هو الحب في العشاق ينفذ ما يقضي = فلا تعذلوا صباً به كأدان يقضي
ولا تنكروا أهل الهوى ونحولهم = فإن الهوى العذري يأذن بالخضِ
إذا فتكت فينا العيون فواتراً = أتتها القدود الهيف بالحث والحضِ
وما الحب إلا لذةً ثم لوعةً = فاونةً يرنو واونةً يغضي
أيا بارقاً من جابن الحي وامضاً = يذكرني ثغر الأحبة بالومضِ
ترى من ثغور الغيد جئت مبلغاً = فؤاد أخي الأشواق رمضاً على رمضِ
وهل علمت براقة الثغر أنني = أسير النوى والصبر ليس بمنقضِ
تذكرت من مسراك ماضي عهودنا = ولا بد للمشتاق من ذكر ما يمضي
بروحي من تهدي السلام إشارةً = وتنظر من خوف العواذل عن عُرض
ظبية حسنٍ كحل السحر طرفها = فيفتك يقظاناً ويهتك بالغمض
مهفهفةٌ بيضاء معسولة اللمى = مورّدة الخدين طيبة العرض
تغار إذا ماست دلالاً أو انثنت = غصون النقا من غصن قامتها الغض
ومن ذلك الفرع الأثيث بنفسجٌ = حكى خد معشوقٍ تأثر بالعض
أباحت لنا الصهبا بمرجان ثغرها = وأهدت لنا التقبيل من جيدها الفضي
وجادت بوردٍ فوق نسرين وجنةٍ = فيا خير محمرٍ بأحسن مبيض
أعاذل دعني من ملام كأنهُ = فراق حبيبٍ صد هجراً على بغض
رعى اللَه أياماً مضين مع الصفا = وعصراً قضيناه مع الأهيف البض
كأن الزمان الغمر أصبح حاسداً = فاخلفنا عهداً وعامل بالنقض
فتبّا له لحانةً غير معربٍ = فيخفض ذا رفعٍ ويرفع ذا خفض
أمالك قلبي والجمال محكمٌ = لك الأمر فافعل ما تشابه واقض
وحق الهوى إني على الحب ثابتٌ = وشمل غرامي فيك ليس بمرفض
ولم يثنني عن سنة الحب والهوى = سوى مدح داود وذلكم فرضي
(.......)
.