضلَّ فيه العقلُ واختلطَ الفكرُ
يتيهُ به لدْنُ القَوامِ مهفْهَفٌ = له في اختلاسِ العقلِ من حُسنِه عُذْرُ
هِلالٌ إذا ما قلت أمسى جَبينه = صدقْتَ ولكن دون طلعتِه البدرُ
تعلَّم منه الظبيُ لفتةَ جِيدِه .= ومن طرفِه الوسْنانِ يُسْتنبَط السحرُ
متى صافحتْ سمْعي رقائقُ لفظِه = ترى كلَّ عضوٍ داخلَهُ السكرُ
يُمازج ألفاظَ البلاغة صوتُه = فيبدو لنا دُرًّا وفي ضِمنه خمرُ
وتشكو ارتجاجَ القُرطِ صفحةُ جِيدِه = كما بات يشكو من غدائرِه الخصرُ
يخبِّر عن كأسِ المَنونِ بصَدِّه = ويقْتلني منه إذا هجَر الهجرُ
به غزَلي أضحى وفيه مدائِحي = ومنِّي لمعنى حسنِه النظمُ والنثرُ
* العز البغدادي عبد السلام بن أحمد عبد المنعم بن محمد بن أحمد القيلوي الحنفى